تقدم الغرب وتخلف العرب
محمد الحذيفي
محمد الحذيفي

سؤال يطرح نفسه وبإلحاح لما ذا تقدم الغرب وتخلف العرب وما فائدة إنكار البعض لتقدم الغرب وإيهامنا بتقدمنا نحن العرب أو تسويق مبررات وذرائع وهمية لسبب تقدم الغرب وتخلفنا نحن العرب وهذا مجافي للحقيقة فالغرب متقدم في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والإجتماعية والمعرفية والتكنولوجيا والصناعية والتعليمية والعسكرية ويشهد نهضة حضارية غير مسبوقة شئنا ذلك أم أبينا فالحقائق والواقع يقول ذلك , بينما نحن العرب متخلفون بل في قمة التخلف فبماذا تقدمنا غير بإنتاج التخلف , والتسول والجهل , والاستبداد , ونهب الثروات , والكذب , والغش , والرشوة , وخيانة العهود والمواثيق وكل ما هو مناقض لقيم وأخلاق وتعاليم الدين .

قد يفهم البعض أو يضن أننا من المنبهرين بالحضارة الغربية وهذا غير صحيح بالمطلق لكن أليس هذا هو الواقع أليس الغرب ينتج و يصنع ( بضم الياء وتثقيل النون ) يخترع ويبتكر يحافظ على المهارة والكفاءة ونحن للأسف نلهث وراء ( العهارة ) مع الاعتذار الشديد لاستخدام هذا المصطلح أو هذا اللفظ ومع سحبي لهذا اللفظ لكن أليس هذا هو الواقع وأليست هذه هي الحقيقة , ألا نستورد كل احتياجاتنا من الغرب حتى سجاجيد الصلاة ومسابح الاستغفار وفرشاة الأسنان وسفر الطعام بل وكل ما لا يصدقه العقل بربكم ما ذا أنتجنا وما هو نوع تقدمنا وبماذا تقدمنا ؟.

ماهي منتجاتنا الفكرية والثقافية والصناعية والعسكرية التي نباهي بها العالم وننافس بها الغرب في عالم الإنتاج والتقدم والصناعة ؟ غير المآسي والاقتتال والتناحر والشقاق والاختلاف ويا ليتنا نختلف فيما هو مفيد للأمة لكننا نختلف فيما يسيء للأمة , الثوب قصير والثوب طويل , والتصوير حلال التصوير حرام , النقاب للمرأة من أصول الدين ومن أركان الإيمان , النقاب للمرأة رمز للتخلف والانحطاط وتركنا هذه المرأة تعيش في غياهب الجهل والتخلف وتنتج وتربي أجيال مشوهة متخلفة جاهلة سهل انقيادها وراء أي دعوات هدامة أو غير هدامة تأتيها ومن أي جهة كانت دون وعي أو تمحيص .

 مناهجنا التعليمية متخلفة لا يستوعبها المعلم ناهيك عن المتعلم لا تواكب تطورات العصر وتقدمه العلمي والتكنولوجي أضف إلى ذلك رداءة المعلم وعدم كفاءته العلمية والمعرفية وعدم تأهيله والاهتمام به من قبل دولنا الرشيدة أما في الغرب فأكثر ما يهتمون بالمناهج العلمية وبمدى ملا أمتها للتطور العصر , وبكفاءة المعلم ويرصدون له أعلا الرواتب وأكثر الميزانيات فلا مجال عند هم للنقص أو الخلل في العملية التعليمية

أما المجال الديمقراطي وحقوق الإنسان فحدث ولا حرج أسألوا سجون الأنظمة العربية وابحثوا عن تقارير المنظمات الدولية لحقوق الإنسان ستجدون العجب العجاب وكأننا نعيش في العصر الفرعوني الذي قال القائل فيه ( أنا ربكم الأعلى ))(( ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد)) ولسنا في عصر أمة الإسلام الذي قال قرأننا فيه (( ولقد كرمنا بني آدم وحملنهم في البر والبحر )) والتكريم هنا لكل بني آدم بغض النضر عن دياناتهم التي يدينون بها أو جنسهم وقال القائل منهم (( متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرار )) أما الديمقراطية التي يتشدقون بها فهي ديمقراطية الكذب والتزوير ونهب الثروات وتزييف إرادة الناس ووعيهم بعكس ديمقراطية الغرب الذي يعد الفرق بيننا وبينهم كالفرق بين السماء والأرض في هذا الجانب أما مجال البحث العلمي فالعرب يهتمون بالإنفاق على مستحضرات التجميل وأدواته وعلى قنوات الغناء والرقص أكثر من إنفاقهم على مجالات البحث العلمي بعكس الغرب الذي ينفق على مجالات البحث العلمي أكثر مما ينفق على الأشياء الأخرى فخذ على سبيل المثال ما تنفقه كندا أو حتى إسرائيل التي نكن لها كل العداء فالدولة الواحدة من هاتين الدولتين تنفق على البحث العلمي أكثر مما تنفقه الدول العربية مجتمعة فتجد الغرب يمضى كل وقته بالاهتمام بعلوم الفضاء وما في باطن الأرض وفي علوم الذرة والهندسة الوراثية والطب والاستنساخ , وفي شتى العلوم المختلفة باختصار أن الغرب أكثر اهتماما بالعلم والمعرفة والتكنولوجيا أما العرب فبالله عليكم بماذا يهتمون غير اهتمامهم بمسابقة الإبل والنوق والهجن والزوارق والخيول والاصطياد في الصحاري والمعاكسة والتغزل بالنساء ولا يفتأون يديرون المعارك الضروس ضد ومع المرأة واختزلوا كل مشاكلنا وهمومنا وحياتنا بالمرأة بين مؤيد ومعارض.

بينما أثبت الغرب انه يقدس العلم والمعرفة ويمسك بنواصي العلم وأسباب التقدم وأثبتنا بلا منازع بأننا منتجون للتخلف بل وإحدى أدوات هذا التخلف صحيح قد يكون لهذا التخلف أسباب ومنها أننا وقعنا بين فريقين حاكم نصب من نفسه وصيا على الأمة وهو المتحدث باسمها والأعرف بمصالحها وعالم دين جعل من نفسه أبا روحيا بل ومأمور من عند الله بتسيير أمور الناس لكن هذا لا يعني أن نرمي بكل تخلفنا على هذه الأسباب فهذا هو ما جعلنا في تخلف مستمر وعكسه جعل الغرب في تقدم مستمر .


في الأحد 04 إبريل-نيسان 2010 02:17:41 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m2.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m2.marebpress.net/articles.php?id=6806