عاجل: الرئيس يستقيل من المؤتمر.. ويعلن انضمامه لثورة الشباب!!
توهيب الدبعي
توهيب الدبعي

في مقابلة تلفزيونية على إحدى القنوات الفضائية سنذكرها نهاية الخبر، وفي حادثة تعد الأولى والفريدة من نوعها بين الزعماء العرب أعلن الرئيس اليمني علي عبدا لله صالح استقالته من حزب المؤتمر الشعبي العام، وانضمامه لثورة الشباب اليمني، وذكر مراقبون أن الاستقالة جاءت بعد دراسة للرئيس اليمني لما آل إليه وضع الرئيس التونسي الفار والذي يعاني من أزمة قلبية أو جلطة نقل على إثرها إلى احد مستشفيات جدة الخاص بالأمراء ، وكذلك ما آل إليه وضع الرئيس المصري مبارك والذي يعاني من نفس الشيء في وسط مطالبة الشعب المصري برحيله حتى من شرم الشيخ وإعادة مال الشعب بعد تجميد أرصدته في الدول الأوربية في الأيام القليلة الماضية، وكان للحصار الذي يشهده القذافي في طرابلس الأثر الأكبر في اتخاذ الرئيس اليمني لهذه الخطوة الجريئة خصوصا بعد انفراط عقد سلطة القذافي وسيطرة الثوار على كل المدن الليبية ، وذكر مقربون للرئيس اليمني طلبوا عدم التصريح بأسمائهم بأن الرئيس كان مراهنا على استخدام القوة لكن درس القذافي كان كافيا ، فالتنازلات من التونسي والمصري لم تجدي نفعا ولا استخدام القوة من قبل القذافي آتت أكلها بل جعلته كمجرم حرب بإجماع المجتمع الدولي وإحالة الملف الليبي إلى المحكمة الجنائية الدولية وسلبه الحصانة الدبلوماسية ومنعه وأبنائه وأقاربه من السفر والذي أصبح حاله مجهولا وعلى أحسن الظروف ربما ينتهي به إلى الانتحار أو الشنق من قبل الثوار وعلى حد وصف احد المستشارين للرئيس اليمني أن القذافي يعد شر الثلاثة، وهو ما دفع الرئيس اليمني إلى اتخاذ هذه المبادرة الغير مسبوقة ليكون أول رئيس أنقذ نفسه من شر المآل وأنقذ شعبه من حرب أهلية طاحنة وربما يكون حبل النجاة الوحيد له.

كما جاءت هذه الخطوة بناء على تداعيات الإحداث المتسارعة في الشارع اليمني والشباب الصامد في الميادين بعشرات الآلاف والحشود المقدرة بمئات الآلاف يوم الجمعة السابقة في ساحة الحرية في تعز والتغيير في صنعاء واشتعال شوارع عدن بحماس الشباب خصوصا بعد أن رأي الرئيس مقطع مصور لشاب في مدينة المعلا ملقى على الأرض سابحا في دمائه وسط حالة من الذعر أحجم الشباب من الاقتراب إليه بسبب وابل الرصاص الحي الذي يتجه نحو صدورهم وكأن عدن لها حالتها الخاصة من استعداء الأجهزة الأمنية وبالأسلحة الثقيلة ، إضافة إلى الحشد الضخم الذي شاهده الرئيس للقبائل في عمران بمئات الآلاف تصل إلى نصف المليون تهتف بحماس شديد خلف حسين الأحمر بإسقاط النظام والذي أعلن استقالته من المؤتمر في نفس المهرجان ، وذكر محللون أن ورقة القبائل كانت الورقة الأخيرة والرابحة للرئيس اليمني في إفشال الثورة الشعبية إلا أن جمهور القبائل الذي فاجأ الشارع اليمني بهذا الموقف افقد الرئيس توازنه وأدرك بالفعل انه كان يحكم على رؤوس الثعابين و يجب عليه أن يتدارك موقفه قبل أن يهتري جسده من فتك سمومهم.

وبناء على تقديم الرئيس استقالته من المؤتمر الشعبي العام وإعلانه انه رئيس لكل اليمنيين فقد اتخذ القرارات الآتية:

1-يعتبر الرئيس اليمني رئيسا لكل اليمنيين وليس للمؤتمر الشعبي وتعد هذه الفترة الرئاسية الأخيرة له بناء على انتخابه ولا يجور له الترشح للرئاسة لأي فترة قادمة بعد 2013م.

2- قرار جمهوري \"عدن عاصمة اليمن الموحد يعمل به من تاريخ صدوره وينشر في الجريدة الرسمية\".

3- تعديل نصوص الدستور بالشأن الرئاسي على أن يكون لليمن رئيس ونائبه شريطة إذا كان الرئيس من الجنوب يكون نائبه من الشمال والعكس بناء على الحائز لأغلبية الأصوات، وان لا تتجاوز الفترة الرئاسية أربع سنوات ولفترتين فقط وان لا يكون الرئيس المنتخب منتميا لأي حزب سياسي وعليه تقديم استقالته إن كان كذلك قبل ترشيح نفسه.

4- إضافة مواد دستورية تشترط لتولي وزارتي الدفاع والداخلية أن يكون من الشخصيات المدنية وليس العسكرية.

