رسالة من شاب الى رئيس الجمهورية
احمد إبراهيم جعفر
احمد إبراهيم جعفر

فخامة الرئيس /علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية اليمنية - بعد خالص التحيـــة،،

أتقدم اليكم بهذه الكلمات في هذه الضروف الصعبة والحساسة التي تمر بها يمننا السعيد والذي أصبح للأسف تعيس.

فخامة الرئيس...

المرجو من فخامتكم وحقنا للدماء القبول بالمبادرة الخليجية فوراً، وتأكدوا أنكم بهذا القبول سوف تحقنوا دماءاً زكية ... دماء أبناكم وبناتكم وأخوانكم وأخواتكم.. دماء الأطفال والكهول والشيوخ.. دماء لن ترض إلا برحيلكم أنتم ومن معكم من السلطة.

 فخامة الرئيس...

الثورة أنطلاقت في ميادين التغيير والحرية والكرامة ولن تتوقف أو تتراجع خطوةً واحدة الى الوراء ابداً الأ برحيلكم عن كرسيكم الممجد فأرحلو... أرحلو عن هذا الكرسي اللعين الذي مكثتم فيه أعواماً وأعوام دون تغيير أو تقدم أو رقي... بل كانت كلها مكايدات سياسية ودوامة وصراعات لم تنتهي.

فخامة الرئيس...

أكتب عباراتي وأخاطب فيكم النخوة وحب الوطن وأحلفكم بالله العلي العظيم وباليمن، بلادكم وبلادنا... اليمن الجريح منذ عقود من الزمن... اليمن الذي ينزف دماً من كل أوردته وشرايينه. اليمن الذي يعاني مواطنيه بالعزلة والغربة داخله... اليمن الذي يبحر في محيطات شاسعه دون أن يجد مرسى.

فخامة الرئيس...

33 عاماً أعتقد انها كافية فلما المكابرة والإصرار على البقاء، ثلاثة عقود من الزمن سئمنا فيها الوعود والعهود والمشاريع الوهمية والفاشلة... 33 عاماً لم يتحقق فيها سواء الثأر والحروب والإرهاب والفشل الذريع في كل مناحي الحياة... عقوداً سمعنا فيها مشاريع ضخمة كلسكك الحديدية والطاقة النووية وجسر يربط بين قارتين، ومطارات دولية مضى على بنائها أكثر من عشر سنوات دون أن تدشن.

 فخامة الرئيس...

نحن لا نطالب أن نكون كدول العالم الأول أو على الأقل كدول الخليج المجاورة... نحن شعباً نريد أن نأكل ونشرب جيداً... نريد أن ننعم بنعمة الماء والكهرباء أربعة وعشرون ساعة في اليوم... نريد أن توفر لنا الطاقة في محطات الزقود، وأن ننام دون أن نفكر من أين نأتي غداً بأسطوانات الغاز لبيوتنا والديزل لمزارعنا... نريد أن نؤمن صحتنا وصحة أولادنا في مستشفيات تتوفر فيها طب حديث... نريد أن نتلقى تعليمنا المدرسي في مدارس ذو مستوى عالي من التأهيل وتكون قريبة، وأن يكون تعليمنا الجامعي مجاني وفيه كل التخصصات وتستوعب جميع خريجي الثانوية دون أستثناء، وأن تتوفر في الجامعات مراكز الأبحاث والمختبرات كي نبدع ونتألق ونرفع أسم وطننا عالياً... نريد أن نتخلص من أفة القات التي ساعدت وسهلت في زراعتها وأنتشارها وتوسيع روقعتها... نريد أن ننام ونحن مطمئنين على مستقبلنا ومستقبل أولادنا بعمل يوفر لنا على الأقل حياة كريمة... نريد سكن للشباب تساهم فيه الدولة كي يبني الشاب حياته، وفرصة عمل براتب معقول يبني فيه الشاب أحلامة وأمنياته ليكون ناجحاً لا عالة على المجتمع... نريد أن نطمئن أيضاً على مستقبل بلادنا من أي نعرات طائفية أو حزبية أو تشطير في جسد ووطننا الغالي، لا أن نتسخدمها ذريعه كي نحافظ على السلطة. 

