تعز تلقي نظرة الوداع الأخيرة على رئيسها الراحل
طارق عثمان
طارق عثمان

" مأرب برس - خاص "

في مشهد جنائزي مهيب تدفق عشرات الآلاف من ابناء تعز لتلقي النظرة الاخيرة على الحزب الراحل ولتقدم له العزاء الحار في نفسه وتشكره وتعتذر منه وتطلب المسامحة.

 اندفعت لتقول له:

 شكرا شكرا جزيلا على السنين التي قضيتموها معنا .

سنين كان فيها نافذي هذا الحزب رماد عيوننا وسل صدورنا وهزال أجسامنا كانوا شلل أطفالنا نزيف ( جيوبنا ) وفقر دمنا . كانت ابتساماتهم دموع على خدود اطفال القبيطة العطاشى وهم يحملون الماء اميلا وراء اميال

وكانت قهقهاتهم نحيب أم ماوية في ليل الفاقة والحرمان .

افرحهم احزان شرعب، ولذتهم الآم خدير، نضارتهم بثور في وجه موزع ، وصحتهم علل المقاطرة ، وقوَتهم

هزال الحجرية ، عدلهم مظالم صبر.

كل الشكر لهم فلقد اقتات مهمشونا على فتات موائدهم الدسمة ، وشربت المدينه من بقايا الماء المراق على اجسادهم الغضة ، وتنفست هواءً نقيا من عوادم سياراتهم الفارهة . وداعا قلوبنا ليست معكم وانتم ترحلون كما لم تكن يوما كذلك . وشكرا لكم ان وفرتم لنا الباصات والاجازات والمصاريف لنحضر مراسم التشييع . ومع ذلك نطلب منهم المسامحة فلقد كان المفروض ان يحضر عددا اكبر ليذرفوا الدمع غزيرا ولكن ماذا نفعل فما في اليد حيلة فليتهم اعطوا اوامرهم مبكرا ليوسعو اطرقات المدينة ومداخلها وليرصفوا شوارعها المهترأة ليتهم فكروا انه لاداعي لان يسفلتوا الدائري مرات عديدة ويكتفوا بمرة واحدة صحيحة ويشقوا طرقا دائرية جديدة . ليس من اجلنا فنحن اقل من ان نستحق ولكن حتى لا يحول بيننا وبينهم شدة الزحام ، ولكنهم معذورون فالمدة قصيرة و28 سنة ليست كافية للتعرف على جغرافية مدينة تعز المترامية الاطراف .

ياااااه . ياااااه . ياااااااااه افتكرتم الان اننا بحاجة المياه في تعز . 28 سنة مضت حتى نسمع الوعود الان !!!!! فكم من الزمن سيمضي حتى تنفذ هذه الوعود؟؟؟؟؟ ولكن سنعتبرها وصية توصونا بها لنا فجزاكم الله الف خير. صحيح شىء يبعث على الابتسام ولكن اعذرونا في تعز لانستطيع ان نبتسم فقد سرق الفلور البسمة منا عندما سرق بياض اسناننا ولو كان لدينا مياة نقية لضحك الواحد منا ملىء شدقيه وهو يسمع وعودكم الوفيرة .

سامحونا لاننا كنا شعبكم .المتذمر دائما من قلة الماء وانقطاع الكهرباء وانعدام الوظائف وضياع الامن والعدل وكأن الحزب الحاكم هو السبب وليس نحن . سامحونا لأننا لطخنا ايدي بعض الضباط بدمائنا وتألمت ايدي المسئولين وهي تلوح اقفيتنا بصفعاتها المباركة .

 سامحونا لاننا نغضب احياننا ونحن نرى اشخاص كثير وهم يتخبطون بدمائهم( و بعضهم اطباء) ولم يستطع ان يسعفهم احد لأن الجاني برتبةو يقف عندرأس الضحية ينتظرحتى تسلِم الروح الخبيثة التي لا تنتمي لقبيلة من تلك التي يعرفها مرشح الحزب وعَدَدَها في عمران .

سامحونا اذا اخترنا بن شملان فاسمه يبعث فينا التفاؤل اننا سنشرب الماء صفوا بعد ان شربناه كدرا وطينا . واذا قدر الله وفاز مرشحكم لا تنسبوا الينا الفضل ولكن الفضل ان كان فهو لمن سيزور اختيارنا منكم . ونعتذر ياسادة اذا قلنا ان فوزكم بالنسبة لنا لا يعني شىء ولكن يعني الكثير للمتنفذين من ابناء المحافظة الذين يحتفظون بمواقعهم لانهم يدعون انهم يمتلكون رصيدا كبيرا من اصواتنا اما نحن فقط اسقطنا خصومكم في كل الانتخابات السابقه ولم نلن غير شرف الثناء علينا وفقط ومزيدا من التجاهل لاننا عشرة في اليد وانتم تبحثون عن الواحد الذي فوق الشجرة.

ولذا فنحن فنفضل ان يعرف عنا اننا "يقتلون القتيل ويمشوا في جنازتة" او"يسقطون المرشح ويهتفون باسمه " . خيرمن أن يشتهر عننا " الدِم يحب خانقه"

كم هم محظوظين من حضروا مهرجان الوداع في هذه المحافظة ليلقوا عليكم النظرة الاخيرة اما نحن فلا نملك الا ان ندعو لكم في ظهر الغيب " اللهم ابدلهم قصورا خيرا من قصورهم وشعبا خير من شعبهم ونقهم من خطايانا وذنوبنا كما ينقى الثوب الابيض من الدنس اللهم واغسلهم بالماء والثلج والبرد( من وادي الضباب حق البركاني) اللهم ووسع مخرجهم من الحكم كما ضيقوا علينا .


في الثلاثاء 12 سبتمبر-أيلول 2006 11:08:58 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m2.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m2.marebpress.net/articles.php?id=525