مدخل الى " الشريف الرضي " عبد السلام الكبسي
د.عبدالمنعم الشيباني
د.عبدالمنعم الشيباني

دلني , ياصديقي

على جادة الشعر ,

في كل منعطف رائق للعبارة ,

في زرقة البحر ,

والقاصرات السنابل ,

في غيمة يتكسر ياقوتها ويسيل العقيق

على شجن الجلنار الذي يتكرر

من حلم أشقر الصوت

يجمعنا في شتات المعاني

أو دلني ,

ياصديقي , بلا ثمن باهظ ,

للصديق البديل

"2"

للصديق

الذي تكشف السر

ألف صديق

"3"

الصداقة

تمنحنا الخبز,

والأصدقاء الأمان

"4"

ليس

للميت أي صديق ,

ولا للبخيل

"5"

إن

يوما بلا أصدقاء ليوم طويل

والذي لا يسعه الذهاب,وحيدا, إلى البحر

لا يجهل المستحيل

"6"

نادرا

طعنة الظهر

ما يقتنيها لنا الغرباء

*****

*قصيدة الصديق لـ عبد السلام الكبسي

*****

في هذه الحلقة من سلسلة مقالات (أدب وشعر ونقد) على صفحات هذا الموقع الشعبي القشيب مأرب برس..أقف مع أديب وشاعر وناقد ودكتور أكاديمي متميز وجاد وشاعر رسالي (مؤدلج)..إنه الدكتور عبد السلام الكبسي، وقد وقفتُ فيما مضى مع نظيرٍ له شاعر وناقد وأكاديمي بارز هو عبد الحميد الحسامي ...شرفني الدكتور عبد السلام الكبسي بإرسال ديوانه الإليكتروني الي وتشرفتُ أن نشر لي بعض دراسات نقدية على موقعه الجميل (بيت الشعر اليمني)موقع النخبة الفكرية والأدبية في اليمن..

يثير اسم عبد السلام الكبسي وموقعه الأدبي جدلاً ربما تصل الى الخصومة أو تنحى منحى الخلاف السياسي وأحياناً المناطقي والمذهبي أو الفكري إن جاز التعبير،حيث تحتدم المعارك بين شعراء وأدباء(اليمن الأسفل) و(اليمن الأعلى) وهي أشبه بمعارك السياسة بين الأحزاب والقوى السياسية في هذه البلاد -- حسب تعليق الأديب والشاعر عبد الغني المقرمي في الصفحة الأدبية لـ جريدة الصحوة معلقاً على موضوع الإنقسام والجدل حول بيت الشعر اليمني ورئيسه وإدارته...

أرسل اليَّ صديق أديب وروائي وشاعر يمني بديع ومخضرم يسألني عن رأي محدد تقدم به (رابطة أدباء اليمن الأسفل- شعراء المعارضة) قلت له -وهو أديب متميز-أتفق معك ولكن "من" الموقعين في القائمة أدناه من هم على شاكلة (هرقل إمبراطور الروم) يحسب نفسه إمبراطوراً لا يرد التحية ولا يرد على الرسائل التي تحييه وتبعث السلام إليه.. فأي مشروعٍ يحمل هذا الإمبراطور ؟؟

إن تقديري لأدباء اليمن قاطبة لا يمنعني أن أفصح وأقول أن الشاعر والناقد عبد السلام الكبسي يحمل مشروعاً وفكراً وقضيةً ...أقول هذا وبيني وبينه نقاط اختلاف فكرية كثيرة فأنا أنتمي الى مدرسة الإخوان المسلمين –ولا فخر- وينتمي الكبسي الى الهاشمية كما هو جليٌ من شعره الرسالي الذي يمجد الحسين والشريف الرضي فله مني الإحترام لأنه يحمل فكرة وقضية ومشروعاً...، والشعر عنده رسالةٌ فهو أديبٌ رسالي...، ولكل أدباء اليمن مثل ذلك من الإحترام غير أن أغلب هؤلاء الأدباء لا يحملون رسالة فكرية بفلسفة واضحة كما نجده في ديوان عبد السلام الكبسي ...يحرص الكبسي أن يجعل من نفسه امتداداً للشريف الرضي (الشاعر السيد) ويحرص شعراء وأدباء" اليمن الأسفل وتعز" بالتحديد أن يتشبهوا بالمتنبي (مشروع مجد شخصي ليس إلا) يكره العجم والشعوبية ويكسر أمامه كل شيئ لينتصر لنفسه وذاته وأمجاده الشخصية ثم لقومه العرب، من بعد، ما تبقى من فضول حميته، غير مبالٍ بما يكتسبه من عداوة ونكاية حتى دفع الثمن باهظاً على يد أنذل القوم "فاتك الضبِّي" الذي لقي من المتنبي أقذع ألوان الهجاء والشتم شعراً:

ما أنصف القومُ ضَّبه ْ **** وأمه الطورُ طبَّهْ

..........

