المؤتمر والتبرك بصالح وعشق المصالح
بقلم/ د.عبدالكريم القدسي
نشر منذ: 12 سنة و 8 أشهر و 4 أيام
الإثنين 16 إبريل-نيسان 2012 04:00 م

يضحكني حال المؤتمر هذه الأيام ويجعلني أكثر إشفاق على حاله وفكره المختزل وراء العمل الفردي لا الجمعي، ليغدو أسيرا للتوجهات الشخصية الفردية، على الرغم من جماهيرية هذا الحزب المنتشرة على الرقعة الجغرافية الوطنية، إلا انه يحاول اختزال جماهيريته بشخص رئيسه كما تفعل الأحزاب الدينية والتبرك برموزها، وهاهو المؤتمر الشعبي العام يرسم ملامح التصوف والتبرك بصالح وعشق المصالح، وأقول لأخواني الكرماء في حزب المؤتمر: يجب أن تكونوا أكثر وعيا وفهما لتعقيدات المرحلة الحالية، وترك استهواء تجريح من يخالفكم الرؤى، بكون الحياة أوسع مما يتصور البعض منكم، وكم يساورني الشك وقدرتكم على البقاء أن استمر حالكم والتباكي الثعلبي واستمراء جروح ألوطن وأحزان أبنائه، دون الإسهام ومد يد العون وانتهاجكم لخط وطني واضح المعالم، وذلك لتكفير خطايا أحزان ماضيكم وماسيكم، فأنتم الخطيئة الكبرى ولا مناص والتخلي عن دوركم الوطني، والابتعاد عن قبح التراشق الإعلامي، وبما نرى من ملامح ذلك من خلال بعض أطروحاتكم والتي تسهم والتجريح فيمن تختلفون معهم حول استحقاق المرحلة الوطنية القادمة، وما يبوح به واقع أفكاركم أجدكم اليوم وحال المشعوذون ممن يداوون مرضاهم وطريقة الكي بالنار،ليزيد الحال تعقيدا واستفحال الحالة المرضية لذاك الجسد العليل، ولا ريب أنكم تقفون اليوم وتلازم استخدام السياط والكي بالنار على جروح الوطن وجروح أبنائه، وتتلذذون بذلك الفعل، ولسان حالكم يقول: تستاهلون بما يقع بكم، فأنتم من وضعتم أنفسكم في هذا الحال، ولا زلتم تصورون حال الماضي وخيلاء التصوف وراء الحاكم بأمره ، والتغني بدوح الجمال المرسوم بين دفتي حنينكم ومآتم صرخات الأنين بما فعلت أيديكم، ومن الطبيعي أن تحنو انتم للماضي الذي صادرتموه لصالحكم ولصالح حلفائكم ممن تقاسمتم معهم مصالح البلاد والعباد، أما نحن فلازالت ماسي أنين الجراح وقسوة الحياة أكثر فتكا بنا وبوطننا، ولازالت تقيحات ماضي الفساد أكثر إيلاما وأشد وطأة على واقعنا المرير،وهاهي وزيرة حقوق الإنسان هي الأخرى قد أصابها جزأ من هستيريا التهكم وهي وطن مسكون بألم وغصة وطنها، هذه الهامة الشامخة يشهد لها أرباب العمل في وزارتها وهي تساند المؤتمرين من أعضاء المؤتمر قبل غيرهم، هكذا قال لي مدير عام العلاقات العامة في وزارتها الأستاذ صادق النبهاني ،قال بالحرف الواحد أن وزيرة حقوق الإنسان هامة شامخة كسعاف النخيل التي ترمى فتجود بطيب الثمار، لتسمو بحال وطنها ومهام عملها على كل الصغائر، وهي تؤدي دورها الوطني بروح المسؤولية وهمة المهام وعلى أكمل وجه،،،

