غياب الوعي والفقه وغياب الرؤية الصحيحة حول زواج الصغيرة
مراد بن احمد القدسي
مراد بن احمد القدسي

رد على مقال بعنوان حول زواج الصغيرة ، وغياب التجديد والإصلاح الديني للكاتبة توكل عبد السلام كرمان الجمعة نشر 26 مارس – آذار والذي تشرته جريدة الثوري وأعيد نشره أيضا في موقع مارب برس وكان لي معه هذه الوقفات

تقول توكل : في تراثنا الفقهي هناك متسع للانسجام والتوافق مع مطالبات حظر زواج الصغيرات وتحديد سن الثامنة عشر كحد أدني لزواج الفتاه ، هذا هو بالضبط مايراه المذهب المالكي .. وهو عينه مانقل عن ابن عباس ،ومنهم من قال 23 سنة ، وآخرون 25 ومن يدري ربما هناك متسع لما هو أعلى .

الرد : بداية غير موفقة يا توكل تنسبين هذا القول بتحديد سن الزواج للمالكية ثم تنسبين ذلك لابن عباس رضى الله عنهما تظنين أن هذا الأمر سينطلي علينا فحبل الكذب قصير

والذي تحدث عنه المالكية هو سن البلوغ فقالوا 18 للفتى و17 للفتاة ولا يعني هذا عندهم منع الزواج لمن كان دون هذا السن كيف وقد نقل في كتبهم جواز الزواج بالصغيرة حاكاه عنهم ابن عبد البر المالكي وابن رشد المالكي ووافقوا سائر المذاهب بذلك والذي يلزمك أن تنقلي صراحة أن المالكية لم يبيحوا الزواج المبكر أو أنهم حرموه أو أنهم ححوا سن 18 للزواج لا للبلوغ

ثم قولهم بتحديد البلوغ بهذا السن مخالف للشريعة التي جعلت للبلوغ علامات واضحة جلية ليس منها مطلقاً ذكر السن بشيء محدد فعلى هذا يكون قد سقط أستدلالكي بقول المالكية

وأما ما نسب إلى أبن عباس فإنما ذلك في دفع المال لليتيم ففسر الأشد المذكور في قوله تعالى " وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ" الأنعام 152ولم يذكر مسألة منع الزواج للصغيرات ولا تحديد سن الزواج

توكل : المؤلم أنه في ظل المطالبات الواسعة بالاشتغال بضرورة انجاز عملية الإصلاح والتجديد الديني نجد أن الأفق أضيق من خرم إبره ؛.

الرد :ـ لا داعي لهذا التألم والبكاء إذا لم تمرر مخططات أعداء الإسلام علينا ومن هو ذلك الأهوج الذي يرغب في تحريف ديننا

تحت مسمى التطوير والتجديد أرجو تسمية الأمور بمسمياتها وآمل ترك التلبيس والمطالبات الواسعة التي تدعيها توكل إنما هي قائمة في ذهنها فقط لأنها تسبح ضد التيار ولا حقيقة لها في أرض الواقع

توكل :في اليوم التالي لمظاهرة جامعة الإيمان أمام البرلمان اليمني الرافضة لسن قانون يمنع زواج الصغيرات ،

الرد :ـــ تدعون لمخالفة الشريعة وتحريم ما أحل الله تعالى وتجرمون من يزوج أبنته وهي صغيرة ثم إذا قام من يعارضكم ويرغب في إيقاف هرائكم قلتم عنه  ، هو استعراض للقوة والحضور السياسي ، وهو أقرب إلى الاستغلال السئ للدين لخدمة أهداف سياسية آنية "قال الجدار للمسمار لما تشقني قال سل من يدقني"ومهما قلتم عن فعلنا أنه هراء فماتقومون به جرم وتعدي على حدود الشريعة  .

ــ تقول توكل " فإنني سأجزم من الآن أن شرع الله لا دخل له في كل ذلك الهراء"

الرد :ــ منذ متى كان القيام بفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هراء انظري كيف يكون سوء استخدام الكلمات يقود إلى التعدي على فرايض الإسلام ولماذا هذا الجزم راجعي نفسك يا سيدة توكل فأخواتك من بنات جنسك اللاتي خرجن في المظاهرة أردن أن يعبرن عن عمق انتمائهن لدينهن وحفاظهن على أحكامه ويقفن في وجه المزايدات عل حقوق المرأة المسلمة

