المرحلة الثانية للنضال السلمي ..ونصيحة لموفاس
الحاج معروف الوصابي
الحاج معروف الوصابي
 
النضال السلمي الذي رفع لواءه اللقاء المشترك ، وتنتظم فيه مختلف الألوان والقوى والفعاليات ينتقل اليوم إلى المرحلة الثانية للحراك التي دشنها له موفاس بنفسه ( الشعبي العام ) بالكرابيج والعصي والقنابل المسيلة والأعيرة النارية فضلا عن موجات الاعتقالات التي تتابع مع مطلع كل مناسبة وطنية . 

والقاعدة أو المعادلة التاريخية في صيرورة الأمم والشعوب أن التحولات التاريخية والمفصلية التي تناهض وتناضل لأجلها الشعوب لا يكفي معها الصوت السلمي السلبي فحسب الذي يقر ويهجع إن رأى أدوات القمع تتلظى ، بل لابد من تحضير القابلية والاستعداد في تحمل المشاق ولهيب السياط وأزيز الرصاص حينما تخترق الأجساد التي تواجه بها في العادة السلطات المستبدة شعوبها حينما تعبر عن مطالبها بالطرق السلمية .

ما يفعله موفاس منذ فترة هي خدمة كبيرة للحراك الشعبي الحاصل بترويضه وتحضيره وإعطائه بروفات في الصبر والتحدي والصمود والاستعداد النفسي والجسدي لمواجهات قادمة ليست في حسبان هذا او ذك ، فتلك الاعتقالات السابقة والحالية واللاحقة لرموز النخبة والحراك لم تفعل فيهم سوى التصلب والإصرار ، والتحدي ، بل ووهبتهم الرمزية الوطنية وعنوان القضية ، وإشهارها ، وكسرت عندهم وعند الآخرين الخوف والحاجز النفسي ، أما إن وصلت إلى مستوى التصفيات وسفك الدماء ، فإنها تكون قد توقدت وتأججت ولن يقف أمامها يومئذٍ شيء .

والذي يعود إلى بدايات ثم مسار وتداعيات الثورة الإيرانية ذات الزخم النضالي السلمي الصرف والتي لم تحمل معها بندقية بل كان الأطفال والنساء يواجهون المدفعية والدبابات بالورود والزهور، يجد أن ذلك الجبروت والصولة والطولة للشاة لم يزد الناس إلا إصرارا وحدة وتحدي رغم استنفاذه لكل ما يجد حتى انه كان بنفسه يقود الطائرة المقاتلة ويلقي ما بها على الثورة العامة الغاضبة ، ورغم الألوف المؤلفة التي هلكت إلا أن الشعب هو الذي انتصر بإرادته في نهاية المطاف على الدبابة والصاروخ والمدفع ،ولا أحد ينسى تلك الإرادة القوية والعنيدة للشارع الإيراني حينها ، كانت عبارة ( الموت للشاة ) الذي يكتبها المتظاهرون على الجدران تكلفهم ثلاثة أشخاص ، بحيث يكتب احدهم الكلمة الأولى فيتوقف عند الثلاثة الحروف بعدما تسكته رصاصة أو قذيفة ، فيندفع الآخر بعده كما الصاروخ فلا يكمل هو الآخر حرفين أو ثلاثة حتى يصل العدد لثلاثة أو يزيد، إنها صورة عجيبة لغضب الشعوب حينما يصل إلى عنفوانه ،وهذا النوع من الصبر والثبات ، والثورة الإيرانية في كل الأحوال مرجع نضالي ومدرسة للشعوب المنكوبة .

والإنسان حسب الذي يحكيه المناضلون وأهل الخبرة لا يجد الألم إلا مع الصفعة الأولى ، أو السوط الأول والثاني ، بعد ذلك فلا شيء يهم سوى القضية التي يحملها .

ويبدو الآن أكثر من ذي قبل أن موفاس الحاكم في اليمن قد انقلب على العقل والمنطق والحوار والثوابت والأعراف والموروث السياسي في هذا البلد ، وأنه قد تأبط شرا واستعد للقمع والمواجهة ، وتكسير أضلاع كل من ينابسه بكلمة سواء ، على اعتقاد منه انه (شعب ما ينفع معاه إلا الصميل والعين الحمراء ) وقلد الله الراعي والاكوع .

ولم أر في حياتي وحسب قراءتي لمن سبق من هو بغباء موفاس ، يضع أمام نفسه الموانع ، ويسد المنافذ والاتجاهات ، ويلقي إلى خصمه الحيل والأسباب ويضع بين يديه الفرص ، ويجرد نفسه من كل حليف ، ثم يدعو للمبارزة بعد أن كوته الأحداث والحوادث والسنون ، ولم تنفع معه الدروس .

