عشرة جيوش في اليمن والحاضر يعلم الغاب
حسن الاشموري
حسن الاشموري

لقراء السرعة القصوى ،للإلتحاق بالعشرة الجيوش ،إذهبوا مع العنوان ستجدوهم العشرة مع الاحتياط فيما قبل النهاية، أنتم الآن في البداية ،أعني بداية المقال، ولياسين بن سعيد بن نعمان وقوم الأناة والبصيرة اليمانية اتبعوني من هُنا خطوة خطوة ، فالمراد معرفة أين نذهب باليمن بين خطوط النار إذا ما حل بنا التفجير المُشبع، واليمن بلد يضيق بين باب المندب وبين الربع الخالي وفي الحروب الأرض على سعتها تضيق لأن خطوط النار تختصرها، نعم عبرنا الكثير منها في عهودهم ،ليس صالح فقط بل سابقوه الأولون السلال وقحطان والإرياني عبد الرحمن وسالمين والحمدي والغشمي وعبد الفتاح والرئيس على ناصر محمد وكثير العُطاس حيدر العطاس و النمساوي العماني رجل الحُلم العنصري للفصل التاريخي الثاني لليمن ، كلهم مارسوا الحكم وعاشو باليمن ومعه في خط النار، واليمن بلد يقع على خط النار ،لأنه يعيش في منطقة أعنف وأقسى لقاء جغرافي بين بحر أحمر ومحيط هندي ، أي موج بحر أحمر، قرر أن يتصادم بموج محيط عنيد وأين ؟،عبر صنعاء وتعز وعدن ، المُطلات على مضيق للندب والبكاء، ربما لم يفكر أحدا ً منكم في كلمتي باب المندب ،تخيلوا نحن نقع على باب للندب، ولابد أن اليمانيين الأوائل أسموه باب المندب لأنه واقعا ً، في خط النار ليس لأن الغزاة بني الحُمر الأوروبيون عبروا منه باتجاه بني الأصفر المغزيون في أسيا، بل لأن جوانب المضيق إلتهمت أقواما يمانية في رحلات الصيد ورحلات التجارة التي كانوا يفقدونها ويفقدون أنفسهم بسطو قطاع طرق البحر القراصنة أو بعاتيات أبراج الموج العالي أو بذلك السمك الغبي الجائع دائما ً سمك القرش.

أما المؤرخون الغربيون فإن لهم تفسيرا لئيما ً تأمريا ً لتسمية هذا المضيق بباب المندب، فهم يقولون إن العرب القدامى ــــــ إبتهجوا ربما يقصدون العدنانيين نحن قحاطين ــــــ كانوا يعبرون المضيق إلى الضفة الأخرى لسرقة بنات وأولاد جيرانهم في الجانب الآخر من الماء وجلبهم لاستعبادهم وبيعهم عندما كانت تجارة الرق رائجة، وأسس هذا الفعل لمناحة وندب لا تنتهي، لأن أمهات الأبناء المسروقين كن يقضين أيامهن بلياليها في شاطئي المضيق في الضفة الإفريقية باكيات ونادبات لفقدان أولادهن. واعتمد علماء البحار الغربيون لفظة الندب اليمانية وأسموا باب المندب (قيت أوف تيرز) ترجمتها الحرفية مضيق باب الدموع ، ثم لدينا الجغرافيا الجبلية الوعرة والوديان السحيقة وكلها مثالية لشق خطوط للنار ، نحن ايضا على الرمال المتحركة في الربع الخالي ، اسماء الجغرافيا التي تحدد ملامح اليمن شاقة على اليماني ،والأسواء أن اليمن وقع في أقسى نقطة لقاء الجغرافيا مع الفقر والغنى ، لكن اليمن الساطع يهيم ويعشق أرضه ، وإن كانت أفقر أرض لثروات حقيقية لناحية خصوبة المصادر الطبيعية من نفط وغاز طبيعي ، ولا أعرف من أين أتت سعة معلومات اليمانيين عن يمننا أنه منعم بالثروات الأرضية المخفية الثقال ، قولوا لي متى لم يكن اليمن جائعا ولم يكن اليمن مهاجرا ً، لسنا بلد الخيرات المتزاحمات ، نحن فقط بلاد زراعة إن كان هناك مطر وبلاد أسماك وحتى هذه لا نستطيع الدفاع عنها ، يسرقها علينا أبناء الكنانة وأبناء كوريا واليابان والصين والهند وتسرقها الآن قوات بحرية من 120 دولة تجمعت على سطح مياة اليمن تقضي نصف وقتها في ملاحقة القراصنة الصومال فتقبض في أول النهار من كل شهر على واحد واثنين ، لكنها في النصف الآخر من النهار يوميا ً تقبض على كل كمية أسماكنا التي يعمل بحرنا على انتاجها يوميا ً، وتأكدوا من أي مهري يقع عليه نظركم ، ثم أننا أرض زراعية ومع ذلك لا أنهار لدينا ، فأي زراعة بدون نهر.