ما ضره لوأتاها *** لكنما ضرّ (......)...مابين القوسين كلمة غير لطيفة للمتنبي مسكوت عنها للتأدب في هذا المقام...

مواجهة بين الشريف الرضي والمتنبي

مدخل للحديث عن الشاعر عبد السلام الكبسي (الشريف الرضي)يقودنا الى تتبع سياقات تأريخية مختلفة يمكن أن تساعدنا في فهم ما يجري اليوم من صراع وعراك بين زملاء القصيدة في اليمن(سنأتي للتفاصيل في حلقات قادمة)..... كان للشريف الرضي في بغداد مجلساً للشعر يحضره كبار شعراء ونوابغ العصر وكان الشريف الرضي لا يحب المتنبي وكان المتنبي يرد على ذلك بالمثل أو أشد .. وذات مرة دعي ابو العلاء المعري(الشاعر الأعمى) الى إحدى منتديات الشريف الرضي وكان المعري شاعراً مجيداً وفيلسوفاً عظيماً وكان ناقداً يحكم بين الشعراء ....فلما بدأت الندوة أخذ الحديث مجراه وتكلم الشريف الرضي (متشيع لآل البيت)، تكلم في شعر المتنبي -أي قال ينتقص من جودة شعر المتنبي وكان المعري قد سبق له وأن ألف كتاباً (نقدياً)- بلغة اليوم- في شعر المتنبي سماه (معجز أحمد) أي الإعجاز الشعري لـ أحمد أبي الطيب المتنبي... انبرى المعري يرد على الشريف الرضي بالقول: (( والله لو لم يكن من شعر المتنبي الا قصيدته التي مطلعها:

  لكِ يا منازلُ في القلوبِ منازلُ ...لكفاه))

  فصاح الشريف الرضي قائلاً : ((( خذوا ها الرجل من هذا المكان فإنه يشتمني في داري)) فقال الحاضرون في المجلس : وكيف ؟ ما سمعناه يشتمك أيها الشريف الرضي فرد عليهم الشريف بقوله : لعلكم قدنسيتم ما جاء في هذه القصيدة من قول المتنبي :

وإذا أتتكَ مذمتي من ناقصٍ *** فهي الشهادةُ لي بأني كاملُ

إنما أراد المعري أن يرميني بهذا البيت وأني ناقص وأن المتنبي هو الكامل..

أدباء وشعراء "اليمن الأسفل"

لا يتناطح كبشان ولا تحترب عنزتان على أسبقية شعراء " اليمن الأسفل" -المصطلح المستعمل في الخلاف مع أدباء ذمار وصنعاء-أسبقيتهم في العلم النبوغ والفكر والشعر والأدب والثقافة(ما عدا البردوني الذي لم يسبقه أحد) غير أنهم عباقرة وأعلام وفطاحلة من غير مشروع فكري ولا فلسفة أدبية واضحة تقدمهم للناس...إن أدباء تعز خاصة واليمن الأسفل (مع عظيم التسامح بالتعبير في مجاراة هذا المصطلح ) قوة ثقافية وعلمية وأدبية طاغية لا يقف أمامها أحد غير أنهم من غير رؤية ومن غير غاية محددة وإنهم في ميدان المعركة صوت وظاهرة لا تلبث أن تبرد ثم تتلاشى، يمتطون حمية المتنبي وشطحات صدام حسين و عنتريات جمال عبد الناصر والنتيجة دائماً هي الهزيمة والنكسة.. إ نهم نوابغ بلا مشروع وفطاحلة فكر وأدب ونقد وعلم وإبداع وثقافة بلا قيادة فكرية تهديهم الى سواء السبيل....

يتبع الحلقة القادمة

شاعر وناقد أدبي

a.monim@gmail.com

 
في السبت 30 أكتوبر-تشرين الأول 2010 03:02:52 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m2.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m2.marebpress.net/articles.php?id=8200