توكل :نقلت الأخبار أن (( معاقة تعرضت للاغتصاب من قبل عدة أشخاص )) ، ما لم ولن نسمعه مستقبلاً أن هناك مظاهرة مماثلة ستخرج للمطالبة بتطبيق حدود الله في الجناة ، وعليه

الرد :ــ هذا هو المنكر يا سيدة توكل أن تغتصب معاقة لنطالب جميعاً بمعاقبة الجاني والفاعل ولنتظاهر لهذا الأمر لاأن نشرع بمنع الأب بتزويج أبنته بعقد شرعي صحيح ونجرم فعله ونعاقبه وقد فعل شيئاً أحله الله تعالى وفعله رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وانعقد إجماع الأمة عليه وسار عليه المسلمون أربعة عشر قرناً من الزمان إرضاء للغرب وطلباً للمساعدات المشروطة والتي تقدم لنا لنتخلى عن ديننا

·تقول توكل : شذوذ وانحراف نفسي يجري هذه الأيام تداول مشروع قانون زواج الصغيرات بحذر وعلى استحياء مخزي من قبل أعضاء مجلس النواب والذين يفترض انهم رعاة حقوق الانسان في اليمن ، وبالتوازي وبصوت مرتفع يجري ضخ أكوام هائلة من الغثاء ترى في الدعوة لسن قانون يحظر زواج القاصرات (( دعوة للعهر المبكر )) ، وبأن الرافضين لهذا الزواج ومن يساندهم من العلماء والمشتغلين بالدعوة والفكر الاسلامي ذو حظوظ متدنية من الروحانية والالتزام !

الرد :ــ كبرت كلمة سطرها قلمي و بئس ما قلت وحاشا وكلا أن يكون حراس الشريعة وحماة الدين أصحاب غثائية أو حظوظ متدنية من الروحانية والالتزام وإنك بهذا القول قد خرجتي عن حدود الأدب وعليك لزاماً بالأعتذار لعلماء الأمة وإلا فإنك فتحتي على نفسكي حرب مع الله تعالى حيث عاديتي أولياءه في الأرض يقول الشافعي ـ رحمه الله ـ "إذا لم يكن الفقهاء أولياء الله فلا يوجد أولياء لله في الأرض "

رد آخر ـــ ونعم منع الزواج المبكر هو دعوة للعهر المبكر أقول لك لماذا لأن دعاة منع الزواج المبكر في الغرب وقد يتبعهم الببغاوات في بلاد المسلمين يقولون "لينشط الفتى والفتاة في أي سن جنسياٌ"ويقولون " نريد ممارسة جنسية آمنة للمراهقين " أي بعيداً عن الأمراض الجنسية التي تأتي من العلاقات المحرمة فيبحون الإجهاض ويلزمون الزناة بلبس الواقيات حتى لات نتقل الأمراض ويحرمون الزواج بالطريق المشروع للشباب معارضين الفطرة والشريعة فقد قال صلى الله عليه وسلم " يامعشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج " وسن الشباب يبدأ من البلوغ وعلامته معلومة لا من سن 18 سنة كما يدعي مر وجوا دعاة منع الزواج المشروع

تدعي توكل : غير أن ما تقوله نظريات الطب النفسي هو أن هواة الزواج بالطفلة والرضيعة ومن يسيل لعابهم بحاملات مصاصات الحليب يعانون من شذوذ جنسي خطير وانحراف نفسي مدمر ومن الحمق أن يصغي اليهم أحد أو أن يأخذ احد احكام دينه وتعاليمه منهم !!

ـ الرد :ـ يا توكل لماذا هذا الافتراء ؟من اين هذه النظريات؟ ولماذا هذا التصوير البشع لأحكام الشريعة يا توكل لقد أقحمتي نفسك بكلام فيه مجازفة وتجاوز إن الزواج بالصغيرة أحكامه كالتالي:

1ــ حكمه جائز في الشريعة بالكتاب والسنة والإجماع والفطرة وبالعقل وعمل المسلمين

2ــ لم يقل أحد من فقهاء الإسلام باستحبابه ولا وجوبه وإنما هو في دائرة المباح مثله مثل تعدد الزوجات متروك فعله لمن شاء من المسلمين وبضوابط معلومة عند الفقهاء

3ــ عقد هذا الزواج مع استيفاء أركانه وشروطه صحيح نافذ و لا يصح بحال أن يقال عنه شذوذ جنسي بل هو موافق للفطرة السوية ومن فعله تقرباً إلى الله تعالى كان مأجوراً

