عمّان .... فلادلفيا مدينة الحب الأخوي
كاتب/محمد الشبيري
كاتب/محمد الشبيري
 
 

سياحة : يطلق عليها البعض إسم "المدينة البيضاء ".... إنها عمّان عاصمة الأردن منذ قديم الزمان، والتي إزدهرت في أيام اليونان والرومان وحملت اسم فيلادلفيا "مدينة الحب الأخوي", كما أنها تعتبر مدينة المفارقات، يلتقي فيها القديم والحديث.

وهي واحدة من أقدم المدن التي أقيمت على أنقاض مدينة قديمة عرفت باسم ربّة عمّون, ثم عمان اشتقاقاً من ربة عمون, وإتخذها العمّونيون عاصمة لهم, وهي إحدى عواصم بلاد الشام الأربعة، وهي أيضا إحدى المدن الشامية القديمة التي أصبحت عاصمة لإمارة شرق الأردن ومن ثم المملكة الأردنية الهاشمية بعد إستقلالها في العام 1946 عن بريطانيا.

ولغلبة اللون الأبيض على أبنية المدينة، أطلق عليها البعض " المدينة البيضاء " لأن معظم العمارات والدارات أنشأت من الحجر الأبيض، المصقول أحيانا والمسمسم أحيانا أخرى، والذي تتخلل بعضه العروق الملونة الرائعة, كما أنه هناك أبنية أنشئت من الرخام الأبيض المصقول, و فيما مضى كانت أبنية المدينة تغطي سبعة تلال، مثلها مثل مدينة روما، أما الآن فإن أبنيتها تنتشر على تسع عشر تله, بعد أن ضاقت علي سكانها فارتقوا سفوحها وإستمروا في الإتساع عبر قممها حتى إنتشرت المدينة بأطرافها فوق 20 جبلا.

وتقع عمّان ـ والتى ترتفع 750 متراً عن سطح البحر وترتفع جبالها 918 متراً ـ في وسط المملكة على خط عرض 31 شمالاً وخط طول 35 شرقاً في منطقة تكثر فيها الجبال.

وتعد عمّان نقطة إستقطاب للكثير من الجاليات العربية لموقعها المتميز ولعمارتها المعاصرة، كما تستقطب عمّان الكثير من السياح سنوياً من أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية واليابان وأستراليا ومن الدول العربية المجاورة والقريبة، وكثير من عائلات دول الخليج العربي تحديداً، إذ تكثر بها المعالم السياحية عموماً والعلاجية الطبية خصوصاً.

ومن أهم المناطق التي يرتادها الزوار مناطق شارع الثقافة وعبدون وشارع الوكالات وسوق الصويفية وسوق الرابية وشارع مكة وشارع المدينة المنورة وشارع الجامعة الأردنية وسوق جبل اللويبدة وشارع الرينبو وسوق جبل الحسين وسوق أم أذينة، وبالطبع مناطق وسط البلد, لإحتواء هذه المناطق على جملة من المطاعم والمقاهي المتنوعة ذات الطابع الشرقي والغربي فبالإضافة للمطاعم الأردنية, بالإضافة للعديد من المطاعم اللبنانية, الإيطالية, الفرنسية, التركية, الصينية, الهندية, الأمريكية, العراقية واليمنية.

وفي عمّان مالا يقل عن 36 فندق من فئة الأربعة والخمسة نجوم معظمها أنشئ في عمان الغربية، والعديد منها يتبع سلسلة فنادق عالمية مثل الإنتركونتينينتال والفور سيزنز والميريديان والغراند حياة والراديسون ساس والشيراتونوفندق الرويال في عمان يتميز بعمارته التي تظهر في أفق المدينة وكأنها قلعة تعلو جبل عمان.

