آخر الاخبار
قائد الحرس الجمهوري و دائرة التوجيه المعنوي
بقلم/ وليد البكس
نشر منذ: 12 سنة و 8 أشهر و 3 أيام
الإثنين 16 إبريل-نيسان 2012 05:01 م

alboox@gmail.com

كانت دائرة التوجيه المعنوي تمثل مطبخ النظام السابق.وفي ادق مواقف الحاكم الحرجة.تصدر التصريحات والأحبار. تطمح بها الي توصيل رسالتين موجهتين في نفس الوقت.دحض الاحداث الحقيقة الماثلة في محيط الناس وأمامهم. خاصة السياسية،بينما يتجسد الطموح الأخر في ألتظليل العلني المفضوح.و حينما تفكر ان تذهب الي ابعد من كل ذلك.تباشر عبر خلاياها المزروعة في مفاصل بعض و سائل الاعلام مهمتها المزيفة.يجري بث تلك الأخبار على انها واقعة لا جدال فيها.

طيلة سنين ظل المطبخ يحيك القصص ويزيف الأحداث.لم يكن يقدم اكثر من اجتراح الحقيقة في نبضها.اليوم وبعد ان شهدت هذه الدائرة تغييرا في اداراتها.ربما يكون ذلك الي السبق الذي حققته.ويحسب لها.ان انتزعت منزوعي الضمير.وباتت تشهد تشبيب واضح في مناصبها الادارية.أنعكس ذلك على الاداء الذي اصبح يقدمه طاقمها الكبير في صحيفتهم الورقية26سبتمبر.و نأمل في تقديم المزيد في ظل هذه الفرصة المتاحة الآن.

غير ان ما يدور اليوم من معلومات غريبة.السباق في محاولة اعادة الدائرة الي وضعها السابق.للسير في فلك بعض من تبقوا من جوارح النظام السابق.ومحاولة استعادة منهج التسبيح القديم.او في اقل ما يمكن ان نحذر منه الاستقطاع المرجو من النقلات الإيجابية التي احدثتها الادارة الجديدة.مثل هذا الكلام لا يبدوا في باطنه محاولة استمالة هذه الدائرة او ادارتها الحالية.لا لنزوة في النفس.كما سيهمس بهذا البعض.ولا بدافع من جهة اتقنت من زمن كيف تستخدم الصحافي مجرد قفاز. 

في حقيقة الأمر شخصيا لم اكن اقرأ مثل المادة(40)من الدستور في الزاوية العليا لصدر(26سبتمبر)صحيفة الجيش "يحظر تسخير القوات المسلحة والأمن والشرطة وأية قوات اخرى لصالح حزب او فرد او جماعة ويجب صيانتها عن كل صور التفرقة الحزبية والعنصرية والطائفية والمناطقية والقبلية وذلك ضمانا لحيادها و قيامها بمهامها الوطنية على الوجه الامثل ويحظر الانتماء والنشاط الحزبي فيها وفقا للقانون" 

لنقل بأن هذه ليست الغاية من بقاء مثل هذا الكلام هناك.لكننا نأمل ايضا بممارسة هذه المادة كما هيا.حتى نشعر بأن شيء بدأ يتحقق.وها نحن نلمسه.والرغبة بالطبع ليست من غدا او بعده.نريدها تتحقق تباعا لأننا ببساطة ندرك بأن الإرث ثقيل والحلم يتمدد ابعد من كل المسافات.لكنه بفضل المحترمون هنا وهناك سيتحقق لا محالة.

كما إن محاولة البعض الدفع بمن تبقى من ثعابينه الي الواجهة،ومن خلال الطريقة التي يقدم عليها نجل الرئيس السابق من الإبقاء على بعض عيونه المفقوءة اصلا من كانوا يدينون بالولاء لنظام رث بأجهزته البوليسية.

وما يجري الآن في الدائرة بحسب مصادر مؤكدة أن استعداد غير مسبوق.للزملاء من الصحافيين وجميع رفاقهم من اجل مواجهة قرارات جديدة.يحاول من خلالها احمد علي الدفع بنصف دسته،بينهم مدير مكتب مدير الدائرة السابق وخمسة من معاونيه من الضباط.حيث قاد افراد التوجيه ضد مدير الدائرة ومساعديه ثورة ادارية نهاية العام الماضي. ولم يتم حتى الآن التعامل مع اين منهم وبقائهم خارج الدائرة منذ ديسمبر2011.