4ــ لا يمكن لأب في قلبه شفقة على أبنته لو عقد لها على كفء بالزواج أن يزفها له إلا وهي مطيقة للوطء قادرة على تحمل أعباء الزواج فلن يسلم رضيعة أبداّ ولا صغيرة لا تقوى على الوطء ولو فعل ذلك لامكن محاسبته على هذا التعدي 

5ــ إن من يتبع تلك الأحكام لا يمكن أن يكون لديه شذوذ جنسي ولا انحراف ابداً "قل أأنتم أعلم أم الله "

توكل : ، وبالمقابل هل من المعقول أن نقبل بمثل هذا الافتراض الموبوء بأن من تجاوزن سن الثامنة عشرة ، هن الأقرب الى أن يفقدن العفة والشرف!! ، ترى بأي الأمثلة ستزودنا الوقائع الحياتية حول من هن الأكثر عرضة للانحراف ، أهن من تزوجن بعد الرشد أم من لم تزال في المهد صبية؟ !!

الرد :ـــ أقول إن الإغراءات الجنسية وأثارها وإلهابها عبر القنوات الهابطة وعبر الاختلاط والعلاقات المفتوحة كلها عوامل تجعل الآباء والأمهات في حالة وجل وخوف على بناتهم من الضياع فإذا تقدم للبنت من رضيه الولي في دينه وخلقه ثم لم يزوجها له فهو بهذا يكون عاضلاً لها منعها حق من حقوقها فإن كانت الفتن تحدق اليوم بشباب وفتيات المسلمين هذا يعونا إلى زيادة التأكيد على أهمية الزواج المبكر حفاظاً على العفة والشرف

رد آخرـــ والوقائع تزودنا بأن في الغرب وجد فتيات يلدن في سن الحادية عشرة من الزنا حتى قال رئيس الوزراء البريطاني "لا نريد أطفالاً يلدن أطفالاً " يا يسدة توكل نحن نغزى من الغرب والحصانة الداخلية ممددة من دعاة تحرير المرأة ومن دعاة الحرية الجنسية أفلا نحافظ على شبابنا بالزواج قال صلى الله عليه وسلم "فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج "

· توكل : إنها صغيـــــرة يروى أنه عليه الصلاة والسلام رفض طلباً لكلا صاحبيه أبي بكر وعمر أبديا فيه رغبتهما في الزواج بابنته "فاطمة" محتجاً بـ (( إنها صغيرة )) ، لاحقا وبعد أن غدت سيدتنا فاطمة كبيرة وافق عليه الصلاة والسلام على طلب ابن عمها "علي" بالزواج بها!

الرد :

1ــ عن ابن بريدة : عن أبيه قال : خطب أبو بكر وعمر فاطمة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( إنها صغيرة ) فخطبها علي فزوجها منه " رواها النسائي وابن حبان وغيرهما قال شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط مسلم

2ــ أن رفض النبي صلى الله عليه وسلم لفارق السن هذا الذي يفهم من الرواية ففاطمة رضي الله عنها ولدت قبل المبعث بقليل، وتوفيت سنة 11 بعد وفاة النبي بأربعة أو خمسة أشهر، عن عمر 24 أو 25 سنة .وتزوّجها عليّ رضي الله عنه سنة 2 في ذي القعدة أو قبلها ( كما ذكر الذهبي في ترجمتها في سير أعلام النبلاء )، فعمرها عند زواجها 15 أو 16 سنة .وتقديري أن خطبة أبي بكر وعمر وعلي رضي الله عنهم لفاطمة رضي الله عنها كانت بعد الهجرة إلى المدينة وقبل ذي القعدة سنة 2 .ومات أبو بكر رضي الله عنه سنة 13 عن عمر 63 سنة، فعمره حين خطبها 52 سنة، فكان الفارق بينهما 36 سنة .ومات عمر رضي الله عنه سنة 23 عن عمر 63 سنة، فعمره حين خطبها 42 سنة، فكان الفارق بينهما 26 سنة . ومات عليّ رضي الله عنه سنة 40، وولد قبل البعثة بعشر سنين، فعمره حين تزوّجها 22 سنة، فكان الفارق بينهما 6 أو 7 سنين .

