قد لا تصدقها… 7 طرق لتقوية جهازك المناعي فى الشتاء شهداء في جباليا والاحتلال ينسف المنازل بجنوب غزة وشمالها الريال اليمني يحافظ على استقراره أمام العملات الاجنبية بايدن يوافق على تقديم مساعدات عسكرية بقيمة 571 مليون دولار لتايوان كتائب القسام تكشف عن عملية نوعية ومفاجئة في جباليا انطلاق بطولة كأس الخليج الـ26 في الكويت: مهرجان رياضي وثقافي يجمع الفرق العربية عاجل: الخارجية الأمريكية تعلن عن هدية خاصة لأحمد الشرع عقب لقاء شخصيات أمريكية رفيعه به في دمشق حصة تدريب على القيادة تتحول إلى كارثة مأساوية تفجع أسرة بأكملها في صنعاء خلافات تعصف بالمجلس السياسي الأعلى للحوثيين.. تحركات للإطاحة بمهدي المشاط وحزب المؤتمر يوجه صفعة جديدة لعبدالملك الحوثي.. عاجل السلطة المحلية بمحافظة ذمار تعلن موقفها من العفو الحوثي عن قاتل المواطن طارق الخلقي
المتابع للزوبعة الإعلامية لزيارة محمد عبدالملك المتوكل وعلي سيف للمخلوع، يظن أن مواقف هذين السياسيين كانت تختلف في الماضي عما هي عليه في الحاضر، والحقيقة أن المتوكل وسيف جزء من منظومة عفاش وليس خافيا على احد الصداقة المتجذرة بين المتوكل وصالح منذ الأزل. وهي علاقة كانت تدركها المعارضة ولا تطيقها غير أن البعض كان يبررها بالمراوغة والمهادنة السياسية لخدمة الوطن وليس خدمة لمصالح سياسية ومادية ضيقة ،غير أن متغيرات الأحداث أثبتت عكس التبريرات وأكدت أن رجل كالمتوكل لم يكن اكثر من معاون لصالح برداء المعارضة وها هو اليوم يحاول بصورة واضحة ومكشوفة تصفية حسابات مع أحزاب اللقاء المشترك التي هو احد قادتها بل وكان لفترة رئيس مجلسها الأعلى وهو هنا كمن يحاول إثبات ولائه وتبعيته المطلقة لصالح، وفي أحلك الظروف التي يمر بها الوطن اختار المتوكل الانحياز بل والتبعية لفرد على حساب الوطن ونضالات شعبه من اجل الحرية والكرامة والانعتاق، مبددا كل الشعارات الوطنية التي كان يرددها في الماضي.
استغل المتوكل حزبه المناضل والصامد الذي يتربع في قيادته منذ عقود طويلة وهو اليوم يوظف هذا الموقع القيادي لمصالحه الشخصية وضد المصلحة الوطنية التي ناضل حزب اتحاد القوى الشعبية في سبيلها. وهنا لا أظن الحزب سيقبل بالدور الذي يقوم به المتوكل ومن المؤكد أن موقفا وطنيا سيتبلور ويخرج للعلن ليتطهر حزب اتحاد القوى الشعبية من رجس المتساقطين والمهرولين عكس الإرادة الوطنية الجمعية.
وليس بغريب ما ظهر عليه المتوكل مؤخرا فالرجل الذي عمل مع القائد الشهيد ابراهيم الحمدي سرعان ما خلع التوجه الوطني عنه بعد استشهاد الرئيس الحمدي ولبس ثوبا جديدا استطاع من خلاله التكيف مع النظام الجديد مثلما كان يحاول أن يتكيف مع نظام ما قبل الحمدي وهذا ديدنه مع كل الأنظمة السياسية ومن المؤكد انه سيعمد مرة أخرى إلى محاولة التكيف مع نظام هادي ولو بعد حين. فكل ما يهم الرجل حسب مراقبين هو مصلحته الشخصية وإشباع رغبة حب الظهور.
