خمسة أسرار خطيرة ستدفن مع صدام حسين في حال إعدامه

قال المفكّر والكاتب العراقي البارز حسن العلوي إن أسرارا كثيرة ستدفن مع صدام حسين في حال تنفيذ حكم الإعدام الصادر بحقه، متوقعا تنفيذه في مدة أقصاها شهر أبريل 2007. وتحدث العلوي، في حوار مع "العربية.نت" عن 5 من هذه الأسرار، مشددا على أن تفاصيلها مجهولة ولا يعرفها أحد سوى صدام نفسه، ومنها أسرار حربه مع إيران وتسليحه وغزوه للكويت وعائدات مبيعات النفط والاغتيالات، مشيرا إلى أن صدام في حياته الخاصة ابتعد عن النساء والشرب لسبب أمني وليس أخلاقيا.

وفي سياق متصل، يكشف حسن العلوي تفاصيل مثيرة عن طريقة حكم صدام للعراق، عبر "الغرف المغلقة"، عندما كان يتخلص من رئيس كل غرفه أمنية، أو نفطية، بعد استخدامه لفترة زمنية، لتبقى الاسرار محصورة فيه فقط.

ويلقب العلوي بـ"شيخ الكتاب والصحفيين العراقيين" ويعتبر من مؤسسي البعث في العراق ورئيس تحرير مجلة "الف باء" الرسمية الوحيدة في فترة قفز صدام للحكم ومرافقه الاعلامي في نشاطات داخلية عديدة قبل أن ينشق عليه.

أسرار ترحل مع صدام

وبدأ حديثه عن أسرار صدام حسين، بأسرار الحرب العراقية الإيرانية، ويشير إلى أنه كان بإمكان صدام حسين في المحكمة أن يسقط بوش لكنه بقي متصالحا مع الإدارة الأمريكية، ولم يتكلم عن اتفاقاته مع أمريكا لأن هذا يمس وطنيته ويظهر للناس أنه كان متفقا مع الأمريكيين.

ويضيف: ما حصل بين صدام وأمريكا أسميته "التخادم السياسي"، أي هو يقدّم شيئا لهم وهم يقدمون له بالمقابل، وهذا التخادم السياسي لا يقبل صدام أن يعترف به مع أنه عمل بهذه النظرية خلال الحرب العراقية الإيرانية وحصل تخادم سياسي مع أمريكا، وفي السبعينيات كان تخادما سياسيا مع الاتحاد السوفيتي عندما كان نائبا للرئيس وأسس الجبهة الوطنية واعترف بألمانيا الشرقية.

لغز الاغتيالات

ثم ينتقل لأسرار الإعدامات والاغتيالات التي حصلت في فترة وجود صدام في الحكم ووصوله لسدة الرئاسة، ومنها: إعدامه للقيادتين القومية والقطرية لحزب البعث وعددهم 21 شخصا ووزيرا لأسباب لا أحد يعرفها. أسرار اغتيال حردان التكريتي (اغتيل عام 1970 وكان نائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للدفاع). أسرار إقالة أحمد حسن البكر(كان رئيس الجمهورية في العراق من 1968 إلى 1979قبل أن يحدد صدام إقامته في منزله حتى وفاته في 4 أكتوبر 1982). أسراره مع الرئيس أحمد حسن البكر. اسباب إعدام فاضل براك ( مدير مخابرات صدام وأعدم في نهاية التسعينات). اغتيال عدنان خير الله في الطائرة (شغل منصب وزير الدفاع في العراق منذ عام 1979 حتى مقتله عام 1989).

لغزا دخول الكويت وأسلحة الدمار

ويقول حسن العلوي إن من بين الأسرار الأخرى " لغز دخوله للكويت رغم الكشف عن بعض الدوافع التي دفعته لغزو الكويت، وأنا كنت دائما أتوقع الخطوة التالية لصدام حسين حيث كنت أول من توقع غزوه للكويت فور توقف الحرب مع إيران، ولماذا ذهب للكويت هل لتفريغ القوة العراقية العسكرية وفق صفقة معينة، دائما الأسباب المعلنة هي غير الحقيقية وتبقى للاستهلاك الإعلامي". ومن الأسرار الأخرى التي ستذهب مع صدام حسين- حسب العلوي-" سر التسليح العراقي وأقصد به سلاح الدمار الشامل".

ويضيف أيضا أن إنفاق عائدات النفط سر آخر ويوضح "عندما تأمم النفط فإن 5% من عائداته ذهبت للحزب وحتى الآن لا أحد يعرف كيف ذهبت وقد كان عدنان حمداني مسؤولا عنها وبعده برزان ولا أحد يعرف سرها الآن سوى صدام".

غرف صدام المغلقة

وفي جانب متصل، يكشف العلوي أسلوب حكم صدام حسين للعراق عبر "الغرف المغلقة"، قائلا: حكمه كان قائما على نظرية الغرف المغلقة التي تقضي أن هذه الغرفة لا تعلم بما يجري في الغرفة الثانية ولهذا غرفة الاعلام لا تعرف شيئا عن غرفة الأمن، والشخص في غرفة التربية لا يعرف شيئا عن غرفة الاقتصاد. وكان صدام يعتبر أن كل غرفة مسؤولة عن نفسها ولا يجوز لها أن تعرف شيئا عن الغرفة الأخرى وإذا احترقت الغرفة المجاورة عليك أن تعمل وتتصرف وكأنه لا يوجد حريق بجانبك حتى لا يتأثر عملك إذا انهارت وحدة من الوحدات الإدارية.