3ــ ولعل الرسول صلى الله عليه وسلم رغب بتزويجها من علي رضي الله عنه ولم يرد ابابكر وعمر إلا بقوله "فإنها صغيرة " ولم يقل أنها لا تحل لكما

4ــ وقد تزوجها علي رضي الله عنه وعمرها عند زواجها 15 أو 16 سنة كما قال الذهبي ولم يزوجها الذي حدده دعاة التغريب فعل نتبعه أم نخالف هديه

 5ـــ قد يكون سبب في الامتناع من تزويج ابنته لأنه ليس لازماً فعله على الأولياء ففي الحديث دليل للأولياء أن يختار أن يزوج موليته أو لا يزوجها ولا يجوز لأحد أن يرغمه أن لا يزوجها إلا في سن 18 سنة

6ـــ ومما ورد من فعله مما يدل على جواز الزواج من الصغيرات عن عائشة صلى الله عليه وسلم ـ رضي الله عنها ـ : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوجها وهي بنت ست سنين ، وأدخلت عليه وهي بنت تسع ، ومكثت عنده تسعاً ) أخرجه البخاري (5 / 1973 ) .قال الداوودي : وكانت عائشة قد شبت شبابا حسنا .

 وعن عروة بن الزبير قال : ( توفيت خديجة قبل مخرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة بثلاث سنين فلبث سنتين أو قريباً من ذلك ونكح عائشة وهي بنت ست سنين ثم بنى بها وهي بنت تسع سنين ) أخرجه البخاري (3 / 1415

فقد زوج علي رضي الله عنه ابنته أم كلثوم ـ رضي الله عنها ـ بعمر بن الخطاب رضي الله عنه وهي جارية لم تبلغ .(الطبقات الكبرى 8 / 463) .

وقال الإمام الشافعي ـ رحمه الله تعالى ـ:"وزوج غير واحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنته صغيرة ."

ثالثاً : الإجماع : أجمع علماء الأمة على جواز تزويج الصغيرة ولم يخالف في ذلك أحد كما حكى ذلك الإمام النووي وابن بطال والمهدي في البحر الزخار وابن هبيرة وابن رشد والمهلب وابن عبد البر وابن المنذر وابن قدامة ، قال ابن المنذر ـ رحمه الله تعالى ـ : " أجمع كل من نحفظ عنه من أهل العلم أن إنكاح الأب ابنته الصغيرة جائز إذا زوجها من كفء " .

وقال ابن بطال ـ رحمه الله تعالى ـ : " أجمع العلماء أنه يجوز للآباء تزويج الصغار من بناتهم .... ، إلا أنه لا يجوز لأزواجهن البناء بهن إلا إذا صلحن للوطء واحتملن الرجال ، وأحوالهن في ذلك تختلف في قدر خلقهن وطاقتهن " .

وقال ابن قدامة ـ رحمه الله تعالى ـ : " وأما الإناث فللأب تزويج ابنته البكر الصغيرة التي لم تبلغ تسع سنين بغير خلاف إذا وضعها في كفاءة " الشرح الكبير ( 20 / 119 ) .

توكل : يعصمنى من الوقوع ضحية لتلك الفتاوى والأقوال المسيئة إلى ذاته السامية حزمة من القيم ، أؤمن وأعتقد انه عليه الصلاة والسلام يدور معها حيث دارت وأنه الكمال والسمو الإنساني والعظمة تمشي على الأرض . علاقة راشدة .. وأسرة مستقرة

الردــ   هذا الكلام يناقض ما في المقال من تجاوزات على شريعة الله وعلى سنة نبيه صلى الله عليه وسلم و لا يعفيك من السؤال بين يدي الله تعالى وقد وقعت ضحية للهوى و التخرص و جانبتي الصواب والحق في مقاللك و تهجمتي على القيم و وعلى علماء الإسلام ورثة النبي صلى الله عليه وسلم ولو كنت متمسكة بالشريعة ومعتصمة بهدي الرسول صلى الله عليه وسلم ما كان قلمك سيكتب مثل هذا المجازفات نسأل الله لك الهداية والرشاد

توكل : سيجري توظيف العلم لخدمة اللامعقول وستسمعون من يسرد اكتشافاته في علم وظائف الأعضاء للقول أن المرأة القاصرة جاهزة للحياة الأسرية المتكافئة مع الزوج الراشد، إن الاستجابة العمياء لهذا الهوس غير المعقول سيجعل حياتنا كلها تدور في حلقة مفرغة لا تغادرها ابدا.