ومن عجائب الأمور وقاصمات الظهور أن يتحول الباطل إلى شاكي كذوب والجلاد إلى ضحية، وأضحى حال اليمن على مسار التباكي والشكاء ولطم الخدود، فعلا أن الأمر تخطى الحس بمسؤولية وطن، وغدا المؤتمر نسخة من تقديم حاله والسير على خطى المعارضة اليمنية وبكل وقاحة، متى سينهض خراف الأحزاب اليمنية ونعاج صالح، متى سيصحو جياد المؤتمر الهزيم- متى سيجعل من خياراته وطن وينتصر من حاله السقيم؟؟!!، متى سيدرك أن الرئيس السابق بشر وليس ملاك، متى سنعي ويعي إخواننا في المؤتمر أن يختموا أعمالهم بطهر الأداء دون المساهمة واغتيال ما تبقى من أحلام في هذا الوطن؟؟!!، وعليكم أن تدركوا أن الحياة السياسية في هذه المرحلة غاية في التعقيد والخيار الوطني المجتمعي يتحتم ودعم الرئيس هادي لأنه المخرج مما يعانيه الوطن من مخازي الماضي وغصة الحاضر، والتخلص ممن أسرو الوظيفة المتقدمة في الدولة وجعلوها سكن شخصي لا تنازل عنه،ولا تنتقصوا حال اليمن أيها الأحبة بفكركم المتصوف والتبرك بصالح وماضيه،، نحن وصالح بشر والكمال لله وحده،، ويجب أن تكونوا أبناء اليوم ولا يجب أن تجتمعوا حول السلطة وتتفرقوا حول الوطن، وحال التخلي عن دوركم الإنساني كي لا تغتالوه ويصبح مقتولا بين أيديكم وتحقيق مآرب وإغراض المهووسين وراء موضة العمالة والارتزاق ، ولا تنتقصوا الأيادي الشريفة أيها الإخوة لمجرد اختلاف الرؤى وعدم التوافق وحال مساركم، وكل شخص يرى وطنه من شرفة الأمل المكنون في حسه والمسكون في تلا فيف مشاعره، والوطنية ليست حكرا في ضمير شخص أو جماعة أو حزب، الوطنية طهر أداء ونبل موقف وطهر أكف.،،،

نعم أيها الأحبة الكرام، نحن بحاجة إلى مفكرين وكتاب ينقشون على ثغر الوطن تراتيل الوفاء قبل أن تتخطفه مشاريع الانتهازية من خارج أسوار حدوده الجغرافية،لكم نشتاق لحلم وطن وهامنا تقديس وانحناء لمناجاة رب السماء أن يفرج عنا وعن بلدنا الكرب والماسي والمحن، ليغدو حلمنا كرامة وطن ،ويسمو حاله ويمتشق معه حلم عاشقي الكرامة من أبناء وطني، ممن نقشوا بدمائهم وسطروا التضحيات، بغية انتصار قيم الكرامة والعدالة وسيادة القانون ، ومن المؤسف أن نرى الأحزاب اليمنية اليوم وهي أكثر محاولة للتغلب على الوطن وتغليب مصالحها على مصلحته العليا ، أنهم ينظرون لمواقع أقدامهم في الخارطة السياسية اليمنية ولا ينظرون لأحلام الوطن وموقعة في الخارطة الإقليمية والدولية و الإسهام بصون لحمته الجغرافية،وهاهم اليوم يرسمون معالم وطن بألوان الطيف الفكري، وكل حزب يرى انه الأجدر عمن سواه في الاستحواذ على مقدرات الوطن وإلغاء الآخر، وهذه الأفكار التي علقت في أذهان الكثير من الأحزاب نراها حاضرة الخطى في مواقفهم المتباينة ،والى كل من يريد اختزال اليمن وحضارته وتاريخه بقياس قبعة حزب أو شخص أو عكفي قبلي أو بمقاس مشائخي أقول: ستموت أحلامكم في مهدها وسينتصر شموخ اليمن فوق هامكم وأحلامكم ،، وما يثير القلق في نفوس كل الشرفاء والخيرين في وطني أن نرى الأحزاب ذات المسميات الدينية تتغزل بنقاء اكفها وترى نفسها أنها الأجدر بالاستحواذ على الواقع السياسي والحياة برمتها، وهم سائرون على نحو الإعجاب بذاتهم واختزال الحياة بين تكوينات صفوفهم، وكأن الله قد خصهم بخطف الحياة ورسم تراتيل الوحي الإيماني الذاتي على مقاسهم، على الرغم من أن الإيمان وسماحة الإسلام كان ولا زال خيار لكل ألوان الطيف الفكري في ماضينا وحاضرنا، ولم يكن هنالك من اختلاف وخلاف حول تلك