ويضيف : هذه نظرية استخباراتية عممت على الدولة وليس نظرية عمل لدولة، وأعتقد أن هذا موروث من أوروبا الشرقية لأنه ليس لها نظير عربيا. بالتالي من يدعي أنه يعرف أسرار الدولة العراقية فهو كاذب على الناس، يمكن أن يتكلم عن غرفته مثلا ولكن لا يعرف شيئا عن صدام. وكان صدام دائما يقتل رؤوساء الغرف هذه. مثلا غرفة النفط شكلوها وفق نظام دولة المنظمة السرية، وزارة النفط لم تكن مسؤولة عن النفط وإنما هيئة أخرى اسمها هيئة اتفاقيات النفط رئيسها صدام حسين وسكرتيرها العام عدنان الحمداني، وهي التي تعرف المبيعات والأسعار وأين تذهب الواردات فأعدمه وبقيت الأسرار مع صدام حسين. وأعطى بعض المعلومات عنها لأخيه برزان التكريتي.

ويزيد متحدثا عن هذه الغرف "غرفة الأمن، وفيها أهم أسرار الدولة، تتألف من مدير الأمن وصدام، وكان ناظم كزار مديرها أعدم 1973 وجاء بعده فاضل البراك وأصبح مدير أمن ومدير مخابرات وأعدم، وصارت كل الأسرارعند صدام حسين. وايضا في المكاتب العسكرية دائما كان يقتل الموجودين في المكتب العسكري المسؤول وأعضائه يتم إعدامهم" .

ويشير حسن العلوي إلى أن صدام كان يجرف كل المحيطين به "لأنه يعمل بنظرية تجريف المحيط وعندما يجرفهم يجرف معهم الأسرار فيكذب من يعتقد أن هناك الآن من يعرف تفاصيل أسرار صدام حسين".

ويستطرد العلوي " لم تكن هناك غرفة مسؤولة عن العائلة لأن صدام لم يسمح بذلك حتى خاله الذي هو أهم شخص بالعائلة لم يسمح له وكان ينتقده وهو خير الله طلفاح والد وزير الدفاع الذي قتله صدام عدنان خير الله ".

صدام والنساء

وعن علاقة صدام حسين بالنساء، يقول حسن العلوي: لم يكن صدام يميل للمركوب والمشروب أي لا يلاحق النساء ولا يشرب وهو تعبير في الفقه الاسلامي، وما قيل عنه في هذا هو نوع من التشهير، لأن السلطة أخذت كل عواطفه وكان يعتقد أن هذه الأمور تضعفه، وكان حذرا حتى لا يعطي فرصة لخصومه وخاصة الحذر من اختراق الاستخبارات الدولية له عبر النساء، وابتعاده عن هذا الشيء قد لا يكون تعففا وإنما احتياطا أمنيا.

وأضاف: ذات يوم قلت له لماذا تستقبل النساء في الليل وبعضهن زوجات بعض الرفاق فقال ماذا أفعل إذا كان هؤلاء ومنهم رفاقنا يبعثون بنسائهم حتى تتوسط لبعض الأمور أو بعض النساء لديهن مشاكل ووقع عليهن ظلم، وإذا الرجال ما عندهم غيرة ماذا أفعل.

وقال "أربأ بنفسي أن أتناول موضوع أخلاق صدام، خاصة بعد أن صار أسيرا لأني كنت أنتقده وهو في السلطة وليس في وضعه الحالي، كما أرفض السخرية من زوجته وقلت عنها إنها سيدة فاضلة فقامت الدنيا ضدي".

ويعتقد العلوي أن حكم الاعدام سينفذ على صدام حسين في مدة أقصاها نيسان/أبريل 2007، مشيرا إلى أن الانتقادات "كانت ضد الجهة التي أصدرت الحكم وليس ضد الحكم لأنه لو كان حصل أي انقلاب حتى لو قام به ابن خاله عدنان خير الله كان سيحكم عليه بالإعدام".

 

 

العراق .. بلد الاغتيالات والاعدامات

وشهد تاريخ العراق الحديث إعدام واغتيال عدد من الزعماء والقيادات، منها: إعدام الرئيس عبد الكريم القاسم، قتل وسحل الوصي على العرش العراقي الأمير عبد الإله خال الملك فيصل الثاني، مقتل الملك فيصل الثاني بعد قتل والده غازي الأول في حادث سيارة اعتبر مدبرا. مقتل عبد السلام عارف في حادثة طائرة يقول حسن العلوي إن أسرارها ستموت مع صدام حسين. ويضيف: كنت أتمنى على صاحبي القديم صدام أن يترسم خطى عبد الكريم قاسم عندما ذهب بنفسه إلى غرفة الموت في دار الإذاعة العراقية ليتم تنفيذ الحكم فيه حتى يتحمل المسؤولية وحده دون أن يكون سببا في حرب العراقيين مع بعضهم.

وأخيرا، يشير المفكر حسن العلوي إلى أن الموت كان "نظرية عمل عند صدام، علما أن العقل السياسي يتسع لكثير من الاحتمالات ولكن العمل يبدأ عند صدام بقرار الموت وهو أعلى قرار يمكن أن يتخذه القانون أو القاضي في أي بلد بالعالم، ولكن عند صدام كان الموت قراره الأول وإذا ثبت أن من أعدمه كان بريئا يسميه شهيد الغضب أي التحقيق يحصل بعد الإعدام ".

 

 


في الخميس 09 نوفمبر-تشرين الثاني 2006 04:49:11 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m2.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m2.marebpress.net/articles.php?id=711