الرد ــ ـ ألم تقولي بأنك معتصمة بهدي الرسول صلى الله عليه وسلم فلماذا تصفين حكم الله تعالى بأباحة الزواج المبكر بالهوس بل الهوس هو العهر والفساد

رد آخر ولا داعي لاستخدام مصطلحات تلبيسن بها على الآخرين وهي من مصطلحات الغرب " المرأة القاصرة" لا يوجد قصور في تحمل أعباء الأسرة بل المرأة المسلمة بما آتاها الله من التقوى والإيمان قادرة عل تحمل المسؤولية كاملة لديها من المواهب والقدرات على أن تكون أماً حنونة وزوجة صالحة والذي خلقها أعلم بمصلحتها منك "ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير "

رد ثالث ــ نحن لا ندور في حلقة مفرغة إننا لسنا في شك من ديننا ونعلم تماماً ما نقول ولسنا في هوس ولا نخاصب الناس إلا من خلال شريعة سمحة كاملة لايصلح زمان ولا مكان إلا بامتثال أحكامها والذي يأتي بالتشريعات من الغرب الكافر ومن دعاة الحرية هم أصحاب الهوس وهم دعاة اللامعقول وستظهر لك الأيام مالاتعلمين

توكل : العفاف لا يكفله مجرد الزاواج هكذا كيفما اتفق ، أزعم أن العلاقة الزوجية إن لم تكن قائمة على أساس راسخ من المعرفة والالتزام بحقوق الأخر وبحيث تتسع لتشبع كل ماله علاقة بالاستقرار والتفاهم الأسري وفي جو من التشارك والود والرحمة المتبادلة ، إن لم تكن كذلك فإن الحياة الزوجية ستنقلب الى جحيم تكون العفة اول ضحاياه

الرد ــ  كلام صحيح في الجملة ولكن أشم من قولك "هكذا كيفما اتفق" على أن الزواج المبكر عبث وخطأ وليس من الحكمة فأقول من يقول ذلك فأنه قد اسقط نفسه في الهاوية من حيث أنه يصف حكم الله تعالى بالعبث وفعل الرسول صلى الله عليه وسلم ". كيفما اتفق" بالخطأ والزلل الم تعلمين أن شريعة الرحمان كاملة فيها الحكمة البالغة وفيها أحسن الهدي وفيها تمام الأحكام وتمام المقاصد الحسنة وأن خلافها هو الزيغ والهوى

توكل : أزعم ثانياً .. أن الراغبين في الزواج المبكر والمدافعين عن زواج القاصرات محرومين معرفياً على الأقل من كل تلك المعاني ، ولا سبيل لأن تعد إحدى مكونات أدمغتهم الجامدة ..!

الرد ــ لا لسنا محرومين من المعرفة بل نحن أخذناها من مصادرها وأرجعناها وسلمنا حياتنا إلى خالقنا ورضينا بحكمه وسندافع عن شريعته ومما نعرفه ولا تعرفينه يا توكل أننا نعتقد أن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وأن الله تعالى أختار لنبيه خير الأمور وأكملها ثم أمرنا بالتحاكم لشريعة الرسول صلى الله عليه وسلم واقسم قسماً بذاته العلية أنه لن يكمل إيماننا إلا بالرضا والتسليم والقبول لذلك الحكم فقال تعالى " فلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً "النساء65

· توكل : نحو مجتمع مفتـــوح الخوف على العفة غدا فقط وسيلة ناجعة لحرمان المراة من المشاركة في الحياة العامة ،

الرد ــ إن كان هناك مفسدة واضحة من خروج المرأة للعمل المشروع المباح شرعاً وقد يؤدي خروجها إلى الوقوع في الفتنة أو الخدش في عفافها فخروجها معصية وحرام شرعاً هذا من شروط عمل المراة ولا تنازل عنه

رد آخر ــ وماذا تقصدين من المشاركة العامة أخشى أنك تريدين دعوة النساء المسلمات إلى الولاية العامة المحرمة في الشريعة والتي تخالف مقتضى فطرتها وقد قال صلى الله عليه وسلم "لا يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة" رواه البخاري

توكل : والملاحظ أنه في كل الثقافات والأمم يجري توظيف الدين لتعميم هذا الحرمان ودوما تلعب الفتاوي الدور الأبرز للفوز بالمعركة اللاأخلاقية ، مثلما يجري تسليط الاضواء على الخطيئة التي ترتكبها امرأة .. في حين ينسى الغيورون على الفضيلة أن للخطيئة طرفاً آخر يسامحونه ببساطة ، تقول العادات أن "منتهكي العفة" من الذكور يجري مسامحتهم بسهولة وفي كثير من الاحوال تغدوا بالنسبة للذكور جناية دون جسيمة اجتماعياً ودينيا ، واقول دينيا لدى المتصدرين للفتوى والمشتغلون في تديين التراث واسلمة التقاليد !