5- فصل الحزب الحاكم عن الدولة فصلا حقيقيا يرضى عنه الشعب، وإخلاء أملاك الدولة التي تحتلها مقراته في كل المحافظات اليمنية، وإطلاق حرية تكوين الأحزاب والنقابات والمنظمات الجماهيرية.

6- إقالة نجله احمد علي عبدا لله صالح وإخوانه وأقربائه من مناصبهم في المؤسستين العسكرية والأمنية، وتحييد القوات المسلحة والأمن عن العمل الحزبي، ومنع الزج بها في الخلافات السياسية مع المعارضة، وتحريم حملات التوجيه المعنوية التحريضية المخالفة للدستور ضد المواطنين في أوساط الجيش والأمن!

7- إقالة الحكومة الحالية وحل مجلس الشعب وعقد مؤتمر وطني جامع يشمل جميع أبناء اليمن من سائر القيادات والزعامات والقوى والفعاليات من جميع المحافظات والمناطق والقبائل اليمنية والتوافق على تشكيل حكومة إجماع وطني مؤقتة من أهل الكفاءات بحيث تكون متوازنة توزع فيها الحقائب الوزارية السيادية بين الكفاءات من أبناء المجتمع اليمني حتى لا يكون فيها هيمنة لطرف على آخر وذلك لتسيير أعمال البلاد وتقوم بالأشراف على إجراء انتخابات وتمكين الشعب من اختيار نوابه وحكامه برضاه وفي أجواء حرة ونزيهة وآمنة والعمل السريع على توفير الشروط والضمانات العملية لإصلاح السجلات الانتخابية والنظام الانتخابي.

8- تصفية كل أشكال احتكار السلطة والثروة والمناصب المدنية والعسكرية التي تمت على أسس حزبية أو قبلية أو أسرية، والتحديد الفوري للمناصب السياسية التي لا تخضع لقوانين الخدمة المدنية وترتبط بالحزب الفائز في الانتخابات الحرة النزيهة.

9- إقالة كل الفاسدين والعابثين بمقدرات الأمة وإحالتهم للقضاء ومحاسبة من ثبت قضاء في حقهم وفق أحكام الشريعة الإسلامية .

10- التعامل مع جميع المواطنين في كل أنحاء اليمن بالسوية وإزالة أي صورة من صور التميز الحزبية أو القبلية أو المناطقية، وإقامة العدل وإزالة الظلم ورد الحقوق وإيصالها إلى أهلها.

11- إعادة دعم السلع الأساسية والنفط ومشتقاته لرفع المعاناة عن أبناء الشعب، وعدم إثقال كاهل المواطن بالضرائب.

12- السماح بحرية تنظيم المسيرات والاعتصامات السلمية للتعبير عن المواقف والآراء دون شروط تعجيزية، ووضع قوات الأمن في خدمة المواطنين وحماية حقوقهم في التعبير عن الرأي!

13- تحييد وسائل الإعلام الرسمية بكل أنواعها.. ووضعها تحت إدارة مستقلة تشرف عليها تجعلها لجميع اليمنيين وليس لخدمة جهة واحدة، وحرية إنشاء وسائل الإعلام المختلفة دون الحاجة للإجراءات الشمولية والاشتراطات الصعبة!

14- إصلاح القضاء وفق أحكام الشريعة الإسلامية وسرعة اتخاذ الخطوات العملية لتحقيق المبدأ الدستوري الذي ينص على استقلاله كما نصت على ذلك المادة (149) من الدستور \" القضاء سلطة مستقلة قضائياً ومالياً وإدارياً ويمكن القضاة من الاختيار الحر لمجلس القضاء الأعلى.

15- محاسبة من باشر و تسبب بضرب أو قتل المتظاهرين سلمياً أو الصحفيين والإعلاميين، وسرعة إطلاق سراح المعتقلين على ذمة المظاهرات والاعتصامات السلمية.

وفي نهاية حديثه طلب الرئيس اليمني العفو من الشعب فيما يتعلق بشخصه معتبرا مبادرته هذه حرصا على وحدة الوطن فيما إذا تمت الإطاحة به على غرار الإطاحة بزين العابدين ومبارك والذي قد يجر اليمن إلى ما لا يحمد عقباه، راجيا من الشعب أن تكون هذه المبادرة تكفيرا عن خطاياه وسكوته عن الفساد والذي على حد قوله أن الشعب كان شريكا في الفساد مستشهدا بالمقولة : \" لماذا تفرعنت يا فرعون؟ قال لم أجد من يردني\" وقال إن مبادرته هذه تضمن لليمن مستقبل جديد بأقل الخسائر على أن يضمن خروجا مشرفا ويقال عنه الرئيس السابق وليس الرئيس المخلوع.

أجرت المقابلة التلفزيونية مع الرئيس اليمني الأخت: \" أمل اليائس\" على قناة \" المستحيل \" الفضائية والتي تبث من على \" كوكب الأحلام \" في العاشر من مارس القادم من العام الجاري.

tawheebaldubai@gmail.com


في الإثنين 28 فبراير-شباط 2011 04:07:23 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m2.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m2.marebpress.net/articles.php?id=9280