السعودية في الذكرى الثمانين ليومها الوطني
عارف علي العمري
عارف علي العمري
الإهداء ...إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز.. وولي عهده والشعب السعودي قاطبة.. كما هو موصول إلى سفير خادم الحرمين الشريفين بصنعاء الأستاذ / علي بن محمد الحمدان الذي لايألو جهداً في دفع العلاقات اليمنية السعودية إلى الأمام, والذي يقوم بدور بناء في تفعيل أواصر العمل الأخوي المشترك بين البلدين.

تحتفل المملكة العربية السعودية الشقيقة بالذكرى الـ 80 لليوم الوطني المجيد.من كل عام في 23 سبتمبر الجاري وهو ما يعني قيام ثمانون عاماً مرت على قيام الدولة السعودية بقيادة المؤسس عبد العزيز آل سعود, وسجل العام 1351هـ ميلاد دولة ذات ثقل عربي وإقليمي كبير, دولة ستكون رائدة العمل الخيري في بلاد الإسلام قاطبة, دولة رائدة في السياسة الداخلية متزنة في السياسة الخارجية.

لقد حافظت المملكة العربية السعودية منذ اليوم الأول لقيامها على مبادئ الدين العظيم, وعلى هذا تأسست المملكة ( افمن أسس بنيانه على تقوى من الله خير امن أسس بنيانه على شفا ء جرف هار فنهار به في نار جهنم.) انه الأساس المتين الذي أسس عليه الملك عبد العزيز أطناب خيمته في الصحراء, لقد أسس عبد العزيز دولة إسلامية لا شرقية ولا غربية, دولة شعارها ( لا اله إلا الله ) دولة بعيدة عن فلسفات لينين , ومعتقدات استالين , دولة جعلت من تبليغ الدعوة الإسلامية للناس ديدناً لها, فبلغت دعوة المجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب إلى العالم فزالت الشركيات, وصفت النفوس من شوائب الأدران, وبدء الناس يفهمون الإسلام فهمه الصحيح, وعُمرت المساجد الشامخة هنا وهناك بدعم سخي من داخل المملكة العربية السعودية, وامتلئت المساجد بمصاحف القران الكريم التي طبعت بمطابع الملك فهد بن عبد العزيز – يرحمه الله-, وفي سباق نحو الخير, واستشعاراً لمرضات الله, سابق السعوديون الزمن, وقطعوا البحار والصحاري لإنقاذ المشردين والمنكوبين, ودعم المحتاجين, في صورة واضحة تتجلى فيها واحديه الإيمان والعقيدة ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ), وعرفاناً بكل ما سبق واستشعارا من المنظمات العالمية لدور المملكة العربية السعودية وملكها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وتقديرا منها لدعمه لبرامجها الإنسانية وتبرعه لبرنامج الغذاء الغذاء العالمي منحته في شهر يناير 2009م جائزة " البطل العالمي لمكافحة الجوع لعام 2008م " في حفل أقيم بمدينة دافوس السويسرية شارك فيه العديد من ممثلي الدول والمنظمات الدولية والشركات الكبرى.

وبفضل تلك الأعمال العظيمة التي يعجز اللسان عن ذكرها والقلم عن كتابتها, فان المملكة ترى فيها واجباً إسلامياُ نحو أخوة الإسلام في بقاع العالم, و نظراً لما تمثله المملكة العربية السعودية من رمز ديني للمسلمين, فهي ارض الرسالة والبسالة, وارض التوحيد والنبوة, ومهبط أفئدة المؤمنين, وبها أم القرى مكة المكرمة, واطهر البقاع المدينة المنورة, واليها يشد المسلمون رحالهم لأداء فريضة الحج, وفي مناكبها يسعى الناس بمختلف جنسياتهم لطلب الرزق, فان واجبها يزداد, وكاهلها القوي الذي لم يلن يتحمل كل ذلك.

وفي جانب آخر من الاهتمام بالإسلام والمسلمين تواصل المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز عنايتها بخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما بكل ما تستطيع فأنفقت أكثر من سبعين مليار ريال خلال السنوات الأخيرة فقط على المدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة بما في ذلك توسعة الحرمين الشريفين وتتضمن نزع‌ الملكيات وتطوير المناطق المحيطة بهما وتطوير شبكات الخدمات والأنفاق والطرق‌.

 

لقد استطاعت المملكة خلال ثمانون عاماً من قيامها أن تحول الصحراء القاحلة إلى جنات من الحدائق والبساتين, وان تجعل من ماء البحر المالح الأجاج, بفضل التكنولوجيا الحديثة عذب فرات, وان تحول تلك البقعة من الأرض التي كانت يوماً من الأيام شبه خالية من السكان إلى مدن عامرة يدهشك بنائها المعماري الفريد, وتصاميمها الهندسية الرائعة,هذا بالإضافة إلى السكك الحديدية, والجسور العملاقة, وخطوط السير الواسعة.

لقد حققت المملكة قفزات نوعية في مجال الاقتصاد إذ تبلغ الميزانية للعام الحالي 540مليار ريال سعودي, وفي مجال التعليم يوجد داخل المملكة مايزيد عن ثلاثين جامعة بالإضافة إلى عشرات من المعاهد المتخصصة في شتى مجالات الحياة, مع وجود ثمانين آلف طالب وطالبة مبتعثين للدراسة في الخارج موزعين على 25 دولة حول العالم.