 الرد : الفتاوى التي يكون لها دورفي الدعوة إلى الفساد هي الفتاوى التي تأتي من دعاة التغريب والمنجرفين وراء الانفتاح على الأعداء اللاهثين وراء المكاسب المادية

ــ نحن نغار على المرأة المسلمة فندعوها إلى العفة والبعد عن الاختلاط وإذا تقدم لها من ترضى دينه وخلقه فلتسارع إلى الزواج لأنه من تمام العفاف و لاتسمع لدعاة التغريب الذين لا يريدون لها خيرا

ــ وفي المقابل ندعو إلى محاسبة المنتهكين للأعراض المتجاوزين للحدود وهذا أمر مستغرب من توكل أن ترمينا بأننا لانهتم به ولا نعده أمراً جسيماً بل أننا في دفاعنا عن حكم الزواج المبكر إنما نرغب في حماية الأعراض لان قانون تحديد سن الزواج لو أقر بسن 18سنة فمعناه أن الشاب الذي يتعرض لأعراض المسلمات دون هذا السن لا يعد مجرماً والقانون لا يحاسبه والفتاة مثله إذا كانت راضية فمن إذن هم حماة الفضيلة نحن ام من يريد أن نسير وراء الغرب المتهتك ؟

ــ وزعمك اننا نمارس تديين التراث و أسلمة التقاليد !إن حياتنا نحن المسلمين خاضعة لشريعة سائرة على دربها مثل هذا التشغيب لن يزيدنا إلا تمسكاً بما نحن عليه وقولك تديين التراث لا خير في أي شيء نفخر به أعز من ديننا وتراثنا إن لم يكن من صميم الدين والإيمان فهو تراث لاغي لا خير فيه

ـــ وزعمك بأننا نأسلم التقاليد فتقاليد أهل الإسلام لابد أن تكون نابعة من الدين أوفي أقل الأحوال لا تخالفه وإن وفدت علينا تقاليد من غيرنا فعلينا لازماُ أن نعرضها على الشريعة وإلا حذرنا منها وبينا عوارها ودعاة التغريب يريدون أن يصوروا كثيراً من الأحكام الشرعية بأنها مجرد تقاليد وهذا من التلبيس المتعمد من أجل تزهيد المسلمين من الالتزام بها وهذه الأساليب أصبحت مكشوفة ولم يعد الناس ينخدعون بها 

توكل : سأتحدث عن مجتمع مفتوح تلقائي للرجل والمراة كحل نهائي للتعايش بعيداً عن العقد وكضامن لاحترام الذوق العام والإعلاء من العفة والكرامة الانسانية ، وفي المقابل فان ذلك لن يحدث ابدا في ظل القسر والاكراه والارهاب الفكري والوصاية على العقل والروح .

لماذا نجد أنفسنا في الدول ذات المجتمعات المفتوحة أقل عرضة ومطاردة من آكلي اللحوم البيضاء .. ؟! ، في المحافظات الجنوبية مثلا لماذا نجد انفسنا اكثر حرية نسبياً ، نعيش هناك وقد أمِنا لبعض الوقت الملاحقات ونظرات الذهول والفضول الراغبة في سحق الفضيلة ؟!، لماذا بإمكاننا أن نأكل في مطعم شعبي مثلا دون تكلف او غواية او اغواء ودون ان نشعر اننا لسنا كاتنات فضائية هبطت للتو ؟! هل أستطيع ان أزعم أن الواحدة منا تشعر هناك أنها ليست نعجة كل من هم في الجوار ذئاب وآكلي لحوم النساء !! فما الفرق .. ؟ الأكيد ان السر لا يكمن في وفرة المفتون ومنابر الافتاء ، بل يعود لوفرة الحرية ومساحة المالوف التي كانت اكثر وفرة هناك يوما