المسميات ومسار التوجه الجماهيري، وظلت حالة المواطنة وروح الإخاء جزأ من النسيج المجتمعي المترابط على مر التاريخ ، ولم نرى حال تطاول بين الإخوة وبعضهم كما هو اليوم على أشده، إننا نتلمس حجم الأخطاء من ماضينا وسوء الإدارة في شؤون وطننا وحياتنا، إلا أننا عشنا في تلاحم وتناغم غاية في الانسجام والاحترام، ما جعل الناس حالة من السمو ألتسامحي والعيش المشترك على رحى الوطن ، إننا نعي ونتلمس حجم المأساة التي تعرض لها مجتمعنا اليمني كجزء من معاناة مجتمعنا العربي ، وهذا نتاج حمى التنافس ألاستقطابي بين لاعبي السياسة في العالم من حولنا ، ما جعلهم أكثر عشقا لاغتيال حالنا واسر أفكارنا وغزو أوطاننا بشتى الوسائل والممارسات، وكان لوضع اقتصاديات بلداننا الأثر البليغ وارتماء أقطارنا وحكامنا إلى أحضان القوى الاقتصادية والهيمنة العسكرية بقيادة الأمريكان، وهذا أدى إلى ظهور قوى إقليمية هي الأخرى لها حساباتها في هذا المضمار، ليظهر الطاووس الإيراني ومشروعة التخريبي في اليمن أكثر صلفا وأذى للحال الجغرافي والسياسي،،،،

 لنتحول بعد فقدنا لبوصلة التوجه البنيوي والتنموي إلى متسكعين لاستجداء الجوار والإشفاق لحالنا وتلمس هموم وطننا، وهذا ما جعل قرارنا السياسي هو الآخر مخطوفا على غرار الأيادي التي بقيت على أمل مساعدة الجوار دون جدوى، وفي هذا الإثناء من حلكة اليأس والإحباط ألصراعي غدا مجتمعنا محميات ومقاطعات كحال خارطته السياسية، ما زاد من تعقيدات الحياة السياسية والوضع المجتمعي برمته ، لندرك وللمرة المليون أن المخرج الأوحد يأتي من خلال تلاحم وتوحيد الخطى ورسم ملامح المستقبل على وقع واحدية هدف وخطى بين الأحزاب السياسية، والالتفات لحال الوطن دون إهدار كرامته ، وأقول لإخواني الأعزاء في حزب الإصلاح إياكم واستمرار شهية النهم النفعي والتباهي بحالكم الطاووسي بأنكم تمثلون حال الأكف البيضاء دون سواكم، وإياكم والاستمرار في إيذاء الوطن من خلال حملكم للسلاح في وجهه، تحت مبرر الجماهيرية وقوانين السماء التي تفصلونها على مقاس فكركم، وترهنون وطن بأكمله وراء أهوائكم، وأنصحكم والابتعاد عن قيادة رجال القبيلة لحزبكم كي ترسمون ملامح البناء للوطن ورسم معالم الحرية والكرامة وسيادة القانون كخط وطني جامع لكل ألوان الطيف الفكري اليمني،، وأقول لكم ولحزب الحق معكم، متى ستنهض خراف الأسلمة والإسهام في بناء الوطن، دون إغراقه في بحر الدماء، متى ستنهض امتنا من سبات الجهل، وهي اليوم أكثر حبلى بجنون الموت وفتنة التراشق ألصراعي السلطوي؟؟!!، وأقول لمزامير إيران في صعده: متى ستصحون من غفلة استهواء القوة والانقياد وراء إيران واغتيال الأمن والأمان في وطني ،فقد طال ليل ظلامكم فهل لكم أن تنتصروا للإنسانية ولأخوة الدين والوطن،،،،،،،، حماك الله يا وطني ، حتماً ستنتصر وسيصلى في محرابك كل عميل ومرتزق وخؤون، وستبقى شامخا بفعل أكف الشرفاء والخيرون، فأنت قبلتهم للأبد وأنت كل الحب والهيام والجنون ، وهاهي أدمعنا تذرف وتغادر مآقي العيون، لكن سيأتي بعد الليل أنور ولن ينحني هامك فأنت طهر حبنا المكنون.