ورد عنها

ومما أُورد عنها في كتب أدب الرحلات العربية، ما جاء في كتاب معجم البلدان لياقوت الحموي من أبيات شعر قال فيها الأحوص بن محمد الأنصاري:

أقول بعمان وهل طربي به إلى أهل سلع إن تشوقت نافع

أصاح ألم يحزنك ريح مريضة وبرق تلالا بالعقيقين لامع

وأن غريب الدار مما يشوقه نسيم الرياح والبروق اللوامع

الأربعاء الأسود

في 9 نوفمبر 2005 وفيما يعرف شعبيا بيوم "الأربعاء الأسود" تلقت عمّان ضربة عنيفة بتفجير ثلاثة من فنادقها خلال عملية إنتحارية إرهابية, أودت بحياة 65 من المدنيين، وإصابة الكثيرين ، مما أثر إلى حد كبير على سكانها ووفود السياح إليها ولكنها سرعان ما إستعادت وضعها السابق من خلال تشديد الأمن وإتخاذ الإجراءات المناسبة حيث تستقبل الزائرين طوال العام وخاصة في فصل الصيف عند عودة المغتربين وزيارة السائحين والمصطافين وزيادة الفعاليات الترفيهية والثقافية.

معالمها الآثرية

وتتمتع عمّان بالعديد من المعالم الأثرية الشهيرة والتي نتجت عن حضارات قديمة إستطونتها لتترك وراءها هذه الصروح الأثرية ......

المدرج الروماني

يقع في الجزء الشرقي من العاصمة الأردنية عمّان على سفح جبل الجوفة, وهو مسرح روماني, وتقع إلى جانبه ساحة الفورم وتبلغ مساحتهما معا ما مجموعه 7,600 متر2 ويعود تاريخ بنائهما على الأرجح إلى القرن الثاني الميلادي و تحديدا بين عامي 138م و 161م إبان عهد القيصر أنطونيوس بيوس.

ويتسع المدرج الروماني يتسع المسرح 6,000 متفرج, أي يعد أكبر من المسرح الجنوبي في جرش، الذي يتسع إلى 4,000 - 5,000 متفرج, ويُستعمل حتي يومنا هذا للعروض الفنية حيث جودة نظام الصوت فيه, وكان يبلغ علو بناية منصة المسرح الأصلية حوالي ثلاث طوابق، أي أعلى من الأعمدة في ساحة الفورم. كان هناك معبد صغير في أعلى المسرح، منحوت في الصخر، كان به تماثيل للآلهة الرومانية.

والمدرجات مقسمة إلى 44 صفا، في ثلاث مجموعات رئيسية. كانت مجموعة الصفوف الأولى تستعمل لعلية القوم وكبار الشخصيات، بينما كانت مجموعات الصفوف الثانية والثالثة مخصصة لباقي الشعب.

ويجد متحفان صغيران على جانبي المسرح، متحف الحياة الشعبية ومتحف الأزياء الشعبية, الأول يحكي تطور حياة سكان الأردن واستعمالهم للأدوات والأثاث على مدى القرن السابق، و خاصة حياة الريف والبدو, والمتحف الثاني يتناول مواضيع أزياء المدن الأردنية والفلسطينية التقليدية والحلى وأدوات التزيين التي تستعملها النساء.

عين غزال

إُكتشفت أثناء بناء شارع العام بين الزرقاء وعمان في عام 1972, وهي بلده مستوطنة زراعيه ورعويه, وتعد من أهم آثارالحقبة الما قبل الفخارية.

وقد إستخرج منها تماثيل بإرتفاع ما يقارب 1.3 متر مصنوعه من الجص الليموني البلاستر,وكانت طرق الدفن تقسم حسب أهمية الشخص في المقابر التي وجدة في هذه المستوطنة الحجريه.

سبيل الحوريات

يقام هذا البناء على جانب سيل عمّان في وسط العاصمة الأردنية, ويعود إلى الفترة الرومانية القرن الثاني الميلادي, ويعتبر البناء من الأبنية الهامة والعامة في المدن الرومانية وتقوم دائرة الآثار الأردنية العامة باجراء التقنيات الآثرية في الموقع لإضهاره بالشكل اللائق .

كهف أهل الكهف

يقع في قرية الرجيب على بعد 4 كم شرق مبنى التلفزيون الأردني و 1.5 كم شرق أبو علندا, ويعتقد أنه الكهف الذي ذكر في القرآن الكريم في سورة الكهف.

جبل القلعة

إتخذه العمونيون منذ القدم مقرا لحكمهم في المدينة وكل من آتي بعدهم , حيث يعد أحد اقدم جبال مدينة عمّان السبعة .

وعندما جاء الفتح الإسلامي في القرن السابع الميلادي ، بني على قمته القصر الأموي , كما أنه ما زالت بقايا قصور العمونيين ماثلة فيه ، منها جدران الاسوار ، والابار المحفورة في الصخر الجيري . كما عثر في جبل القلعة على اربعة تماثيل لملوك العمونيين تعود إلى القرن الثامن ق.م .

