الدُرَّة.. فاجِعةُ الرَّحيل!
معاذ الخميسي
معاذ الخميسي

* يظلُّ لبرنامج (فتاوى) الإذاعيِّ أو التلفزيونيِّ نَكهةً خاصةً بوجود الأستاذ يحيىَّ ناصر الدُرّة الذي استطاع أن يُحقق بهِ نجاحاً كبيراً وأن يكسب متابعةً جماهيريةً غير عاديِّة مِنْ المشاهدين أو المستمعين..

* ووحدهُ- يحيىَّ ناصر الدُرّة- ظلَّ منفرداً بالنجاح لسنوات طويلة.. وهو يقدم رسالةً دينيةً تأخذ اتجاهاتٍ عِدّه في التربية.. وفي التعليم.. وفي الدعوة إلى استيعاب وفهم تعاليم ديننا وشريعتنا والعمل بما أنزله الله سبحانه وتعالى وبما جاء في سُنّة خاتم النبييِّن والمرسلين..

* ومع مرور السنوات.. لم نكن نشعر- إطلاقاً- بأن هناك شيئاً قديماً أو برنامجاً لم يأخذ بمتطلبات التطوير.. وكانت كل حلقة تُشكِّل جديداً مهماً.. ومطلوباً.. ويكفي أن كل حلقات (فتاوى) كانت تحظى بانتظار محدد بموعدٍ أصبح معروفاً لدى الجميع ليكونوا على التصاق ومعرفة بما يهمهم في حياتهم الدنيا.. وفي الآخرة..

* وباستمرار أداء هذه الرسالة الدينيِّة المهمّة كان الأستاذ يحيىّ ناصر الدُرّة قد وصل إلى درجة الإفتاء.. وعُرِفَ عِند كثيرين بأنه (عالم).. ومع ذلك كان أشدَّ حرصاً على التواضُع والابتعاد عن مسمَّى (عالم)..

* وكان في الاتجاه الآخر من حياته.. رَجُلاً عظيماً بما يحمله من حُبٍّ واحترام وتقدير للآخرين.. وبما عُرِفَ عنهُ من هدوءٍ وروحٍ عالية وقدرة فائقة على كسب ودّ وإعجاب من يقترب منه بأحاديثه الجميلة ذات البُعد الديني والوطني والتاريخي.. وبالحكايات التي كان يسردها بسلاسة وبأسلوبٍ شيِّق عن كثير من المواقف والمراحل التي مرّت بها اليمن ليؤكد من خلالها أين كُنَّا.. وأين أصبحنا!!

* ليست مرة.. بل مرات.. التقيته وتحدثت إليه.. وكنت أكثر حرصاً على أن أتجاذب معه أطراف الكلام.. وأن أسألهُ عن أشياء كثيرة.. فأجده غزيراً في معلوماته.. وذا أسلوبٍ مُختلف في حديثه.. وهو يقود من يسّتمع إليه إلى الأسلوب المُهمّ في شدّ انتباه الآخرين واحترامهم وتقديرهم..

* غير ذلك.. أنه شكل أنموذجاً رائعاً للأب الذي استطاع أن يُّقدِّم رجالاً يُشار إليهم بالبنان.. ومنهم شابٌّ ملأ ما حوله تقديراً واحتراماً لشخصه، هو عبدالوهاب يحيىَّ الدُرّة.. الذي ما يزال ذكره طيباً ومسكاً في محافظة ذمار التي تولى مسئولياتها.. وكذلك في محافظة لحج التي كان فيها مميزاً ومتوسداً قلوب الجميع..

* وشخصية مثل الأستاذ يحيىَّ ناصر الدُرّة أعتقد أن رحيله يمثِّل فاجعة مؤلمة لا نملك أمامها إلا الاستسلام والخضوع.. لأننا جميعاً على موعدٍ مع (الموت).. ومع فُراق هذه الحياة التعيسة بهمومها ومشاكلها ومتاعبها التي تسرق الوقت والسنوات دون أن يشعر الإنسان ليبقى الرهان على الزاد الذي أعدَّه كل واحدٍ مِنَّا للحياة الآخرة..

* وشيءٌ أكيد.. ما كتبتهُ.. وما شعرتُ به يحاصر أحاسيسي وأنا أشاهد الآلاف تشيع جثمانه الطاهر.. لا يصل إلى منح رجل فاضل وأستاذٍ جليل حقه.. وإنما جزءٌ مما يستحقه.. وإن كان الوقت مُتأخراً.. وبعد أن أغمض عينيه وودَّع الجميع (فجأة)!!

* إنها.. سطورٌ أشعُر بأنها مطلوبةٌ جداً عندما يكون المُصابُ جللاً والخسارة فادِحة.. وعند أن يودعنا أستاذ أخلص لمهنته ولوطنه.. فهو أقلُّ الوفاء.. إن كان ثمَّة وفاء يعيش بيننا.. واللهم ارحمنا من بعده..

* وقفات

* الدكتور نديم الترزي مدير مرور أمانة العاصمة تجاوب مع ما تطرَّقتُ إليه في الأسبوع الماضي.. وأكد أن الخطأ وارد.. والرسالة الإعلاميِّة تساعد في تجاوز أيَّ سلبيات.. لكن عتبه قائم في أن النظر للإيجابيات ليس كما هو للسلبيات!!

* بعض مسئولين حولوا وزارات ومصالح وهيئات حكومية إلى (شبابيك) يقف أمامها طابور طويل.. عريض.. وكأن كل شخص أمام (شُبَّاك) أحد السجون.. وهم جميعاً يبحثون عن إنجاز معاملة.. أو قضاء مصلحة.. من يحاسبهم؟!

* وزارة التربية والتعليم أجادت بعقد ورشة عمل حول تعزيز قيم الولاء والانتماء في المناهج الدراسية.. والخُلاصة مهمَّة.. وننتظرها.. هذا إذا لم تتحول الورشة إلى حبرٍ على ورق!!

moath1000@yahoo.com


في الخميس 18 مارس - آذار 2010 05:50:12 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m2.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m2.marebpress.net/articles.php?id=6699