ولهذا احتال أجدادنا السبأيين ، وطلعوا بفكرة بناء السدود لحبس الماء ، فالماء دائما يهرب لاتستطيع أن تمسكه الأصابع وللماء قوانين للإمساك به ، لهذا حجزه اليمانيون بالسدود وتم سجنة لإستخدامه في الري والمرعى ، فهل رأيتم يارعاكم الله زراعة بدون أنهار وماقيمة مصر والسودان بدون النيل، حقيقة مرة لا أنهار في اليمن ولهذا السبب أنهارت المنظومة الزراعية السبائية بعد أن هرم وشاخ وتقدم العمر بمفخرتنا التاريخية الشاملة الكبري ، السد مأرب وسقط فوق غالبية أجدادنا بقوات سيل العرم الساحقة الماحقة ، فاخذ معه من أخذ معه ، وتخلص منه من نجا منه، ومن نجا منه هم من يشكل أجداد اليمانيين وأجدادي وأجداك واجداد الرئيس الحالي ونائبه المهند اليماني عبد ربه بن منصور بن هادي ، وأجداد الدكتور والأديب والكاتب والسياسي المخضرم المعروف الشهير محمد جميح صاحب حريب وصاحب ليفربول إن أراد الحوثة عنوانه أعرف أنهم يبحثون عنه، أما من قضوا نحبهم في هجوم سيل العرم، فقد إنقطع خلفهم من ساعتها، عبقري اليمن عبد الله بن صالح البردوني اعتبر أن عقدة هزيمتنا التاريخية كانت إنهيار السد ، من حينها ( تلخبطنا وضيعنا اللبن في كل الفصول غيرنا ضيعة في الصيف) ولم يشعر اليمن إلا بالجوع والحرمان والهزيمة وبعيشه في الحروب، وبرأيي قصة العيش في الحروب لها حكاية أخرى هي حكاية كثرة الجيوش وكثرة المتآمرين، كنا دائما اصحاب وفرة في الجيوش أُستشهد منا مئات الألاف في الفتوحات الإسلامية وبقت لدينا وفرة في الجيوش وتقاتل بنا الأئمة الزيود على من يحكمنا منهم، على مدى ألف ومأتي عام ، قُتل فيها أكثر من مليون ولم ينفذ مخزونا من الاحتياطيين ، وتقاتلنا مع العثمانيين الأخيار ومع الإنجليز ومع الملكيين ومع رئيس ضد رئيس ولم ينقص مخزوننا من الجيوش وخضنا حروب السلطنات وحروب عيوب القبيلة من ثار وغيره ولازلنا ،وما نقص مخزوننا من الاحتياط ، ياسبحان الله قوم المدد بالفعل.