يوجد في جبل القلعة أيضا ، آثار وأعمدة رومانية كورنثية و آثار إسلامية تعود إلى العصر الأموي ، حيث القصر الأموي هناك, بالأضافة لمتحف الآثار الأردني على قمة الجبل.

متحف الاثار الأردني

بني عام 1951 م على موقع جبل القلعة وسط عمّان، و يضم مجاميع القطع الأثرية الواردة للمتحف من الحفريات الأثرية التي أجريت في مختلف مواقع الأردن.

وتشمل هذه المجاميع معروضات المتحف قطعا فخارية متنوعة وزجاجية و معدنية و تماثيل من الفخار والجص والحجر، و نقوش و كتابات وأختام ومجموعات من الحلي الذهبية، ونقود تمثل مختلف العصور التاريخية.

المسجد الحسيني

سُمي "المسجد الحسيني" نسبة للشريف الحسين بن علي (قائد الثورة العربية الكبرى في الجزيرة العربية وبلاد الشام), ويعد أقدم مساجد العاصمة الأردنية عمّان, يقع في وسط العاصمة عمّان في أول شارع طلال الذي يخترق وسط البلد

بني هذا المسجد ـ والذي سُمى أيضا بالمسجد الأموي ـ على أنقاض مسجد قديم بناه أحد الأمراء الهاشميين في مطلع القرن العشرين, وهو ذو فناء كبير، وهو مزخرف بنقوش إسلامية جميلة.

قصر العبد أو قصر عراق الأمير

قصر أثري يقع في الأردن على بعد نصف كيلو متر جنوب بلدة عراق الأمير التي تبعد 15 كم غرب عمان, يعود تاريخه إلى العصر الهيلنستي في القرن الثاني قبل الميلاد وقد بناه هركانوس من أسرة طوبيا العمونية في عهد الملك سلقوس الرابع, وسُمي بقصر عراق الأمير لأن مدخله يشبه باب المغارة والأمير هو طوبيا.

يبلغ طول القصر 38 مترا وعرضه 18 مترا, أحيط بحوض كانت توصل إليه المياه من الينابيع المجاورة، يوجد لهذا القصر مدخلان شمالي وجنوبي ويتألف من طابقين استعمل الطابق السفلي منه للخزين وقاعات للحرس أما الطابق الثاني فلم يكتمل بناؤه لأن هركانوس الذي قام ببنائه انتحر بسبب تهديد الجيش السلوقي للمنطقة. يتميز القصر بالتماثيل التي تعلوه منها لنسور وأسود بعضها متقابل وبعضها متدابر.

الرجم الملفوف

أحد اقدم المعالم التاريخية التي شيدها العمونيين في عمّان، ويقع غرب الدوار الرابع في جبل عمان في منطقة مشرفة على وادي صقرة, سُمي بالملفوف لشكله الدائري وهو عبارة عن برج أقيم بالعصر الحديدي ، وهو كباقي الأبراج العمونية التي أحاطت بربة عمون، كانت تهدف إلى حماية المدينة و مراقبة تحركات الاعداء, وقد بني من الحجارة الصوانية الصماء وجاء بشكل دائري ويرتفع اربع امتار.

وقد أوضحت الحفريات ان البرج كان يتألف من طبقتين او ثلاث طبقات ، وكان له مدخل رئيسي وفيه اربع غرف بدون سقف.

السياحة العلاجية

حسب تصريحات البنك الدولي تصل عوائد السياحة الطبية في الأردن إلى 700 مليون دولار أمريكي في العام، فالأردن هي الأولى في المنطقة والخامسة على مستوى العالم في هذا المجال.

هناك عدد من المستشفيات الحكومية والخاصة في عمان، التي يرتادها المرضى العرب من دول الخليج العربي والعراق واليمن ودول المغرب العربي, حيث إجراءات تخفيض الأسعار والجودة العالية عن العلاج في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية, بالإضافة للمهارة والخبرة المتميزة في مجال أمراض وجراحة القلب وكذلك تطبيق الكثير من الجراحات الدقيقة بمستشفياتها.


في الأربعاء 01 إبريل-نيسان 2009 09:05:39 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m2.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m2.marebpress.net/articles.php?id=5101