آخر الاخبار
سقوط المشروع الإيراني
بقلم/ خالد زوبل
نشر منذ: 10 سنوات و 3 أشهر و 11 يوماً
الثلاثاء 09 سبتمبر-أيلول 2014 12:14 م

بدو أن العشر سنين القادمة ستكون قنبلة مدوية على الأحلاف إيران وأمريكا والكيان الصهيوني وعملائهما في الشرق الأوسط ، كما ستكون بشارات قوية وحروب ضروس للإسلام ومن يحمله من الإسلاميين عموما خصوصا بعد موجة التغيير التي طغت على العالم العربي التي سيكون بعدها بإذن الله التمكين الذي تغنّى به شعراء الدعوة الإسلامية على مرّ العصور .. أنت تدري أيها الحيرانُ عنّا *** كيف فوق الشمسِ أزماناً حلننا

لا نقول هذا جزافا لكن بناء على معطيات كثيرة ظهرت على السطح ولعل أبرزها وهو ما سنتحدث عنه في هذا المقال .

 استنزاف قوة إيران وسقوط سياستها الخارجية أخلاقيا في الحضيض، لأن غطرسة عمائم قم وكربلاء لم تعتبر من خسارة رجالها من حزب اللات والحرس الثوري في سوريا، كما خسرت المالكي ابنها البار الطائفي وخسرت معه أهل سنة العراق جميعا بسياسة التهميش والإقصاء الطويل الذي أجبر السنّة على حمل السلاح لاستعادة شيء من كرامتهم وإسلامهم بل وعروبتهم التي سلبها مالكي إيران ، ثم ارتفاع صيحات التيار الإصلاحي في الداخل الإيراني المعارض لسياسات إيران الخارجية ، وأيضا خسران الشعبية في الشعوب الإسلامية التي كسبوها من حروب لبنان2006م والبرنامج النووي وأسطورة حسن نصر اللات التي تحطمت على جماجم أطفال سوريا ..

 إن إيران مُصابة بداء (الأنا) لذلك تتخبط تخبط المحتضر وتفتح أربع جبهات في وقت واحد : في سوريا والعراق ولبنان واليمن، ما يعني أن نهايتهم قريبة جدا بإذن الله للاستزاف الاقتصادي الكبير والعسكري والرِجالي والأخلاقي سواء بسواء !

ويبدو أنها لا تقرأ التاريخ وأن خادمهم المطيع عبدالملك الحوثي يسير في نفس الاتجاه في مواجهة الاصطفاف الوطني والدعم الإقليمي الخليجي وسنة اليمن التاريخ والحضارة في آن واحد .... لكن كيف نصنع للغباء الذي هو جندي من جنود الله حين يقودون أنفسهم للاستئصال ( يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي الأبصار ) (سورة الحشر) .

وكل هذه الهزائم لا شك أن إيران أحست بها لكنها لم تبالي بالإحجام والتعقّل بل ذهبت للمزيد من التوغّل في دماء أهل السنة وتخريب بلداننا وإحداث الفوضى الطائفية بسياسة أن ( تكون قوياً أفضل من أن تكون محترماً ) بل وزادت بطلب الدعم الدولي الأمريكي والغربي والتأييد الخليجي والذي من الواضح أنها بدأت تناله بخلق مسرحية داعش ! لقد تم اختلاق داعش في 2013م من المخابرات الأمريكية والإيرانية لكسب التأييد الدولي لحرب كل من ينتسب للإسلام بصلة والتعاون في مكافحة الإرهاب والسماح للتمدد الشيعي عبر التقارب الأخير، وما يؤيد هذا هو تسارع الأحداث وبداية الإعلان عن داعش إبّان أو قٌبيل محاصرة المعارضة السورية المسلحة لدمشق وخروج المدن العراقية السنية عن سيطرة المالكي ابن إيران .

 لذلك اختلقوها وتم تمكينها من الأرض في العراق تمهيدا لإعادتها لأحضان إيران وأيضاً لحماية بشار من السقوط كما تم تمكينها من رقاب المعارضة السورية لتبقى حرب فصائل لا تنتهي تقتات بها أمريكا والمجتمع الدولي كذباً على الشعوب !

