أمين الجمهورية اللواء أمين الوائلي
عبدالخالق عطشان
عبدالخالق عطشان
 

كَذا فَليَجِلَّ الخَطبُ وَليَفدَحِ الأَمرُ :: فَلَيسَ لِعَينٍ لَم يَفِض ماؤُها عُذرُ

بالأمس يرتقي العميد شعلان واقفا مقبلا قد أسند ظهره للبلق ويمم وجهه كالفلق يبدد غسق الإمامة ذيل فارس ويكسر أنفها ويقطع حبل أبناء حمالة الحطب ويزهق أنفاسها التي تنفث في العقد ... يومها قلنا أن راية الجمهورية ليست خالدة لقائد أو حكرا على سلالة وقبيلة فإذا ما ارتقى شهيد سقطت الراية أو توارثها بقية أسرته وإنما الراية واللواء الجمهوري يتناقله أبطال الجمهورية ومن كل ربوعها.

هنا في مارب روح الجمهورية ومعراج مجدها تدور الراية وتخفق عاليا ومن يأخذها فإنما يأخذها بحقها ثباتا ونضالا واستبسالا وشجاعة وتضحية وفداء فـ بعد العميد شعلان يتصدر أمين الجمهورية وليث صحرائها اللواء أمين الوائلي القادم من (وصاب العالي) ذمار  تلك المحافظة التي شوهها مسيلمة البخيتي وكهنة المليشيا وصوروها بأنها إماميه الهوى وحوثية الهوية وهي كـ غيرها من المحافظات فيها تسعة رهطٍ يفسدون فيها ولا يصلحون ويحاولون تحويثها ترهيبا وترغيبا.

من أقصى غرب ذمار من وصاب المديرية المسالمة الرابضة بين السماء والأرض والتي ترفل سكينة وأمنا والشامخة بطيبتها كشموخها بجبالها ومن بين أبنائها عشاق العلم والعمل الساعون مع الغُدُو والرواح للبناء والتنمية يبرز نجم من نجومها وقائدٌ آخر يحمل راية الجمهورية إنه اللواء أمين الوائلي والذي لم ينل شرف الرتبة وعلو المنصب وسمو المكانة بمؤهلات سلالية عنصرية وإنما كان رجلا أكاديميا عسكريا من الدرجة الأولى وحامل شهادات وأوسمة عليا نالها بكفاح ونضال وترجم ذلك الكفاح والنضال على أرض الواقع فكان بطلا مقداما في الصحراء وما زادته كثبانها ورياحها ولفحُ حرارتها ومعاركها إلا شموخا وثباتا وصبرا فآثر المتارس على المكاتب والخنادق على الغُرف المرفهة وكلما ناداه داعي الوطن لبى دون تردد ، قَدّم ولده شهيدا في عام ٢٠١٧ م ليقينه أنها جمهورية الأجداد والأباء والأحفاد - جمهورية من المهد إلى اللحد - و الدفاع عنها واجب مقدس على الجميع كإستماتة السلالية على قتل اليمنيين لدوام طغيانهم وتوارث استبدادهم.

كما هو طبع الأبطال وعادتهم في البذل والتضحية فاللواء أمين الوائلي كان يدرك تماما أن الدفاع عن الجمهورية عامة و مارب خاصة ليس في موطن واحد وإنما كان شعار الشهيد : (وقفت هاهنا و مارب كلها موقف للنضال) حتى لقي ربه شهيدا مجيدا و مامنعه عن ذلك مرض السرطان الذي كان يحمله ويداويه بجرعات من الصبر والثبات في الميادين وما تأخر يوما عن صدارة المعارك متعللا بمنصبه كـ قائد للمنطقة السادسة بل كان يصول ويجول في الصحراء والجبال ومن يراه مع أفراده الميامين يحسبه واحدا منهم وكلما حمي الوطيس اقتدوا به واقتفوا أثره هجوما والتحاما واقتحاما.

ارتقى ابن (وصاب ) الخضراء ما بين صحراء مارب وجبالها القاحلة غير أن تلك المناطق ستخضر في سفر التاريخ وتكون مروجا حين يقرأ اجيال الجمهورية وأحفاد قادتها أن أبطالا جوهروا حصاها وفردسوا رمالها وكسوا جبالها شموخا وإباء ورووها بدمائهم وبنوا بأشلائهم جسورا عبرت فوقها مواكب التحرير صوب صنعاء وكل منطقة استبدت بها مليشيا الح وثي الفارسي وهناك على قممها ستغرس راية الجمهورية التي تناقلوها وما سقطت حين ارتقوا شهداء وسيرفرف بيرقها على كل ربوعها خفاقا لا شريك له.

تقبل الله الشهيد اللواء أمين الوائلي في عليين وجميع الشهداء ولا نامت أعين الجبناء.


في السبت 27 مارس - آذار 2021 09:09:01 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m2.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m2.marebpress.net/articles.php?id=45408