ويكليكس بين التسريب والتهريب
بشير أحمد الدعيس
بشير أحمد الدعيس

نصف مليون وثيقه سريه روج لها الأعلام الأمريكي والعربي معاً قبل الشروع في نشرها واليوم وقد شرع ذلك الموقع بالنشر نلاحظ أن عملية النشر فيها الكثير من الغموض أولاً حول سرية تلك الوثائق التي في معظمها لا يستدعي السريه على الاطلاق والشيء الأخر أن عملية النشر أنتقائيه مع نوع من التطعيم لبعض الملفات شبه الساخنه ولكن هناك اسئلة تراودني ولم أجد لها أجابه مقنعة غير أن ما يجري هو لعبه تديرها الأستخبارات الامريكيه لا أكثر ومن هذه الاسئلة ما يلي

هل من السهل الحصول على نصف مليون وثيقه سرية متعددة الأطراف ؟ لنفترض أن ذلك ممكن من خلال سرقة ملف الخارجيه الأمريكيه بواسطة فلاش دسك أو مشابه ذلك ولكن يبقى السؤال هل هذه الوثائق لم تكن مأرشفه حتى يختلط فيها الغث بالسمين ؟ ولماذا لم يقم موقع ويكيلكس بنشر هذه الوثائق دفعه واحده ؟ هل هي محاوله من الاستخبارات الأمريكيه لدراسة رد الفعل مع ما تم نشره ؟ أم أن الوثائق الأكثر خطوره تنتظر المفاوضات مع البيت الأبيض ؟ ولنفترض جدلاً أنه بالفعل تم تهريب تلك الوثائق أو سرقتها وأنها وثائق بالغة الخطوره كما يصورها الأعلام الأمريكي والصهيوني والغربي بشكل عام لماذا لم يتم توقيف صاحب الموقع على اعتبار أن ذلك يشكل خطرً على الأمن القومي الأمريكي ويهدد مصالحه حول العالم كما يتم توقيف بعض القيادات الاسلاميه في مختلف البلدان ؟ ولماذا لم يتم تدمير الموقع سواء قبل النشر أو بعده كما فعل بتدمير الشعب العراقي وقتل ما يزيد عن المليون شهيد وتيتيم أربعة مليون طفل بحجة حماية الأمن القومي والأمن العام للعالم ؟ وهل الوثائق التي نشرت تعد من الوثائق السريه حقا ؟ فعلى سبيل المثال هناك وثيقه تقول أن أحد الجنود الأمريكيين قطع أصابع أحد المعتقلين العراقيين في حين أن مليون عراقي تم أبادتهم ولم يحرك ذلك مشاعر الحكومه الأمريكيه ومن الوثائق ايضاً أن بعض الجنود قاموا بتعذيب بعض المعتقلين فما السريه في ذلك وقد أخرجوا هم بانفسهم منذ سنوات عبر قنوات التلفزه أبشع أنواع التعذيب في المعتقلات المختلفه فماهي السريه في ذلك ؟ بالطبع هي نوع من التطعيم للوثائق بحيث تقنع العالم أن تلك الوثائق تم تهريبها أو سرقتها ولم يتم تسريبها عنوه لأهداف استخباراتيه ثم أين ذهبت الوثائق حول حقيقة الحرب على العراق ؟ وأين الوثائق حول عملية الأستيطان والحفريات تحت المسجد الاقصى ؟ أتوقع أنه سيتم تسريب بعض من تلك الوثائق ولكن ستكون وثائق ليست ذات أهميه كبيره ولا تؤثر في السياسه الأمريكيه على الاطلاق كما أتوقع أن الوثائق الأكثر أثاره ستكون حول الشرق الأوسط ولها أهداف استراتيجيه تسعى الخارجيه الامريكيه لتحقيقها من وراء تلك التسريبات ولكنها تنتظر الوقت المناسب لنشرها بما يتلائم مع خططها التي من أجلها أفتعلت هذه القضيه وربما أنها قيد الدراسة وتنتظر ردة فعل الشارع العربي لكن السؤال الذي يؤرق كاهلي هو إلى متى سيظل الإعلام العربي بوقاً للإعلام الغربي دون تمحيص وتدقيق فيما ينقل من أخبار ؟ .


في الجمعة 10 ديسمبر-كانون الأول 2010 06:15:59 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m2.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m2.marebpress.net/articles.php?id=8502