ملكية أهل السنة وديمقراطية الشيعة
بقلم/ عبدالعزيز الصلاحي
نشر منذ: 12 سنة و أسبوع و 3 أيام
الأحد 09 ديسمبر-كانون الأول 2012 06:48 م

هل أهل السنة يميلون إلى الديكتاتورية وحكم الفرد المطلق ؟ وهل أهل السنة عائق أمام الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية التعبير والتداول السلمي للسلطة ؟ وهل أهل السنة هم أول من دشن الحكم الجبري في عهد معاوية بن أبي سفيان ؟ وهل أهل السنة اليوم هم العائق اليوم أمام حركة وثورات الربيع العربي ويعملون على إجهاضها؟ هل هذا هو المنهج الصحيح لأهل السنة في الممالك وحكم الفرد وما يشوبه من ظلم وفساد وقهر وظلم؟ وهل إيران التي تمثل هرم الشيعة اليوم نظامها ديمقراطي شوروي ؟ وهل إيران تقف إلى جانب المظلومين بينما الأنظمة التي تدعي انها سنية تقف إلى جانب الظالم ؟ ولماذا الوضع مختلف في سوريا هل انعكس الوضع ؟ وماذا عن حركات الشيعة الثائرة كاليمن والبحرين هل صحيح أنها تتوق إلى الحرية والديمقراطية والعدالة الإجتماعية ؟ هل من ينتمي إلى السنة يجب ان يرضخ لحكم الظالم وان جلد ظهره وأخذ ماله ؟ وهل إذا انتمى المسلم إلى الشيعة يجب أن يسلم الأمر لولاية الفقيه أو البطنين كما يقولون ؟ أم ان عليه أن يشد رحاله وينتمي إلى التيار العلماني والليبرالي الذين يدعون أنهم من يضمن حقوق الإنسان وحرياته والتداول السلمي للسلطة والتنمية والتقدم والحضارة ؟

هذه الأسئلة وغيرها تتبادر إلى ذهن كل من يبحث عن الحقيقة , تتبادر إلى ذهن كل من اكتوى بنار الظلم والديكتاتورية , وكذلك من يبحث عن العدالة والحرية والديمقراطية وحقوق الانسان , يقف الإنسان حائرا أين يجد من يحمي كرامته ويحفظ حقوقه ويذود عن إنسانيته , وأين يكمن استقراره المادي والمعنوي لتحقيق غاياته وأهدافه في الحياة بشكل سوي ومقبول .

وأيضا يتسائل المرء في البلاد الإسلامية هل إذا انتميت إلى التيار الشيعي يجب ان اخضع لولاية الفقيه وان الولاية يجب ان تكون لفصيل واحد لا غير ألا وهم ما يسمى ( بالسادة ) , وهل يا ترى ان هذه الأفكار جاءت في القرآن وأمرنا بها النبي عليه الصلاة والسلام , وإذا كانوا هؤلاء ينادون بأنهم ضد الظلم والطغيان ومع حقوق الإنسان وحريته فأين ذلك مما يحدث في سوريا وهل بشار الأسد إمام عادل وينتمي إلى البطنين .

وفي الجانب الآخر يتسائل المرء هل إذا كنت منتميا إلى أهل السنة والجماعة يجب أن اخضع لحكم ملكي جبري , وهل أن لمقولتهم أطع ولي أمرك وان جلد ظهرك وأخذ مالك أصل في الكتاب والسنة , وهل انه لا يجوز لي الاعتراض عن ظلم وقهر وقع علي او على الأمة , وهل هؤلاء الذين يمنعون المسلمين من الانتقال من بلد إلى آخر هم من يمثل أهل السنة والسلف الصالح , هل هذه هي شريعة محمد بن عبدالله ( صلى الله عليه وسلم ) وهل يجوز في كتب أهل السنة والسلف الصالح اخذ أموال المسلمين واستعبادهم تحت مسميات باطلة كما هو موجود في دول الخليج , هل هؤلاء حقا يمثلون أهل السنة وحماتها .

الحقيقة ان كلا الفريقين اجتهدا فأخطأ , وإنهم بهذه النظرة القاصرة للدين قد أجحفوا بحقوق الأمة وكرامتها وإنسانيتها , وبكل تأكيد أنهم اتبعوا شهواتهم ونزواتهم الشيطانية , فلا يوجد في الإسلام حكم البطنين بل يحكم من أجمعت عليه الأمة بأنه جدير بقيادتها وريادتها , ولو كان كلامهم صحيحا ( فقد كان علي بن أبي طالب أشجع وأنبل وأكرم منهم فبدون شك انه كان من اقرب الناس إلى النبي علي الصلاة والسلام لكان الخليفة الأول للمسلمين ولما تجرأ احد من الصحابة منازعته عليها لأنهم بكل تأكيد اعلم واطهر وأنقى واتقى من غيرهم بل جعلوا الأمر شورى بين المسلمين .

وكذلك الفريق الآخر ومن يريد أن يسمي نفسه بأهل السنة والجماعة وهو ابعد ما يكون عنها فنحن سمعنا كلاما مشهور لعمر بن الخطاب انه قال ان رأيتموني على حق فأعينوني وان رأيتموني على باطل فقوموني فأين هم من هذا الكلام هل اخطأ عمر وأصابوا ,وأيضا لقد أعترض سلمان الفارسي على خليفة المسلمين عمر وقال له لا سمع لك ولا طاعة لأنه لبس ثوبين وجموع المسلمين ثوب واحد هل اخطأ ذلك الصحابي الجليل وأصبنا نحن , هذا أمر الأمر الآخر لقد حطم الصحابة كل الحدود والحواجز بين العرب وفارس والروم والأقباط وأصبحت بلاد إسلامية واحدة وأمة واحدة ودولة واحدة فهل اخطأ الصحابة والتابعين وأصاب من يدعي انه أهل السنة والجماعة وانه يمثل السلف الصالح عندما يقر بتمزيق وتفريق الأمة إلى دويلات وممالك وسلطنات ويقر بشرعيتها . ,

أين نحن من منهج الكتاب والسنة , أين نحن من سيرة علي بن أبي طالب وعمر وابي بكر , أين نحن من منهج القرآن وأحكام السنة , لماذا نتجاهل أحكام الإسلام , ونشوه بعدالة الإسلام الذي هو ارحم من أي قانون بشري , واعدل من أي ديمقراطية زائفة , لماذا نكذب على الأمة قبل الأعداء بأننا نمثل أهل السنة ونحن ابعد ما نكون عنها , ولماذا نكذب إننا نحب علي بن ابي طالب ونحن ابعد ما نكون عن سيرته ومنهجه , يجب على كل فرد وعلى كل جماعة ينتمون إلى هذا الدين العظيم ان يراجعوا تعاليم القرآن وأحكام السنة وان يطبقوها في واقعهم قبل ان يزايدوا على غيرهم بهذا الدين العظيم , ان تعاليم الدين القويمة وتعاليمه السليمة تكفل حقوق الإنسان سواء كافرا كان او مسلم وتكفل حريته وكرامته , وتكفل حرية التعبير وحرية الرأي , وتكفل حق التعليم والصحة والرعاية الاجتماعية , وتحرم الظلم والطغيان بكافة صورة وأشكاله , وتحرم تمزيق الأمة وتمزيق أراضيها وتحويلها إلى إقطاعيات تحت مسميات مختلفة ما انزل الله بها من سلطان.