لهذا يحب الأجانب اليمن
عبدالله الثلايا
عبدالله الثلايا

في حوار عادي بين موظف وزميلته وهما أجنبيان يعملان في شركة بصنعاء، كشف الموظفان أسلوب الحياة التي يعانيان منها كبشر له الحق في التنفس بحرية بعيداً عن الاحتجاز القهري في البيت أوالابتزاز في الشارع.

جيمس: جود مورنينج يا ليزا. كيف كانت السهرة أمس؟

ليزا :زكاك عقلك يا جيمس قدك داري!! أمس الكهرياء طافية طول الليل والشوارع خلب و خسع للركب أو مزحومة بسبب المصارف المسددة من المطر. من الضبح فعلت لي قلص واختمدت للصبح.

جيمس : فيري سوري دير.. يا عيباه، بس كلموني الموظفين عندنا بخيارات أخرى . فور اكزامبل، ليش ماسرتي متنفسات في المدينة معش شيراتون وعصر وبيزاهت؟

ليزا :شكلك سكران من أمس. قد باعوا متنفسات شيراتون واشتروا بها فلل في بيت بوس من زمان. أما عصر وشارع الحب وبيزاهت فهن ملان معاصي أو مضايقات من شباب أضراسهم الشمال مورمة قوي وعيونهم وأرجلهم تسير كل مكان فيه نسوان. المرة الأولة حوشوا عليا 4 شباب يشتوا يمارسوا اللغة ، ماكملنا إلا وقد هم 30 واحد كلهم يشتوا يمارسوا اللغة.

جيمس :أوه ماي جاد! جعل لهم حنش يلغلغ ألقافهم ليكن.. أما أنا والمرة والجهال \\\"أو لا لاه\\\" سرنا دورة الى الأهجر. طبعاً عاملت للتصريح الأمني يومين وشليته، بس أصروا يرافقنا طقم عسكر جلسوا يشغلونا شوية يسبقونا وشوية ينأخروا، وعيون كل العساكر في كل مرة على المكلف حقي. مش هي مشكلة. المشكلة انهم في أكثر المرات ينكزونا مع السيارات الجاية، بيتفاجأ بها سواق الطقم لأن عيونه كانت عندنا طول الوقت مش على الطريق.

ليزا : الله يصيبه في عيونه اللي ما يصلي عالنبي.. وما وقع شي عليكم؟

جيمس: ثانكس جاد.. ما وقع شي، بس شغلوا روحي بعدها، قالوا ان الوزارة ما ادتش لهم ولا ريال، وبعدين يحملوني حق الصبوح والغداء والقات وآخر المتمات أتعاب المرافقة! يا رحمتاه ..والله انهم بروك ماي هارت للطرف. لكن هذاك اليوم ما فطر قلبي الا رجل المرور داخل صنعاء. والله انهم يعاموا الناس زيما يعاملوا الكفار.

ليزا : (مقاطعة) واو دير. ذكرتني بالمرور .. هو أول مؤشر لوجود أقل مستوى لسيادة القانون والنظام في أي بلد. لكن هانا أسوق السيارة وكأنني ألعب بلاي سيتشن دفاع عن النفس طوال الطريق. أنا بطلت أسوق من أول يوم وصولي المطار.

جيمس: ببب ببب... إلى هذا الحد \\\"ريللي\\\"؟

ليزا :لوما جيت من المطار بالتاكسي وواجهت أول إشارة مرور، تجاوز السواق الاشارة وهي حمراء، وصيّحت فوقه، قال لي \\\"ما تخافيش أنا سواق بروفيشنال\\\" (حريف). قلت في نفسي ضروري أتكيف مع الوضع لأن في اليمن الفساد مثل الهواء مثلما سمعنا عليها في بلادنا. المهم، واجهتنا اشارة حمراء ثانية وتجاوزها، وصيحت فوقه، قال لي \\\"قلنا ما تخافيش معش بروفيشنال.\\\" وبعدا واجهتنا اشارة خضراء وقف عندها السواق، قلت له \\\"مالك وقفت امشي، رد عليا \\\"أنا بس خايف يقطع علينا سواق بروفيشنال من الخط الثاني ويفعل لنا كارثة.\\\"

جيمس :(ضاحكاً) حتى رجال المرور هانا بروفيشنال زي السواق حقش. في كل بلاد العالم لا يطلب رجل المرور والشرطة من السائق الرخصة والكرت إلا عند مخالفة السيارة أو عند ضبطها لأنها مسروقة. هانا عمل رجل المرور بس تفتيش الرخص والكرت في أي وقت، ولوما يحس انك متضايق، يرد عليك بثقة \\\"هذا علشان لا تعتقدوش أنتم الأجانب ان ما فيش عندنا هانا نظام!\\\".


في الأربعاء 04 أغسطس-آب 2010 06:33:00 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m2.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m2.marebpress.net/articles.php?id=7670