كان على موفاس أن يعيد تقييم الموقف تماما أثناء فعاليات الحراك في المحافظات الجنوبية ، وفي المعترك مع الحوثيين ، وفي المرحلة الأولى للانتخابات (القيد والتسجيل ) حيث طردت اللجان من أكثر من محافظة وأقرت لجان القيد الأخرى التي لم يصلها الطرد بعزوف الناس تماما عنها .

وكان عليه أيضا أن يعيد القراءة والحسابات من خلال تلك المشاهد التي رأيناها على الفضائيات في الاحتفاء بالثلاثين من نوفمبر بحضور فخامة الرئيس الذي ألقى خطابه التاريخي والهام المتكرر على طلاب المدارس وجنود المعسكرات فحسب ، وهذه لوحدها تكفي إن كان هناك تأمل ، فالناس قد انفضوا وهم الآن في طور الغضب الذي يعتمل .

ليعلم موفاس أن كل رعونة يقوم بها أو شطط وتهور إنما يقع عليه هو و يخدم في النهاية المشروع الوطني وقوى المعارضة التي تسمى الآن بقوى النضال .

فحراك شعبي عام يعمل وينتظم تحت مفهوم النضال السلمي إن لم يستوعب بحوار رشيد وفعال ومثمر ، فإنه حتما وبكل المقاييس سيصل إلى بغيته ، وعامل الزمن لا يعتبر في مسيرات وأعمار الشعوب .

وهي نصيحة لموفاس بان يعقل ويجمع دومان ( حسب قاموسه ) فان الذي سيحققه اليوم من مكاسب في لغة المفاوضات ورجال السياسة أفضل بكثير من الذي سيحققه غدا تحت ضغط الواقع والمتغيرات الداخلية والخارجية ، وقلد الله الارياني والعقل السياسي والدبلوماسي لموفاس على الأقل عند هذه النقطة الأخيرة .

وان كنت اعتقد بخواء عقل موفاس اجمعه من أي دراية سياسية ، فلم يعد بين القوم رجل رشيد .

ومن عاكسني بالرأي فالمشهد الراهن بيني وبينه ، وقلد الله الدكتور عبد الله الفقيه كحكم بيننا .

والذي نرمي إليه في هذا المقام هو العودة إلى العقل والرشد والتقدير الحكيم حتى لا تدفع البلاد إلى مزيد من الأزمات فيكفي ما قد مر ، وما هو بها الآن .

إن الأوضاع لا تحتمل ، والتحديات على ما يبدو جمة ، وثوابتنا الوطنية أهم وأغلى ، فهل يعي الحزب الحاكم ، ويقدم ما كان للمصلحة العامة على ما كان للأشخاص والمنتفعين .

إن تداعي الحدث وتفاقمه إلى أزمة ، تقع تبعاته والمسئولية الأخلاقية والقانونية على الحزب الحاكم دون سواه وقبل غيره .

مفاجآت الحبيشي ...

كونه شاعر ومناضل ثوري ديالكتيكي ليبرالجي فالرجل ينظر للقضية الوطنية من زاوية الفن ، وحبة ونص ، ورقصني ياجدع ، فكل الخوف عنده من ملالي الإصلاح ومشيخة الفضيلة ..

ويقال أن جيفارا اليمن مشغول هذه الأيام وقد أغلق على نفسه الباب والنافذة من أجل كتابة أغنية للفنانة عجرم ، حتكسر الدنيا وترفع اسم اليمن عاليا ، بعض المقربين همسوا لآخرين أن اسم الأغنية هو (هش ، ونش ،آه ،بعاه ، كتكتلي ) وان أكثر ما يتعب الحبيشي هو تعلم وتقليد اللهجة اللبنانية .

إلا أن ما يقلق الفنان الحبيشي الشاعر ويحك في ضميره هو غضب فنانات أخرى مثل هيفا ، ونوسة ، ولوسة ، زعلانات وغيرانات ، طب ليه ما فتكرهنش الواد احمد ..وقدم عجرم عـ الصبايا .

تفاصيل الحدث ربما سيحتكره موقع المؤتمر نت المتخصص بأخبار هيفا ونوسة وعجرم وهذا الجيل ..

Wesabi111@gawab.com


في الثلاثاء 02 ديسمبر-كانون الأول 2008 09:05:04 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m2.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m2.marebpress.net/articles.php?id=4525