وفي مجال الدبلوماسية السعودية النشطة حافظت المملكة على منهجها الذي انتهجته منذ عهد مؤسسها الراحل الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه القائم على سياسة الاعتدال والاتزان والحكمة وبعد النظر على الصعد كافة ومنها الصعيد الخارجي.

إنني هنا أريد أن الفت النظر وبسرعة موجزة إلى العلاقات اليمنية السعودية, علاقات الجوار والإخاء, علاقات المحبة والوئام, علاقات المصير الواحد والهم المشترك, تلك العلاقات الطيبة التي شهدت تطور مطرداً على كافة الاصعدة نحو الشراكة الكاملة ، فمنذ تأسيس مجلس التنسيق اليمني-السعودي تدخل العلاقات بين الدولتين مرحلة جديدة كان للملكة العربية السعودية بصماتها الواضحة في دفع عجلة التنمية اليمنية. حيث بلغ الدعم السعودي التنموي لما كان يعرف ب"الجمهورية العربية اليمنية" خلال الفترة "1975-1987" حوالي مليار وربع المليار ريال سعودي، شملت العديد من المجالات المختلفة.

وأخذت العلاقات الثنائية بين البلدين تتعزز منذ عام 1995م، بفضل الدور الشخصي للدبلوماسية اليمنية، إذ مثلت خطوة التوقيع على مذكرة التفاهم بين الدولتين في فبراير 1995م، وما تلاها من زيارة الرئيس علي عبدالله صالح في يونيو من نفس العام، بناءً على دعوة وجهها له المغفور له خادم الحرمين الشريفين فهد بن عبدالعزيز ووصولاً إلى توقيع اتفاقية جدة في يونيو 2000، انتصارًا للدبلوماسية السعودية التي نشطت بشكل مكثف لاستعادة دورها إزاء اليمن, ويمكن القول انه منذ توقيع اتفاقية جدة والعلاقات بين الدولتين تتجه إلى آفاق رحبة جديدة ومتطورة في مجال التعاون والتضامن والتكامل، وأصبحت الزيارات المتبادلة بين القيادات السياسية وكبار المسؤولين في البلدين امرًا معهودًا وواردًا لتبادل وجهات النظر والتنسيق في مصالحهما وقضاياهما المشتركة.

لقد أدركت القيادة السياسية السعودية وثمنت الجهود المتواصلة والسعي الحثيث الذي بذلته القيادة السياسية اليمنية بزعامة الرئيس علي عبدالله صالح لعودة العلاقات اليمنية - السعودية إلى حالتها الطبيعية بعد ما اعتراها من فتور جراء حرب الخليج الثانية عام 1990م، ولم تتردد في منح هذه الشخصية العظيمة قلادة الملك عبدالعزيز آل سعود من الدرجة الأولى وهي ارفع وسام في السعودية تقديرًا منها للرئيس صالح وما حققه من انجازات ومكاسب لليمن واليمنيين.

وقد جسدت المملكة العربية السعودية تلك الخطوة من خلال تفعيل اجتماعات مجلس التنسيق اليمني-السعودي الذي شلت حركته إبان عقد التسعينات من القرن الماضي-وبشكل دوري وكل ستة أشهر بدلاً من عام، ليعمل على تسريع الخطى في اختصار عامل الزمن لتحقيق الانضمام الكامل لليمن بموجب تقرير الشراكة بين الدولتين وفتح العديد من مجالات التعاون في قطاعات التنمية والاستثمار واتخاذ الخطوات الجادة في البناء, وفي اجتماعات الدورة الثامنة عشر لمجلس التنسيق اليمني السعودية الذي اختتم أعماله في العاصمة السعودية الرياض تم خلاله التوقيع على 17 اتفاقية وبروتوكول ومذكرة تفاهم لتعزيز التعاون الثنائي بين بلادنا والمملكة العربية السعودية في مختلف المجالات وتمويل عدد من المشاريع الخدمية والإنمائية بتكلفة مليار ريال سعودي، إلى جانب الاتفاق على تخصيص بقية مبلغ المنحة المقدمة من المملكة العربية السعودية في مؤتمر المانحين المنعقد في لندن والبالغ قدرها مليار دولار أمريكي لتمويل عدد من المشاريع في قطاعات الطرق والتعليم والصحة والكهرباء والتعليم الفني والمهني والأشغال العامة.

كما كانت نتائج الدور التاسعة عشر ناجحة بكل المقاييس إذ تم التوقيع على عدد من مذكرات المنح التي بلغت أربعمائة وثلاثين مليون وخمسمائة آلف ريال يمني, توزعت في تمويل مشروع الطاقة الخامس, ومشروع المياه والصرف الصحفي, ومشروع مستشفى الحديدة المركزي, كما احتلت المشاريع السعودية المرتبة الأولى في اليمن من بين المشاريع الأجنبية المسجلة لدى الهيئة العامة للاستثمار خلال النصف الأول من العام الحالي 2010.

إن تأكيد المملكة على دعمها لليمن وحرصها على أمنه نابع من عروبتها الأصيلة, واستشعارها بدورها الكبير, الذي لا ينافسها عليه احد في المنطقة.

فتهانينا للشعب السعودي بيومه الوطني المجيد...

   
في الثلاثاء 21 سبتمبر-أيلول 2010 12:50:05 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m2.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m2.marebpress.net/articles.php?id=7943