 إن من لا يرى سياسة أمريكا وحروبها القذرة لضرب الإسلام باسم حرب داعش والإرهاب فهو يعيش في الوهم ولا يقرأ التاريخ ، لكن الملوم من يصدقهم ويؤيدهم ثم في بعض قليلي الفقه وأتباع الخوارج ممن يرّوج لداعش الخوارج وأكاذيب أوباما ويجعلون من أنفسهم مطية لحرب الإسلام وتمكين إيران من حيث لا يشعرون ! هناك أدلة كثيرة تؤيد بعدهم عن الجهاد الإسلامي لا تكفي السطور لبسطها ويكفي أنها لا تحمل فكراً أو منهجاً تعرضه للناس سوى القتل والتوسع وبث مقطاع الانتصار لكسب مزيد الأتباع ! صحيح أن البطش السوري وآلته المجرمة في دماء الأطفال أحدثت ردة فعل عنيفة وكذلك ينبغي مع منزوعي الرحمة ، وصحيح أن جميع طوائف اهل السنة طُلموا وهُمشوا من المالكي ويئسوا من العملية السياسية العراقية فحملوا السلاح دفاعا عن الحرب الطائفية التي جرّوهم إليها عمائم المالكي من سيستاني وغيره ، لذلك اضطروا في سوريا والعراق إلى الإثخان في العدو العلوي والإيراني ، لكن ما جرى هو تقديم داعش وهذا هو أكبر خطأ وقعت فيه التيارات الإسلامية ، حيث تم تصديرها للمشهد في المدن السورية وربما دعمها وتمكينها من بقية الفصائل وهم ما تم فعلا في سوريا لكن المعارضة السورية أحست بحقيقتهم مؤخرا فهي تقاتلهم الآن ، وتم في العراق تسليمهم المدن بهروب معسكرات المالكي لا جُبناً كما تم تصويره في الإعلام إنما هو ضمن مخطط أممي كبير تقوده إيران وأمريكا الحليفتان ! فليست المشكلة في الجهاد ضد الرافضة المعتدين أو المُحتل الكافر بل هو أمنية كل مسلم يعرف ربه ويرجوا لقاءه بإحدى الحسنين ، لكن المشكلة هو الاختراق الاستخباري وتصدير من لا يمثلون الإسلام للمشهد وعدم التبرؤ من فعالهم أو عدم تخليص الجهاد من اهل الجهاد الخاطئ! وكما تم هذا في العراق وسوريا يجري تصديره إلى اليمن الآن عبر ميليشيات الحوثي المسلحة والتي لم يصنفهم المجتمع الدولي بالإرهاب حتى الآن رغم إسقاطهم لمحافظتي صعدة وعمران ومحاصرتهم العاصمة ولا نرى سوى التنديدات الناعمة!

لذا سيتم دعشنتها في اليمن كذلك شئنا أم أبينا بهدف القضاء على التيار الإسلامي وتحويله إلى تيار جهادي من اجل تفكيكه واختراقه والقضاء عليه.. لكنهم غفلوا عن النظريات الإيمانية وسنن الدعوات ودموع الأمهات التي لا تفقهها مجالس قُم والبيت الأبيض .. إن من يُراهن على تدجين الإسلام واهم، فكيف بمن يراهن على جرّه لحرب هو يشتاق إليها لردع المعتدين مَنَعه من خوضها ديمقراطيتكم وكذبكم الذي أصنجتم آذان شعوبنا منها حتى إذا اختارت من تريد سحقتموها وسلبتم أصواتها ... كلا كلا ...

فالأمة الإسلامية ما زالت بخير والتيارات الإسلامية أوعى للتجارب وأقدر على المراجعة والاستفادة من الأخطاء ، ولعل هذا يؤذن بتطعيم ناشئة أجيال الإسلام الجديدة بأصوات البارود الذي حُرموا منه بسياسة تدجين الشعوب عبر سنين لإماتة روح الجهاد لتعيش الشعوب الإسلامية بالأشواق الجهادية وتنادي بصوت خافت .. ( والله زمان يا سلاحي ! ) لا تراهنوا على ضعف الإسلام الذي دجّنتم أشباله قروناً ، كما لا تراهنوا على تعنيفه للقضاء عليه، بل تعنيفه سُيسحقكم ثم تعود إسلامية خالصة إن أبيتموها إلا هكذا ... أو ستأتيكم داعش على منهج أهل السنة والجماعة ، فتعقلّوا ! وجِماعُ هذا هو الصبر والمصابرة والمرابطة والالتفاف حول القيادات الربّانية والعلماء العاملين وكسب التأييد والحاضنة الشعبية ثم ردع المعتدي والجهاد المسدّد بأخلاقيات جهاد المصطفى صلى الله عليه وسلم إن أبى هؤلاء وأذنابهم إلا الحَلَقة فالإسلام لها أهل ورثها كابراً عن كابر، و بأخلاقيات جهاد القسّام التي أصبحت قدوة الجهاد المُسّدد في هذا العصر لجميع المسلمين .

وفي موقف تركيا المحايد من حلف أوباما لإنقاذ إيران رؤية بعيدة النظر وثاقبة جداً ، أقلها عدم توغّل سلاحها فيما لا ذنب لهم من المسلمين فضلاً عن ترك إيران تتجّرع ما جنته يداها وحماية نفسها على المدى البعيد... ستنتهي غطرسة إيران وتتوقف في تخريب بلدان أهل السنة وسينمو التيار الإصلاحي المعتدل بداخلها ويتوقف تصدير الثورة الخمينية، كما سيتفرق حلف أوباما ويخرج صاغراً مهزوماً اقتصادياً وربما عسكرياً ، وستلملم بلداننا جراحها وترتب أوضاعها من جديد ، وستتذوق الأجيال الجديدة معاني العزّة والجهاد السياسي والمسّلح والثبات على المبادئ والمقاومة في سبيلها حتى الموت على حدٍّ سواء .. ستستفيد الأمة جميعا إن عقلت إيران وأذنابها في حقن دمائها ، كما أنها ستستفيد أكثر من جنون إيران وغطرستها ليأذن الله بأفول نجمهم ..( وتودّون أن غير ذات الشوكة تكون لكم ويريد الله أن يُحقّ الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين ، ليحق الحق وليبطل الباطل ولو كره المجرمون ) (الأنفال)

... صدق الله العظيم.