الرهينة عماد بن هامل مع التحية للأخ غالب القمش
الحاج معروف الوصابي
الحاج معروف الوصابي

لقيته في الديار المقدسة في ذات عمرة فتعارفنا فأحببته ، ثم تجددت الصلة به في أكثر من مناسبة في صنعاء وتباعدنا .

عماد بن هامل ، من أبناء حضرموت ، ومن تلك العائلات التي تحظى بالمحبة والمهابة والتأثير ، هادئ ، وقور ومقل في الكلام ، متدين وسطي وموزون ، ومن قيادات الإصلاح في المحافظة ورموز المشترك ، يعشق اليمن ، وتملأ الوحدة عليه كيانه ، ولقد حصل على أكثر من تكريم من الجهات العليا لمواقفه الوحدوية .

أتصل بي قبل أيام أحد فضلاء حضرموت ، وبعد الدردشة عن الأوضاع فاجأني بقوله ( عماد بن هامل معتقل)

كيف حصل ؟

أنقض عليه أشاوس الأمن السياسي فجأة والقوه في غياهب غرفة مغلقة .

قلت ربما كان عماد من أسقط علم الوحدة ورفع علم الانفصال ومعه العلم الأمريكي ، أو كان عماد هو من قتل القباطي تاجر الحلويات وأولاده ، أوكأن عماد هو من أحرق محلات أبناء المحافظات الشمالية ، وقطع الطريق ونهب السيارات ، أو أن عماد قام بتفجير خور المكلا ، ثم أردفت خيبة لك ياعماد ، عكست أملي فيك ، وأحبطتني نحوك .

أجاب صديقي لا هذا ولا ذك ، عماد ما يقتل بسة (قطة ) إنما أخذوه كرهينة بأخيه شاكر بن هامل الذي تطارده الأجهزة الأمنية يتهمة الانتماء للقاعدة .

الحق أن كلمة رهينة كانت كصعقة كهربائية أرعدت في ، فهل بعد كل هذه المسافة التي زعموا أن شعبنا اليمني قطعها في مضمار الحقوق والحريات والمواطنة والتنمية نعود مرة أخرى إلى عهد الرهينة وزمن العكفة والتعاويذ وخيرة الله عليكم .

اعتذر لسبتمبر وأكتوبر ومايو وأطأطئ رأسي خجلا .

ما يجري هو الفضيحة والعار والبرهان القاطع لصالح من يدعي أن اليمن تعود القهقري ، وتتدرع من جديد بالقهر والتخلف لإنتاج الرعوي بدل المواطن ، وعاملنا هناك بدل المؤسسات هنا .

ما ذنب عماد بن هامل إن زعموا أو صح أن أخيه شاكر ينتمي للقاعدة ، وعماد الإعلامي المستنير ، وصاحب الفكر والمنهج الذي يتناقض تماما مع عقيدة وفكر القاعدة .

والله سبحانه وتعالى قد أوصى ب ( معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده ) و( وان لا تزروا وزارة وزر أخرى)(وكل نفس بما كسبت رهينة ) وكذلك فعلت القوانين والأعراف .

ماذا يعني ويعكس هذا السلوك ومثله في محافظة حضرموت في وقت تنبعث وتتحرك فيه صيحات الانفصال فيما يشبه حركة اجتماعية في كل المحافظات الجنوبية ؟ فضلا عن أن النسيج الاجتماعي الحضرمي بطبيعته يتفاعل على انه عشيرة واحدة .

تكون ردود الفعل الرسمية بمثل هذه المعالجات التي تجر الساكن والباقي على وحدويته لان يتحرك ، وينتفض، بعد أن تدميه ، وتعكره ، وتفسد عليه حياته ، وبطبيعة الحال يتقدم الشخصي على المبدئي بفعل الضعف البشري وطبيعة الإنسان الذي خلق من عجل .

وبعيدا عن الوحدوي من عدمه ، أو الموالي للنظام من نقيضه ،فإن الظلم والتعسف بكافة صوره مرفوض ومدان بمعايير الأرض و السماء ، والشطط الرسمي لا يأتي إلا بشطط اجتماعي .

إني أربأ بجهاز يقوده السيد غالب القمش ، الذي يكن له الجميع الاحترام والتقدير ، والمهابة ، لا لمنزلته الرسمية فحسب ، إنما لاعتباره الشخصي والخلقي ، ومنزلته من الحكمة والعقل .

اربأ بالسيد القمش أن تجره وسائطه ومعاونيه ـــ على حين غبش من الرؤيا أو الظنون أو الحسابات الشخصية لدى هؤلاء ـــ إلى الظلم ، وهذا مرتعه وخيم ، والظلم الرسمي اشد فتكا وعقوبة من الله عن غيره من أصناف الظلم الأخرى ، لأنه يسحق ويمحق ويذل ، وتصل آثاره إلى شعاب مختلفة .

والظلم منه ما عقوبته أن يهلك ، ومنه ما يتبع الأهل والمال والحرث والنسل ، فلا يبقي ولا يذر ، وكلا بحسبه .

ومنه في الدنيا أيضا ما تكون عقوبته بان يسلط الله على الظالم من هو اشد بطشا وفتكا منه ، وقد كان في عدي وقصي صدام معتبر لأولي الألباب ، وتلك ديارهم ليست بعيدة ، وأيامهم لا زالت قريبة .

ما يقلق أكثر اليوم على مشهدنا اليمني أن هناك أشخاصا أو عائلات بريئة لا ناقة لها ولا جمل قد يكون بينها حسابات مع متنفذ ما ، فيسويها هذا الأخير مع فرصة مطاردة الارهابين ، فيقضي في ظل انحطاط قيمي من خصومه ما يشاء .

وقد بلغني أن الشائع اليوم في حضرموت بخصوص قضية عماد بن هامل هو أن الإبقاء على اعتقاله يعود لأسباب شخصية ليس أكثر ، مردها أن شاكر بن هامل المتهم بانتمائه للقاعدة قد توعد وهدد مدير الأمن السياسي شخصيا ، فامسك هذا بعماد وتحفظ عليه كرد فعل شخصي ..

والحقيقة أننا ندعوا الله ونتمنى السلامة لكل أبناء مؤسساتنا الأمنية ومثلها العسكرية ، ونحس بالقلق تجاههم ، ونتمنى في كثير من الحالات لو نفتديهم بالغالي ، ولقد تألمنا كثيرا للعامري ، وباوزير في حادث القاعدة في سيؤن وكذلك الشرجبي في مارب ، لكن كان يجب على إدارة هذا الجهاز في حضرموت أن تعي واجبها تماما ، فلا تجيره للشخصي ، وأن تنظيم القاعدة قد أعلنها في أكثر من مرة أن هدفه في جولاته الأخيرة هم القيادات الأمنية والاستخباراتية ، وانه متى ما قدر له الوصول إلى واحد منهم فلن يتوانى في قتله ، ثم أنهم وهذا الأهم لا يفرقون بين عمرو أو زيد ، وإنما قضيتهم كما يعتقدونها عقدية مبدئية ، ولا يجيرونها لشخص بذاته على أساس مكايدات شخصية .

Wesabi111@gawab.com


في الخميس 25 مارس - آذار 2010 08:04:49 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m2.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m2.marebpress.net/articles.php?id=6740