عندما يصبح العلماء والقضاة شعراء للبلاط السلطاني –

 مأرب برس / خاص 

 

أي هيبة للعالم او القاضي او الفقيه اذا تحول شاعرا يقف بابواب الحكام يستجدي منهم العطايا والمنح ؟؟؟ أي هيبة للقضاء اذا تساوى القاضي شريح مع الحطيئة ؟؟؟

ايبقى للعلم جلالته ومكانته اذا تساوى الامام احمد بن حنبل مع مهيار الديلمي او ديك الجن ؟؟ وهل يبقى الفقه فقها اذا اضحى ابو دلامة او ابو نواس مساويا لابي حنيفة ؟

لا والله .... وما وصل حال الامة الى هذا الحد الا بعد ان سقط علماؤها وفقهاؤها وقضاتها في وهدة سحيقة وسحبوا الامة معهم اليها ولن ترقى الامة الا ان يعودوا اعزة لا يخافون في الله لومة لائم ولا يلوذون بحمى غير حمى الله .

اما الوقوف بين يدي السلاطين بكل ذلة وخضوع والسكوت عن خطاياهم او موافقتهم عليها او تبريرها لهم فذلك مما ابتلى الله به هذه الامة في حاضرنا فلم يعد للعلماء مكانة او منزلة او هيبة .

ولان التذكير يكون للمؤمنين لانهم من يستفيد من الذكرى " فذكر ان الذكرى تنفع المؤمنين " نورد نزرا من اقوال الرسول التي تحذر من مداراة اهل العلم للسلطان والسعي اليه ومخالطته .

اخرج ابن ماجه بسند رواته ثقات ، عن ابن عباس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "إن أناسا من امتي سيتفقهون في الدين ويقرؤون القرآن ، ويقولون نأتي الامراء ، فنصيب من دنياهم ونعتزلهم بديننا ولا يكون ذلك كما لا يجتبى من القتاد الا الشوك ، كذلك لا يجتبى من قربهم الا الخطايا "

قال رسول الله " ... وما ازداد أحد من السلطان قربا الا ازداد من الله بعدا " اخرج الترمذي وصحه ، والنسائي ، ....... والحاكم وصححه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " سيكون بعدي امراء فمن دخل عليهم وصدقهم بكذبهم ، وأعانهم على ظلمهم ، فليس مني وليس بوارد الحوض ومن لم يدخل عليهم ، ولم يعنهم على ظلمهم ، ولم يصدقهم بكذهم ، فهو مني وأنا منه وهو وارد على الحوض " " اذا قرأ الرجل القرآن وتفقه في الدين ، ثم اتى السلطان ، تملقا اليه وطمعا لما في يده خاض بقدر خطاه في نار جهنم "وأخرج الديلمي عن ابن الخطاب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله يحب الامراء اذا خالطوا العلماء ويمقت العلماء اذا خالطوا الامراء ، لأن العلماء اذا خالطوا الامراء رغبوا في الدنيا والامراء اذا خالطوا العلماء رغبوا في الاخرة "

وعن ابن عمر ان الرسول صلى الله عليهوسلم قال : " من قرأ القرآن ، وتفقه في الدين ثم اتى صاحب سلطان طمعاً لما في يديه ، طبع الله على قلبه " وعن ابن مسعود " إن على ابوب السلطان فتنا كمبارك الابل لا تصيبون من دنياهم شيئا الا اصابوا من دينكم مثله " وعن ابن مسعود ايضا " يدخل الرجل على السلطان ومعه دينه وفيخرج وما معه شيء "الداخل على لسلطان متعرض لأن يعصي الله غما بفعله ، وإما بسكوته وإما بقوله وإما بإعتقاده .

وأما دعاؤه فلا يحل له الا ان يقول " أصلحك الله أو وفقك الله للخيرات أو طول الله عمرك في طاعته " اما الدعاء له بطول البقاء وإسباغ النعمة فهذا مما لا يجوز .

قال رسول الله " من دعا لظالم بالبقاء ، فقد احب ان يعصى الله في أرضه " فاذا جاوز الدعاء الى الثناء فيذكر ما ليس فيه ، فيكون كاذبا أو منافقاً أو مكرما ً لظالم ولقد سرد بعضا من الاحاديث النبويه في هذا الباب دون تعليق فهي اوضح من ان تشرح . فهل بعد هذا يصح لاهل العلم ان يقفوا بابواب السلاطين شعراء مداحين متملقين متزلفين وهم حملة العلم وورثة النبوة . بل يجب ان يكون شعارهم اذا دعوا الى تلك المجالس ان يقولوا ما قاله الشيخ الشاطبي عندما طلب الامير عز الدين حرسك منه الحضور فكتب اليه قل للأمير مقالة من ناصح فطن نبيه ان الفقيه اذا أتى أبوابكم لا خير فيه وفي الاخير اهدي هذه الكلمات التي لا اجرؤ على تسميتها شعرا الى صاحب الفضيلة الذي وقف في رمضان يكيل المديح للحاكم وحزبه ويهجو مخالفيه

ويصفهم باقذع الالفاظ وهو القاضي الفطن الذي يعلم انه لا يقضي القاضي بعلمه ولا يقول برأيه فكيف يمالي الحاكم ويمدحه ويقضي بفساد مخالفيه وضلالهم .

ياحضرةالقاضي ياشوكةالميزان

في الارض انت خليفة الرحمن

احكم بعدل اذا ما جاءك الخصمان

في حضرتك انت لا اهل لا خلان

هذا اخي شل النعاج والضان

وزاد شل الحضيرة مع الخرفان

معه العساكر معه المشايخ معه الاعيان

وبالملايين اشترى انسهم والجان

وانا الفقير والمسكين والغلبان

له الاذاعة مع الصحافة مع الاعلان

له المنابر كلها مع الميدان

الغاز والنفط حقه وانا ليا الدخان

البنك ملكه وانا الفقير طفران

وبعد هذا انا في شرعتك غلطان

لي الهجا منك وله المديح الوان

ياسيدي هذا القضاء للعدل والاحسان

مش للقوافي ولا للنظم والاوزان

وماهوش( لزامل) ولا (باله) ولا( للدان )

ولا منابر لكيل المدح للسلطان

وين العدالة ياسيدي اذا ما كان

الخصم والقاضي عندكم سيان

احذر جنابك من الزلات والنسيان

من زل باء بالذل والخسران

وافقه رعاك الله حكمة الديان

في الجنة واحد وفي الجحيم اثنان

 


في الجمعة 13 أكتوبر-تشرين الأول 2006 12:02:16 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m2.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m2.marebpress.net/articles.php?id=623