زيارة المتوكل لصالح ومهاجمته للمشترك ليس من باب رد الجميل لعلي صالح الذي أرسل له طائرة رئاسة خاصة لعلاجه في الأردن على نفقة الدولة عقب الحادث المروري الذي تعرض له الأخير إبان الثورة الشعبية، مثلما أن صالح هو وراء تبديل صمامات قلب المتوكل في وقت سابق في الخارج ، فالأمر يتجاوز رد الجميل الذي هو في الأساس احد حقوق المتوكل على الدولة التي عليها واجب معالجة كافة اليمنيين ناهيك عن كونه شخصية اعتبارية في المجتمع.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه متى كان صالح يتعامل بإنسانية حتى يعالج المعارضة وهو المشهور بتصفيتهم جسديا واغلبهم دون محاكمات، ومن التناقض أن يعمد صالح إلى معالجة المتوكل في الوقت الذي كان يقوم وعائلته بمذابح بشعة بحق شباب الثورة والشعب ككل بمختلف أنواع الأسلحة فضلا عن حصار الشعب وقطع الكهرباء واختطاف الأطفال فعن أي إنسانية يتحدث الدكتور المتوكل في الزيارة التي قام بها للمخلوع. وهل زار القيادي المعارض جرحى الثورة اليمنية التي كان احد منظريها في بداياتها الأولى وهل زار أضرحة الشهداء وأسرهم؟.
أم أن من الإنسانية زيارة القاتل ومضاعفة جراحات الجرحى والمعاقين واسر الشهداء؟
عموما هو في كل الأحوال أمر ايجابي لكشف مواقف المتساقطين أمام من لم يكن يعرفهم من قبل، أما ثورة التغيير فهي مستمرة في تطهير البلد من كل أدران الماضي ،وعلى الطرف الآخر كشفت الضجة الإعلامية المصاحبة لزيارة المتوكل وآخرين لصالح حالة العزلة السياسية التي يعيشها الأخير وكيف بات كالأجرب او المصاب بأمراض معدية أخرى يحذر الجميع من الاقتراب منه او مصافحته.
وبعد أن رفضت دول العالم استقبال المخلوع للعيش فيها تعد زيارته في الداخل جريمة أخلاقية قبل أن تكون سياسية، وكدليل على الحالة النفسية التي يعيشها صالح جراء عزلته فانه يقوم بدفع عشرات الملايين من الريالات لمن يطرق بابه ويزوره ويتصور معه وهو ما حصل مع فرق رياضية أرغم عدد من لاعبيها على زيارته والعشاء معه مقابل عشرة ملايين ريال.
على شباب الثورة ألا يبتئس من مثل هذه المواقف المتوكلية وعليه ألا يعير المتوكل أهمية فهو معروف بتقلباته وفقا للقوس الأربعة فتارة يرتدي قميص المعارضة وأخرى بدلة الحكم وثالثة عمامة الطائفية..الخ.
وليس علي سيف حسن ببعيد عن صديق المتوكل بعد استبدال عمامة الطائفية لدى الأول بالمناطقية في الثاني، ويبدو انه كان ينتظر دوره في تقبيل يد ولي نعمته، الذي وان أعطاه المال والدرجة الوظيفية الرفيعة الا انه سلبه السياسة بعد أن فشل سيف في حياته الحزبية والسياسية وحتى في عمله المدني حتى اضطر أن يحول مسكنة لنادي سياسي! بعد أن أغلقت كل الطرق في وجهة وأصبح مثار شفقة للكثيرين من أصدقائه.
وعلي سيف حسن لم يكن له أي مواقف مشرفة من الثورة الشبابية الشعبية وبالتالي لا داعي للحزن والأسى على زياراته الأخيرة للمخلوع. لا يجب أن نحزن أبدا على المتساقطين لان في سقوطهم تطهير لصفوفونا والمؤكد أن الأيام القادمة ستكشف عن مرتجفين جدد ينتظرون أدوارهم تباعا.