الرد ــ حسبنا الله ونعم الوكيل كيف لمسلمة في بلاد الإسلام تقول مثل هذا الكلام ؟!!! عجيب ما أحلم الله علينا كيف توصف شريعته بأنها عقد وأنها اكراه وإرهاب فكري إنك ياتوكل قد وقعتي في معصية كبيرة أدعوك إلى التوبة والندم وأخشى عليك من سخط الله وعقابه فإنه يمهل ولا يهمل لاحرية للمرأة المسلمة العفيفة إلا في ظل احكام الإسلام نعم إن المرأة إذا أختلطت بالرجال في الأسواق وخرجت إالى المقاهي في أمام ذئاب بشرية لن ترحمها بل ستخدش في حيائها قال صلى الله عليه وسلم "إذا خرجت المرأة استشرفها الشيطان" أي تسلط عليها وزينها للآخرين وأغراها بالحرام واغراهم بها وانظري إالى قول الله تعالى " وقرن في بيوتكن ولاتبرجن تبرج الجاهلية الأولى "فالأصل في المرأة القرار في البيت فهو مملكتها وحصنها والتعبير بالقرار يدل على اللزوم مطول المكث وإذا خرجت لحاجتها فهي ليست حرة من الشريعة والقيم بل لابد أن تخرج متقيدة بالضوابط الشرعية في الخروج ولهذا جاء في الآية" و لاتبرجن تبرج الجاهلية الأولى"

توكل :· دعوة للإصلاح والتجديد الديني :يحرص بعض الدعاة والمتصدرين للوعظ على اختزال المعروف الى شعائر ومظاهر هامشية ، مثلما يصرون على اختزال الفضيلة الى كل ماله علاقة بتواري المرأة وراء الأسوار .

الرد    لا والله هذا افتراء وكذب إن الحفاظ على المراة المسلمة ودعوتها للالتزام بالشريعة ليس امراً هامشياً الدعوة للعفاف والستر والحجاب ليس أمراً هامشياً إن أحكام الله أنزلها إلينا وما علينا إلا الأمتثال والأنقياد لها وإننا والله ندعو إالى التقيد بالدين كله بكل فرايضه وتشريعاته ومن ذلك ما يخص المرأة المسلمة من أحكام

توكل : مخرجات الفتاوي الدينية تدور حول المراة بكثافة تختزل تقريبا الأغلبية الساحقة للمجهود الفقهي لاسيما في القرن العشرين وهو القرن المنوط به انجاز الاصلاح والتجديد الديني، وبدلاً عن جهود الاصلاح دار الجميع حول كل ماله علاقة بفتنة المرأة والنقاب والسفر والاختلاط وزواج الصغيرة بألفاظ وعبارات تتكرر معيدة ذات الضحالة والعهن !!

وهي بالمجمل اجتهادات لا تقوم على أساس من نصوص الكتاب وسيرة الرسول القويم، وبالإمكان القول أنها محاولات بائسة لأسلمة أساطير أبي لهب واضفاء صبغة القداسة على إرث الآباء وتقاليد الأجداد

الرد  ــ إن الغثائية التي تاتي بها توكل شيء مقزز ويثير الإشمزاز ويدعو إلى الحزن والأسى إلى ما وصلت إليه بعض بنات الإسلام كيف تتجرى على أن تصف أحكام الله بالضحالة والعهن !!.حاشا وكلا أن تكون الأحكام والفتاوى المستندة إلى الدليل ضحلة بل هي غاية الخير هي النور في بحر الظلمات هي الضياء في وقت الفتن هي العاصمة من التردي في الهلاك "َفلَولاَ كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُواْ بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مَا أُتْرِفُواْ فِيهِ وَكَانُواْ مُجْرِمِينَ }هود116إن دعاة الحق ومن سار على دربهم هم الناجون وإن الظالمين المجرمين هم دعاة الانحراف

توكل : يخيل إلي أن هناك اتفاق غير مقدس بين كثير من الخطباء مع الحاكم تعهدوا بموجبه بأن يجعلوا الدين بعيدا عن حياة الناس ومصالحهم و " ترك مالقيصر لقيصر" مقابل البقاء في منابر الخطابة ..!

وفي اليمن المنكوب بكل شيئ يغيب الكثير من العقلاء من رجال الدين لصالح أصحاب الفتاوى الفارغة ممن هم الأعلى صوتا والأقل فقهاً ، وحين تذهب لجرد الشخصيات فكرا واسهاما فبالمجمل ستجد نفسك أمام فكر ضحل يدور في الهامش واسهام ردئ لم يلامس تخوم المنكر الكبير والمعروف الواسع الذي عليه أن ينظم تفاصيل الحياة العامة المعقدة والمتشابكة والممتدة الى ميادين الاقتصاد والسياسة و الإدارة و الإعلام والتجارة. وفي الغالب يجري تسويق الدين اعتمادا على القسر والإكراه بعيدا عن القناعة وحرية الاختيار في اتباع أعمى لسنن الكنيسة ومقولاتها التي سادت إبان عصور الظلام.