بعض المصادر ترجح بأن قرار من وزير الدفاع يجري تدارسه في اعادة توزيع كتيبة الستة المعاونين على بعض الوحدات العسكرية.ولذلك يجري قائد الحرس الجمهوري هذه الايام تحركاته الملحوظة بغية إفشال القرار.كما يطمح الي إعادة أذرع الحرس الطويلة الي الدائرة.فيما يرى البعض بأن نجل الرئيس قائد الحرس فقد بالتغيير التي طالها،اهم سند له في معركته،حيث يخوضها الآن من اجل البقاء في منصبه الحالي.إذ لم تعد من ايدي قصيرة لهم هناك ولا طويلة تمتد الي كشوفات الراتب وإعاشات الموظفين.حتى"الفراشات"بحسب البعض في الدائرة يشعرن بالتغيير.كما قال:إحداهن ظلت منذ 18 سنه تتقاضى عشرة الالاف ريال.واليوم جر تثبيت غالبيتهن في الوظيفة. 

منتصف الاسبوع بلغ الهجوم الموجه ضد دائرة التوجيه المعنوي اوجه،عندما تحدث قائد الحرس الجمهوري عن اسفه لاستمرار الحملة الإعلامية على الحرس،والتي كانت تستهدفه مع كل القوات المسلحة والأمن؛ضمن ما وصفه"مخطط الانقلابيين للاستيلاء على الدولة ومؤسساتها.بحسب بيان مكتبه في الحرس:ومما يزيد من أسف أفراد وضباط ألحرس أن تشارك بعض وسائل الإعلام الرسمية سواء التي تنطق باسم القوات المسلحة أو العامة،في نشر الادعاءات والأكاذيب دون التزام القانون"

يبدو بيان الحرس ومن خلال لغته المتشنجة ينوي النيل من دائرة التوجيه،ومحاولة لعب دور كاسحة الالغام-ان صح استدعاء هذا التشبيه في لغة السلاح-وردم الهوة التي احدثتها صحيفة الدائرة.وهي تستضيف قادة عسكريين على مدى ثلاثة صدرت.وأجرت صحيفة 26 سبتمبر حوارا مطول مع قائد الفرقة الاولى مدرع علي محسن صالح قبل اسبوعين من الآن التي صادفت كما قالت الصحيفة مناسبة انظام الجيش الي الثورة.وحمود القشيبي قائد اللواء 310 في عمران. ومؤخرا محمد علي محسن الذي صدر قرار رئيس الجمهوري بإقالته عن قيادة المنطقة الشرقية.

كما يجب التذكير بأن جميعهم من اركان النظام السابق.لكنهم اعلنوا انضمامهم للثورة عقب جمعة الكرامة.وسيبقون كما يرى اغلب اليمنيين كذلك حتى يبرئهم التأريخ.

لقد تحدث هؤلاء القادة العسكريين الي صحيفة 26سبتمبر. ربما أوصلوا رسائلهم الي من يريدون في الداخل و الخارج .على ما يبدوا شكل حضورهم هاجس بالغ لدى قائد الحرس الذي تقول المصادر انه رفض ان يتحدث الي الصحيفة. حيث كان من المقرر ان تنشر مقابلته في عدد يوم امس الاول الخميس.غير ان الاسئلة التي ارسلت اليه بقت في حوزته.لم يجيب عليها.

وربما تظهر اجابة نجل الرئيس السابق على الصحيفة عبر بيان مكتبه وهو يضيف:إن الحرس الجمهوري،ومنذ تأسس،يناقش القضايا مع قيادات الدولة،بالطرق القانونية،ولا يخوض معها نقاشا في الإعلام بدوافع حزبية أو سياسية"

على ما يبدو بأننا نرقب سباق غير محموم على استعادة مطبخ يشعر كثيرين بالارتياح،من تلاشي روائحه المقززة. التي ظلت منذ ما يزيد عن ثلاثة عقود.وبين تغييرا شهدته دائرة التوجيه المعنوي يقول ابنائها انهم وجدوا ذاتهم فيها الآن.ولا يمكن ان تمرر اي مخططات من شأنها ان تعيد العبثية الي وضعها الماضوي مجددا.