صانعوا الإرهارب القدامى!
بقلم/ علي بن عبدالله
نشر منذ: 12 سنة و 8 أشهر و 3 أيام
الثلاثاء 17 إبريل-نيسان 2012 04:18 م

إن القاعدة في اليمن السعيد ماركة مسجلة للنظام البائد ، وإن الإرهاب الدموي مذيل على راياته { ميد إن صالح } ، قبل أنصار الشريعة هذه الحقيقة أم رفضوها ، كانت مصانع صالح للإرهاب الدموي والقاعدي كثيرة :-

أولها - تغييب الشريعة الإسلامية جزئيا أو كليا في بعض الأمور .

ثانيها - تقديم الولاء والدعم اللوجستي لأعداء الإسلام في غزو العراق .

ثالثا - الرضى وغض الطرف والتستر عن الطائرات الأمريكية ، وهي تجوب أجوائنا وتقتل وتسفك دماء إخواننا ، وأبناء جلدتنا ممن أخطئوا الطريق أو أساؤا التقدير ، وهم ضحية اللعبة القذرة ، بين القاعدة والامريكان .

رابعا - اختطاف الشباب الملتزم من أعمالهم أو من الشواراع ، وتغيبهم لفترات طويلة ، دون الكشف عن أية معلومة عنهم .

خامسا - إغراق السجون بالشباب الملتزم المخلص لدينه ووطنه ، تحت ذريعة الإرهاب والإنتماء للقاعدة ، وهم بريئون كبراءة الذئب من دم يوسف عليه السلام .

سادسا - عدم السماح للقضاء بمحاكمة الشباب وقد امتلت بهم السجون ، فالمتهم بريئ حتى تثبت إدانته ، والمتهم مواطن يتمتع بحقوق كاملة .

سابعا - التفنن في تعذيب الشباب الملتزم البريء ، فضلا عن المذنب .

ثامنا - الإبداع في أساليب مضايقة وإذلال الشباب الملتزم المسجون ، وأهاليهم في يوم زيارتهم والتي لا تتجاوز النصف ساعة أو أقل .

تاسعا - منع دخول الطعام والشراب للمسجونين ، فضلا عن الفاكهة والحلويات والأدوية فإنها مما حرمها مأمور السجن قطعيا .

عاشرا - التعنت في إستمرار سجن من حكم القضاء ببرائته ، أو من قضى فترة حكمه ، بغض النظر عن مصداقية الحكم ، ونزاهة المحكمة .

الحادي عشر - زج الشباب المراهق الذين لا تتعدى أعمارهم العشرين بل هم أقل ، مع رؤساء وكبار الفكر القاعدي ، ممن كانوا في أفغانستان ، أو من أهل السوابق و الجرائم.

الثاني عشر - تقديم لغة الحوار والصلح مع الحوثيين أو مسلحي الحراك ، والإفراج عن مساجينهم ، في مقابل أن تكون اللغة الوحيدة ، مع الشباب السلفي ، السلاح والقتل والإبتزار والتعذيب والسجن.

الثالث عشر - عدم ملاحقة بعض مفكري ورؤساء التنظيم ، بل إعطائهم الحرية الكاملة في التنقل حيثما شاؤوا ، وملاحقة وقتل جند النتظيم المبتدئين .

وهكذا صنعت القاعدة في اليمن ، فكم من شاب سجن برئيا ، وانتهى به المطاف إلي جبال وكهوف القاعدة ، وكم من أخ رأى وقع الظلم على أخيه السجين ، فلجأ إلي فوهة السلاح لدفع الظلم ، وارتدى رداء القاعدة في لحظة قهر الرجال ، وكم من قاصر مراهق غيور على دينه ووطنه وإخوانه ، دمعة عيناه والطائرات الإمريكية تعربد وتقتل ، دون رقيب فحمل ساعده الرشاش ليسقطها ، ولم يجد غير القاعدة شريكة له تناهض عربدة الطيران الأمريكي .

وكم من قريب أو صديق زحف إلي صفوف القاعدة وقد سمع أو عاين إذلال السجانين لأهالي السجين ، ولم يرقبوا إلا في شيخ مسن ، ولا ذمة في إم عجوز تشتاق إلي عناق أبنها ، ولم يرحموا طفلا رضيعا ما شبع من وجه إبيه ، وكم من شاب فهم أن ذروة سنام الإسلام الجهاد ، فاشتاق إلي الجهاد وقد علم فضله ومنزلته ، فأنساه حماسه فلسطين وكل شبر محتل من أراضي المسلمين ، فظن أن تحرير الأقصى وكل بلاد الإسلام يبدأ من أبين فأعلن انضمامه للقاعدة.

وكم من شاب تابع نجاح حركة المحاكم الإسلامية في الصومال ، نضالها وعدلها واللتفاف الشعب حولها ، فاعتقد أن البندقية السبيل الأنجع في تطبيق الشريعة ، فانظم إلي أنصار الشريعة ، ليجعل من اليمن نسخة مطابقة للصومال ، ونسي أن النبي عليه الصلاة والسلام أرسل إلي اليمن رسالة ورسولا وحيدا مجردا من السلاح .

وكم من شاب محب لدينه وأمته ووطنه ، درس أن الإسلام رائد النهضة ، فأراد أن يعيد النهضة الإسلامية بالسلاح ، ونسي المسكين أن لباسه وسلاحه من الغرب .

وكم من شاب مخلص لدينه ووطنه أخطأ التقدير ، فتاب ورجع إلي جادة الطريق ، فلم يجد العدل ولا العدالة ، فالأمن يطاره ، والقضاء لا يدافع عنه ، ومنظمات الحقوق لا تعرفه ، والمجتمع يخافه ، وأرباب العمل يرفضونه ، فلم يجد الأمن ولا الأمان ولا الرزق ولا القبول إلا من حيث رجع .

وكم من شاب درس العقيدة الإسلامية ، وظن أن الدين كله ولاء وبراء بطريقته أو بطريقة مشائخه الخاصة ، وغفل هؤلاء سيرة النبي الأعظم ، في تعامله بل وتحالفه في بعض الأحايين مع اليهود والنصارى ، أخذ هؤلاء ما يحلو لهم من المرحلة المكية ما شاؤا ، ومن المرحلة المدنية ما أرادوا .

يا أنصار الشريعة ، كلنا أنصارها وكلنا أبناؤها وكلنا رجالها ، فهوينا وبالتي أحسن ، يقول الله لكم ولنا { أدع إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة } .

يا أنصار الشريعة إن هدم الكعبة أهون إلي الله أن يراق دم إمرئ مسلم ، لا نرضى القتل منكم أو عليكم ، صنعكم غيركم ، أم ألتقت مصالحكم مع عدوكم ، لا فرق عندنا ، فمن يظن أنه سيطبق شرع الله فينا من أعلى فوة المدفع مخطئ ، ولن نتخلى عنكم فانتم إخواننا ، نظن أنكم أخطأتم التقدير ، فأنتم ضحية لعبة قذرة ، أردها عدونا وعدوكم ، أنتم إخواننا ونحن إخوانكم نقول لا إله إلا الله كما تقولون .