إلى متى...
معاذ الخميسي
معاذ الخميسي

من الذي يحب أن يعيش وسط أجواء عشوائية تكثر فيها المخالفات والمظاهر العبثية وتنتشر الخروقات والتجاوزات على النظام والقانون .. وعلى المبادئ والأعراف ..

بالتأكيد جميعنا لا يريد ذلك .. ولا يتمناه .. لكن واقع الحال في اتجاهات كثيرة يؤكد المخالفات ويؤسس لتعامل دائم مع العشوائية ..

لا تذهبوا بعيدا .. فما هو حادث في الشوارع والأسواق وفي المكاتب الحكومية أو الخاصة بمختلف أنواعها يؤكد أن الغالب اعتادوا على التجاوزات وعدم التقيد والالتزام بالأنظمة لأنها تفقدهم القدرة على جمع مصاريف اليوم .. وحق القات .. وغير ذلك !

إن لم تستوعبوا .. عليكم بالتدقيق في الشواهد التالية لتعرفوا أن الالتزام أصبح من الأشياء غير المرغوبة - إطلاقا- والعارفون ببواطن الأمور لديهم التفاصيل التي تشرح أسباب الضرب بالقوانين عرض الحائط والتشبث بالمزيد من التجاوزات !

تكثر مظاهر افتراش الطرق والأرصفة وإيذاء المارة مع أن تعاليم الشريعة الإسلامية شددت على إعطاء الطريق حقه وعدم التعرض للمارة بأي أذى .. وشاهد الحال ما يحصل من قبل الباعة المتجولين والبساطين الذين لم يتركوا للناس حاجتهم في جزء من الطريق ليمروا بسلام وخاصة النساء والأطفال وكبار السن .. والطامة أن بعض -إن لم أقل أغلب- الجهات المختصة بضبط المخالفين والحفاظ على القوانين تواصل نزولها الميداني اليومي .. وأحيانا صباحا ومساء ليس لإنهاء المظاهر المخالفة ولكن لابتزاز البساطين والباعة المتجولين .. وتهديدهم بالقبض عليهم وإيداعهم السجن ومن ثم المساومة على طريقة الدفع وتحديد المبلغ .. ليعود البساطون إلى مواقعهم وإلى عشوائيتهم من جديد ويستمروا هدفا للمختصين بالضبط متى ما دعت الحاجة .. وما أكثرها !

البائعون للقات .. هم أيضا يشكلون هدفا مهما لمثل تلك الجهات ولمندوبيها الذين يتميز غالبتهم بالفضاضة في القلب والقسوة في التعامل .. وتحت مبرر أنهم يبيعون القات في سوق عشوائي ومخالف .. أو أنهم يتهربون من الضرائب .. يجد أولئك المتخصصون في الإيذاء ضالتهم لا لرفع الإيرادات من المخالفات أو لإلزام المتهربين بالدفع لخزينة الدولة .. ولكن للمساومة .. ولإشباع بطونهم .. وبطون من يرسلونهم !!

حتى عندما يذهب المواطن إلى أي مؤسسة أو دائرة حكومية خدمية .. يجد أمامه الأبواب مقفلة .. والوجوه مكشرة.. والمختصين يتكلمون من أنوفهم بشخيط ونخيط .. ولن يستطيع فك تلك الطلاسم التي تواجهه إلا بتجاوز القوانين وفهم طرق الاختراق للجيوب والعقول !

في جولة المرور .. قد تجد أحد رجال المرور في انتطارك يطلب وثيقة الملكية .. ثم رخصة القيادة .. ثم بطاقتك الشخصية .. ثم .. ثم .. وإذا ما وفرت له كل ما يريد .. قد تفاجأ بأنه يطلب منك شهادة صف سادس على سبيل الدعابة ولا يُخفي ابتسامته .. ثم يقول كلك نظر يا أستاذ .. وبعض آخر قد يسارع إلى تحرير مخالفة ويصارحك القول أيهما أفضل أن تدفع الفين أو أكثر أو تدفع ألفا وتذهب إلى حال سبيلك !

  ربما تحتاج لاستخراج بطاقة شخصية .. أو جواز سفر .. أو شهادة ميلاد .. أو إنجاز أي معاملة .. فلا بد وأن تكون ملماً بما تعنيه مقولة "الجيوب الدافئة " وكيف يجب أن تبحث عن أقصر الطرق .. وأن تبتعد عن ما قد يظهر من صعاب وعراقيل !

يقودك القدر إلى قسم شرطة .. أو نيابة .. أو قضاء .. لا بد وأن تشعر بما يحصل من تجاوزات .. وقد يقل الأمر في القضاء .. لكن في الأقسام يكون الأمر واضحا وجليا .. والغالب يتعامل معك بطريقة "معك قرش تسوى قرش "!!

أحينا .. وربما كثيرا .. تتصاعد حالة التجاوزات والمخالفات .. وحين يصل البعض إلى من يمتلكون القرار ويتولون المسئولية تحاصره الاحباطات وتظلم الدنيا في وجهه .. فكل شيء موقوف .. ممنوع .. غير مسموح .. مخالف .. وبمجرد أن يأتي من يجيد لعبة "التفاهم" يمر قلم المدير أو المسئول على الورقة بسرعة .. ليؤشر .. ويوجه .. باستكمال الإجراءات .. وبعضهم يضيف "مع الاهتمام "!

المخالفات .. والعشوائية .. والعبثية .. انتشرت واستفحلت .. وهي أهم وأبرز عناوين الفساد .

أسأل .. وأتساءل .. ومعي كثيرون : متى يختفي كل ذلك .. أو بعض منه .. فأجد الجواب يأتي في المزيد منها !!

الطامة أن نشعر بأن ذلك يمارس تحت (تشجيع) .. وفي أقل الأحوال (تغاضي) بعض من هم على مرسى المسئولية .. فلا يريدون حزماً ولا نظاماً .. ولا ما يجفف منابع (الإيرادات) الخاصة !

ربما أن ما ذكرته من تجاوزات ليست ذات أهمية عند البعض .. وهناك تجاوزات أهم وأكبر تحتاج للكشف والمحاسبة والمعاقبة .. وأنا هنا لا أنفي !

سأحيلها جميعاً .. ما صغر وما كبر.. إلى من يهمه الأمر في الوزارات المعنية .. والجهات المختصة .. وأرجو استكمال الإجراءات .. مع الاهتمام !!

Moath1000@yahoo.com

________________________________________


في الجمعة 05 يونيو-حزيران 2009 12:22:54 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m2.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m2.marebpress.net/articles.php?id=5414