يا غزة
حسناء محمد
حسناء محمد
 

كلماتي هذه تشابه طائر صغير تركته أمه وطال غيابها فاستشعر الوحدة وبردت اطرافه، وبات يلتفت يمنة ويسرة يرى كيف تقلب الريح أوراقا لم تعد في جذورها.

يا اهل غزة والله لا نأكل فنجد أنه يسري في عروقنا، ولا نشرب فترتوي أفئدتنا، ولا نضحك في ساعة لهو حتى تداهم قلوبنا غصة موجعة!

وقد نسينا بمصابكم هموم تكالبت علينا أنكرنا بها ملامحنا!

وإنكم الآن تمحص بكم كرامة الأمة، وقد أثبتم الجدارة والقوة فأنتم القوم الجبارين!

وما حياة المرء بدون قيمته وكرامته ومبدأ يتوكأ عليه. ما قيمة البشرية إن لم يكن صوت الحق والعدل والضمير هو الأعلى. آلله إنه بكم بين الفينة والفينة نجدد العهد مع السماء.

وإنا لفي سكينة لتلك البقية التي نتعاهد في أنفسنا حين ينزل الله بها وحيا خفيا نقوم من وسادته فإذا به يتجسد أمامنا.

وإن وعده أن الخير ولو سبق به الشر والألم، والنور ولو اجتاز قبله الظلمة، والطمأنينة تسبقها الحيرة والفزع ، عاقبتها الفوز والفرج. والعاقبة هي النهاية السعيدة لكل شرفاء الأرض.


في الأحد 05 نوفمبر-تشرين الثاني 2023 05:16:11 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m2.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m2.marebpress.net/articles.php?id=46633