بأي ذنبٍ قتل الحوتي؟!
عبده العبدلي
عبده العبدلي

أي قلبٍ يحمل هذا الجندي الأرعن وما الذنب الذي اقترفه الطالب / صالح الحوتي حتى يشهر السلاح في وجهه فيمطر سيارته التي كان يستقلها بوابلٍ من الرصاص تخترق باب السيارة وتتوجه إلى بطنه فيرديه قتيلاً؟! وهل دخول طالب بسيارته الحرم الجامعي يعد جريمة ً يستحق مرتكبها القتل ؟! أم أن هناك أعداداً من الطلاب يدخلون بسياراتهم حرم الجامعة ؟!

مقتل / صالح الحوتي الطالب بكلية التجارة صباح أمس الثلاثاء أمام بوابة جامعة صنعاء على يد أحد جنود الحراسة جريمة شنعاء بكل ما تحمله الكلمة من معنى ..

جريمة تدق ناقوس خطرٍ قادمٍ يستهدف الصرح التعليمي الأول في اليمن ويعتدي على قداسة وحرمة التعليم .

تكرار الإعتداءات على طلاب جامعة صنعاء من قبل رجال الأمن بالجامعة التي لم تلق ِ لها رئاسة الجامعة بالاً ولم تضع لها حداً زاد من تفاقم المشكلة وأودى إلى حدوث جريمة بشعة راح ضحيتها صالح الحوتي والتي ستظل شاهداً حياً على عسكرة التعليم .

هل تكون قضية اغتيال الطالب الحوتي نقطة بداية نحو تحرير التعليم من العسكرة واستبدال الحرس الجامعي بحرس مدني ؟!!أم أن الأيام القادمة ستشهد العديد من المهازل التي لم ولن يسلم من نيرانها أحد داخل جامعة صنعاء ؟!

خصوصاً وأن الضحية طالب ينتمي إلى قبيلة مسلحة لها ثقلها في ضلاع همدان المنطقة التي ينتمي إليها الشهيد/الحوتي . ما الضير إذا أقدمت رئاسة الجامعة على اتخاذ قرار شجاع باستبدال الحرس العسكري بحرس مدني أسوة بغيرها من الجامعات في بعض البلدان العربية مثل مصر أم أن هيبة الجامعة ببقاء العسكر ؟ ألا تدرك رئاسة الجامعة مدى الأضرار النفسية التي لحقت بالطلاب والطالبات جراء قتل زميلهم أمام أعينهم وما سينجم عن هذه الجريمة من عواقب وخيمة قد تحصد أرواحاً من كلا القبيلتين إذا لم يقتص من قاتل الحوتي ؟ فنحن مجتمع مسلح ولله الحمد.

إلى أسرة الشهيد جميعاً ..إلى زملاء صالح ..إلى همدان التي أنجبت حوتيا أعزل ..إلى التعليم المستهدف ..إلى عشاق التمدن الخارجين من صلب القبيلة .. نشاطركم أحزانكم في رحيل الشهيد /صالح الحوتي ضحية البلطجة وجهل المستجدين الذين تزخر بهم مؤسستنا الأمنية درع اليمن الواقي وصمام أمان الوحدة والجمهورية .. تغمد الله الحوتي بواسع رحمته وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان ..إنا لله وإنا إليه راجعون .


في الأحد 22 مارس - آذار 2009 09:26:45 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m2.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m2.marebpress.net/articles.php?id=5055