والآن في ساحات التغيير التي تطالب بإسقاط النظام وساحات التحرير التي تطالب بالحفاظ على النظام لدينا عشرة جيوش ومفارز احتياط وهذا ما يرعبني، جيش علي بن محسن ، وجيش الشيخ طارق الفضلي ، وجيش شيخ الإيمان والإعجاز والسياسة عبد المجيد بن عزيز الزنداني الإبي الأرحبي ، وجيش الإصلاح السري هكذا يشيع الحوثة، وجيش الحراك ، وجيش الحوثة ، وجيش القاعدة ، وهذه الجيوش الآن هي جيوش إسقاط الرئيس بالسلم أوبالقوة ، ثم جيش احمد علي وجيش يحي محمد ، وجيش الهواء الجوي بقيادة محمد صالح وجيش البحروالسواحل بقيادة اللواء المثقف عالي الوطنية رويس بن مجور ، وألوية هنا وهناك وهذه الأخيرة تشكل فعليا جيش علي عبد الله صالح وعبدربه بن هادي وجيش أحمد ناصر أحمد وجيش الأشول وجيش الأغلبية الأخلاقية لليمن ، فضلا عن مفارز ألوية من الجيش الشعبي تتبع مشائخ حاشد وبكيل ومذحج ومشائخ شبوة وأبين وغيرهم من القبائل ، كل هذه الجيوش والمفارز إما في ساحة إسقاط النظام أو حول ساحة الحفاظ على النظام ، المسألة إذن بالغة التعقيد وخطرة ولا تبشر بان اليمن لن يُثقب من كل ركن ، وانا على يقين أن شباب التغيير السلمي أو الثورة السلمية لم يفكروا في أمر الجيوش ، بل لم يفكر بالأمر الأخيار شباب تعز وهم صمام أمان اليمن والدليل أن أحدهم قال الاثنين الماضي في تعز ، "لقد قتلونا رغم أننا اردنا فقط احتلال المحافظة سلميا ً"، ياسلام عليك كيف احتلال المحافظة فقط سلميا ً،يعني كان برأيك أن تقول قوات الأمن أهلا أهلا احتل ، أين ذكائكم المدهش أيها التعزيون وانتم أخيار اليمن ،ألم تقولوا مظاهرة سلمية حضارية يعني لاتكسير ولااقتحام لعام أو لخاص ولا تخريب ولا ..ولا ..، إنني أخشى أن ليس مسموحا ً لكم ولا لأحد من شباب التغيير الأخيار أو في اللقائيين بان يعمل صوابا ً، وإلا كيف لايستطيع ياسين بن نعمان الحكيم الأبيض وهو الرجل الفاره العدالة ، كيف لا يستوعب أن لا حل لإسقاط الرئيس ، إلا بانتخابات مبكرة وأنا أعي جيدا ً أن ياسيننا يدرك أن هذه الجيوش لكثرتها مجتمعة ستهدم اليمن الوحدوي أولا ً، ثم يتولى الحراك هدم نصف اليمن ويتولى الحوثة هدم النصف الآخر ، إلا إذا كان ياسيننا يعمل مقاول من الباطن معاذ الله ، نريد من ياسين والجنرال محمد اليدومي ، أن يذهبا بنا لانتخابات رئاسية مبكرة فلا حل غير ذلك وماعداها فهي الحرب والمكر الخديعة ..هذا خطاب للناس والحاضر يعلم الغائب فقضية اليمن هي قضية الله وقضية الله أن لا تسعيا مع الرئيس في الأرض مفسدين، واترككم مع واحدة من فتاوى إمام صديقي رجل الخيمة ، وهو الإمام الحجة أحمد ابن حنبل في أمر من أمور الصلاة لتقيسوا تحجركم، فقد أفتى رضي الله عنه ،أن على المصلي أن يقراء الفاتحة فان لم يكن يحسنها لأمية وجهل فليقم بالتسبيح فإن لم يحسنه ،فليهلل وإن لم يكن يحسن التهليل ولا ماسبق فليقف مقدار زمن قراءة الفاتحة ثم يركع ، هذا لمن أراد قياس سعة العبادة وهي تحتم وجوب قسري مُلزم في سعة السياسة ، فلماذا يريدنا الجنرال اليدومي ومن معه من الإصلاح أن نصلي بفاتحة تلك القروية الكاملة الأمية والجهل والبراءة والطهر، فحيثما قامت للصلاة رددت "اللهم أنا نعجتك .. إن شئت أن تذبحني فاذبحني ..الله أكبر"، واستمرت على هذه الفاتحة طيله عمرها ،حتى أخذ الله وديعته ،رحمة الله تغشاها .

*إعلامي يماني


في الأربعاء 06 إبريل-نيسان 2011 10:07:32 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m2.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m2.marebpress.net/articles.php?id=9780