الرد  ــ عجيب أمر هذا المقال والأعجب ان تحرص الكاتبة على أن تظهر نفسها مصلحة وحريصة على أمتها!!! كيف تدعي أنها تريد الخير وهي تنتقص الشريعة وعلماء الإسلام إن القلب ليتفطر كمداً من هذه الدعاوى على ديننا وملتنا أي تغيير تريد هذه أن تحدثه هذه وهي تكتب مثل هذا الطعن في الدين وفي حملته أعلمي أنك لست أهلا للتغيير راجعي حسابتك وأعلمي أنك ستسألين بين يدي الله تعالى وسيكون العقاب أليماً والأمر جلل فلن ينفعك لا مال ولا بنون ولا فداء ولا أحد من الناس أنا أحذرك من هذا الغرور والتمادي وأدعوك إلى التوبة والرجوع إلى الله فمازلت في فسحة من الأمر

توكل : لو لم يكن الدين في واد آخر بعيدا عن مصالح الناس الحياتية لما انشغل المتصدرون للدعوة والفتوى في معركة زواج الصغيرة بزعم ان مقاصد الدين وغاياته مرهونة بهذا الزواج المنحرف، في ظل انتهاك كبير يتعرض له عامة الناس يطال حقهم في الحياة والكرامة الانسانية وغياب العدالة ولانصاف ، وهي مقاصد الدين الكبرى غير أن بعض المتصدرين للفتوى يهيمون على هوامش حياة الناس مسجلين غيابا كبيرا للدين بعد أن نجحوا في اقناع الناس بأن الدين ليس سوى تلك الشعائر والمظاهر الثانوية .

 دعوني اقول اننا بحاجة ماسة إلى قدر من التنوير الثقافي الشامل اذا أردنا التمتع بالحد الادني من الكرامة الانسانية ، تنوير يحرر العقل من الأوهام ، والدين من القساوسة والرهبان ، والمجتمع من ويلات الفكر الكنسي وعبدة التقاليد والتراث .

الرد  ـــ نحن بحاجة بالعودة إلى الله تعالى وأن نظل متمسكين بهدي الرسول صلى الله عليه وسلم ونعمل لما يحقق عز ديننا وادعوك يا أيها القارئ الكريم أن لا تسمع لدعاة التغريب ودعاة حرية المرأة فهم لا يأتي منهم إلا كل بلاء وشر وفتنة التنوير الذي تدعيه توكل كرمان لم تعرفه البشرية إلا عندما أخذت بالإسلام عقيدة وشريعة والأوهام تعشعش في رأسك وفي رأس دعاة التغريب تظنون أنكم بهذا التشغيب تستطيعون صرف الأمة المسلمة عن دينها لن تقدروا على ذلك ونقول لكم موتوا بغيظكم وسنظل شوكة في حلوقكم مدافعين عن ديننا حتى يقضي الله جل جلاله بيننا وبينكم بأخراس ألسنتكم وكسر أقلامكم

ــ وتزعمين أنك تردين تحرير الدين من القساوسة والرهبان ، والمجتمع من ويلات الفكر الكنسي و عبدة التقاليد والتراث

الرد  لماذا تريدين تحرير المسلمين من دينهم تريدين أن يعودا إلى الجاهلية تريدين العودة إلى حياة المهانة والذلة بعد أن أعزنا بالإسلام ما هذا الهراء إن كانت الكنيسة في الغرب تسلطت على ظلماُ باسم الدين المحرف فثار الناس عليها فنحن في أمة الإسلام ديننا باق لم يحرف محفوظ إلى أن يرث الله ومن عليها وإذا التزمنا منهاج الإسلام سعدنا وصلح حال أمتنا وكنا سادة الدنيا

 .ـــ لسنا والله عبدة التقاليد والتراث يا دعاة التغريب بل أنتم دعاة الهوى والزيغ كفوا عن التعرض لديننا وقيمنا كفوا عن التهجم على علماء الأمة ورثة الأنبياء ,ولا ترموا الآخرين بما أنتم واقعين فيه من استجداء الغرب ومحاولة إرضائه

ــ يا ربنا ندعوك ونحن مبتهلين لك أن تحكم بيننا وبين هؤلاء بالحق فأنت خير الحاكمين يا ربنا اكفنا شرورهم واجعلنا من حماة دينك ومن من لا يخاف فيك لومه لائم 

  وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

* عضو رابطة علماء المسلمين


في الأحد 11 إبريل-نيسان 2010 05:54:02 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m2.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m2.marebpress.net/articles.php?id=6860