نريد أن يكون للفرد منا هيبته وأحترامه عندما يلوح أحدنا بجواز سفره في المطارات العربية والأجنبية... نريد أن نمارس ديمقراطيتنا بكل حرية... نريد أن نراء رؤساء جدد لليمن يتسابقون على تحقيق الإنجازات لا أن نمت في عهد رئيس واحد يحكمنا بقبضة من حديد... نريد أن تكون خيراتنا النفطية والسمكية والمعدنية في أيدي أمينة لا في أيد نهابة تتبع سياسية ملئ الكروش فقط.

فخامة الرئيس...

عليك أن تعلم جيداً أنت ومن بجوارك أن الهدف الوجداني والذهني للثورة قد تحقق وظهر الأنسان اليمني بشكل مختلف غير ذاك الذي ألفوه وعملوا على تكريسه منذ أكثر 3 عقود. والملاحظ طبعاً أنه مع كل يوم يمر في الساحات يزداد الناس أُلفة ومحبة وتتعزز القناعات لديهم بأن مسألة رحيل النظام هي مسألة حتمية ولن تتراجع عنها الجموع المرابطة في جميع ميدان الحرية والتغيير ابداً.

فخامة الرئيس...

تحتاج اليمن إلى دستور جديد وإلى رئيس جديد وإلى قيادات عسكرية جديدة ومجلس وزراء جديد وبرلمان جديد لا راعي فيه ولا نواب يتم التعامل معهم كما لو أنهم قطيع غنم.

تحتاج اليمن إلى إعلام جديد حديث وليس ثكنة عسكرية بين الجبال تدار بأتصالات هاتفية من دار الرئاسة، والى خطاب إعلامي جديد لا مكر فيه ولا تهديد ولا وعيد ولا تخوين ولا تمجيد لأشخاص.

تحتاج اليمن إلى خطاب سياسي جديد، يمجد قيم الحب والتسامح والعمل... خطاب يعد الشعب بأن محلات بيع الورد ستكون أكثر من المقابر، وأن المراكز الثقافية ودور عروض السينما والمسرح ستكون أكثر من أقسام الشرطة وأن عيد الشجرة هو اليوم الوطني الأغر.

تحتاج اليمن إلى خطاب ديني جديد يتحدث عن الغد لا عن قريش وبني قينقاع ونواقض الوضوء. تحتاج اليمن إلى مساجد تدعو في كل صلاة إلى محبة الله ومحبة الإنسان خليفة الله في الأرض، ولا تحرض ضد فئة أو فكر أو دين آخر.

تحتاج اليمن إلى حدائق أكثر من الثكنات العسكرية ومصانع أكثر من مقرات الأحزاب السياسية.

تحتاج اليمن إلى عدالة صارمة يحاسب فيها القوي قبل الضعيف وأفكار جديدة ووجوه جديدة ورؤى جديدة وسياسة تعليمية جديدة وإلى منهج دراسي جديد.

أخيراً .. فخامة الرئيس..

أنت بحاجة إلى نهاية مشرفة، وأعتقد أن الفرصة سانحة أمامك فلا تتردد وأرحــــل، ودع اليمن تبني ما هُدم وتبدأ حياة جيدة قبل أن يأتي الطوفان الذي سيغرقنا جميعاً وأنت أولهم، لذا أرحل أرحل ... ولا تخاف على وحدة اليمن فاليمن الأن متوحد أكثر من أي وقت مضى. وأختم مقالي بقول رسول الله (ص)- أتاكم أهل اليمن هم ألين قلوباً وأرق أفئدة الإيمان يمان والحكمة يمانية والفقه يمان.

*كاتب وصحفي يمني مقيم بالمغرب

ah.ibra@hotmail.com


في الأحد 10 إبريل-نيسان 2011 06:38:39 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m2.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m2.marebpress.net/articles.php?id=9831