التعليم المسئولية الاجتماعية المفقودة
دكتور/أحمد علي المعمري
دكتور/أحمد علي المعمري

دعوة للحوار والمناقشة

الكل يتحذلق ... ينقد .. يغالي في النقد .. يذم .. يجرح .. كلما كان النقاش عن التعليم وخاصة التعليم العام كلنا نتحدث ونردد ( التعليم ضعيف) ... ( مخرجات التعليم تعبانة) ... ( التعليم لم يؤدي الدور المناط به أو المطلوب منه ) .. و ... و .. (أين وزارة التربية والتعليم) ... ( التعليم بلا فلسفة)... ( التعليم بلا خارطة طريق)... ( اهداف التعليم غير واضحة)... ( الغش في التعليم أصبح كارثة .. مشكلة .. ظاهرة . مصيبة ... ) إلخ من عبارات وجمل النقد الهادف منه أو الجارح أو غير واضح الأهداف والملامح.

ونحن هنا وعبر هذه السطور نود أن نناقش ونحاور الجميع للتأمل والمدارسة والحوار الهادف الذي يفضي إلى الحلول والمعالجات أو التنبيه في حده الأدنى وهنا والآن سنقتصر على طرح سؤال أساسي أو نراه أساسي وحوهري ونقصد به : التعليم مسئولية من؟ أو من المسئول عن التعليم؟

هل الحكومة ممثلة بوزارات التعليم ( التربية والتعليم ، والتعليم الفني والمهني ، التعليم العالي والبحث العلمي) هي المسئولة فقط عن التعليم أم أن الجميع مسئول عن التعليم ؟ الحكومة والمجالس المحلية ومنظمات المجتمع المدني واولياء الأمور والطلاب والمساجد والعلماء والمفكرين والمثقفين والإعلام وبإختصار ( التعليم مسئولية الجميع).

إذا قلنا التعليم مسئولية الجميع. سنجد أن هناك عشرات الأسئلة ستتوارد ، وأكثر من علامة إستفهام ستتولد بل ولن يخلو الموقف من الإستنكار بل والإستهجان !!

ومهما يكن من أمر فإننا نرى أن التعلييم ومشاكله وقضاياه مسئولية جماعية إجتماعية تضامنية .. التعليم قضية مجتمع .. التعليم المسئولية الإجتماعية المفترضة .. الواجبة ... التعليم حله الحقيقي بالوعي والعمل الجماعي وغير ذلك وسواه دوران في الحلقات المفرغة ... إنما الذي لا مرء فيه ولا جدال ولا شك أن هناك تراتيبه وتفاوت في المسئولية فالحكومة ممثلة بوزارات التعليم هي المسئول الأول ولكن ( وليس ) الأخير .

ومن يقول غير ذلك عليه أن يسم لنا بلداً أو مرحلة تاريخية نمى تطور وارتقت وسمت وعلت مؤسساته عامة بأوامر حكومية وتوجيهات وزارية،وخطط وبرامج بمعزل عن تأييد وإحتضان وتبني مجتمعي.

وقبل أن نسير في الحوار والنقاش ينبغي أن نتوقف عند سؤال جوهري هو :

ماذا نريد؟

ماذا نريد بعموم السؤال وماذا نريد من التعليم على وجه الخصوص ؟ والسؤال موجه للجميع ... للوعي الجمعي الرسمي وغير الرسمي ومن باب أولى ينبغي أن نكون واضحيين ونقول هل يعرف الشعب اليمني ماذا يريد؟ هل تعرف الحكومة اليمنية ماذا تريد؟ من المؤكد سنجد من يقول هذا طرح وتساؤل تسطيحي أو تبسيطي أو إستعقال واستغباء لفهم وادراك ووعي الناس شعباً وحكومة.

ونعجل في الرد ونقول لا . لا المسألة ليست على هذا النحو. إنما المدخل الأساسي والجوهري للمعالجة في أي بلد وليس بلدنا فقط هو وضوح الهدف ودقته وحضوره الواعي واللاواعي ذلك هو ما يقود الجميع لتحقيقه والوصول إلى نتائج واضحة بل ونجاحات هائلة جداً.

فمثلاً هل الوعي والتوقعات الرسمية والشعبية تتوقع وترغب من التعليم إخراج موظفين .. كبته .. مأمورين.. أناس يقومون بتسيير أعمال / بأداء أعمال ومهام روتينية ومكتبية وإنجاز مهام مرسومة ومعدة سلفاً ، وما عليهم إلا تنفيذها كما رسمت ... هل هذا هو الهدف الذي نريده من التعليم في وعينا الجمعي وخططنا واستراتيجياتنا وبرامجنا؟ أم أن لنا أهداف أخرى ؟ هل هدفنا العام أو الهدف الرئيسي من التعليم هو إعداد وتأهيل وتدريب وتعليم وإنتاج شباب وشابات يبنون وطناً متجاوزاً لمعوقات الزمان والمكان ... مخرجات مجددة .. مخرجات متحلية بعد الإيمان بالله بوطن تنتمي اليه وتفتخر وتعتز به وهنا ندعو للتوقف مليّاً حول محتوى وجوهر ( وطن تنتمي اليه وتفتخر وتعتز به ) هنا نؤكد على الوعي بمفهوم الإنتماء ومعانيه ومكوناته وتحديد من هو المنتمي ، وما المقصود بالفخر والإعتزاز؟ ، لانقصد إفتخاراً نرجسياً ولا سادياً كمرض عصابي / ذهاني ولا خواء روحي وعاطفي ... لا إنتماء بلا مسئولية ولا إنتاجية ، لا نريد إفتخاراً عنصرياً ولا فاشستياً ، إنما إنتماءً منتجاً مترجماً إلى نتاج يسبقه السعي والمثابرة والرغبة في الإنجاز والعطاء والمشاركة ، والشعور بالكينونة الذاتية والجمعية الممتلئة بالثقة بالنفس والشعور بالمسئولية الشخصية والإجتماعية.

إذن بدايةً ينبغي أن نتفق على تحديد الهدف العام والأهداف المتفرعة منه ، او الأهداف الكبرى لبلد وشعب ودولة وحكومة ، ما الهدف العام من التعليم وقبله ما أهدافنا العامة إجمالاً؟ هل أهدافنا واضحة ، مصاغة ، محددة بدقة إجرائية ( أي قابلة للتنفيذ) إذا لم تكن لنا أهداف واضحة وشاملة واجرائية لا ضير أن نتداعى ونسعى لتحديد أهداف حياتية كبرى وعلى راس تلك الأهداف الهدف العام من التعليم . بعد تحديد الهدف / الأهداف الحياتية وأهدافنا من التعليم سيكون نقاشنا مجدي ومثمر وربما لا يذهب سدى ولا يكون زبداً ، وإنما مما ينفع الناس.

وللحديث بقية،،،


في الأربعاء 15 سبتمبر-أيلول 2010 07:03:11 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m2.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m2.marebpress.net/articles.php?id=7899