الغدير وبطلان الولاية
د.عسكر بن عبد الله  طعيمان
د.عسكر بن عبد الله طعيمان
 

في كل عام يحتفل الرافضة في يوم 18 من ذي الحجة ويعتبرونه العيد الحقيقي لهم ويسمونه عيد الولاية زعما منهم أن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا اليوم قد أبلغ وأوصى بالخلافة لعلي بن أبي طالب في غدير خم ...

وفي ذكراها يطل علينا عبدالملك الحوثي يلقي خطابا ليقنعنا بالولاية المزعومة لعلي رضي الله عنه، وبعد فاصل 1400 عام يريدنا أن نعتقد أنه الوريث الوحيد للولاية في اليمن وهو تابع للوريث الوحيد للولاية في الأرض كلها علي خامنئي الفارسي الذي لا يحسن أن ينطق بضع كلمات باللغة العربية، فإذا بالولاية آلت إلى آل يزدجرد آخر أكاسرة الفرس الذي انتهت دولته على يد الذين بايعوا أبا بكر بالولاية!!؟؟ أرأيتم معادلة سهلة كهذه في التاريخ؟!

 ولا يخفى أن المحرك الحقيقي والدافع لهذا الاستجرار المزيف للتاريخ ليس استعادة حقٍّ مزعومٍ لعلي رضي الله عنه لاستحالة ذلك، وإنما لذلك غايات ظهرت آثارها عبر التاريخ فتنا وكوارث كالتي حدثت على يد ابن سبأ وبابك الخرمي وسعيد الجنابي وعبيدالله بن ميمون القداح وعلي بن الفضل ويحيى الرسي وعبدالله بن حمزة وابن العلقمي وإسماعيل الصفوي والخميني وخامنئي وحسن نصر الله والحوثي الى آخر الأسماء المشؤومة التي فجرت شلالات من الدماء في جسد الأمة بدعوى كاذبة استعبدوا بها الناس واسترهبوهم وجاءوا ببهتان عظيم.

 

والأدلة النقلية على بطلان هذه الدعوى كثيرة ولكن أكتفي بالأدلة العقلية الواضحة؛ لأنها سهلة المأخذ وقريبة الفهم، وهي قطعية عند التأمل فيها بإنصاف - وفيها إلزام للحجة وبيان مآلات الكذب على الله ورسوله- وملخص الأدلة كالتالي :

1- القول بالولاية يستلزم تكذيب الله سبحانه وتعالى لتزكيته للصحابة بالإيمان ووعده لهم بالجنة ووصفه لهم بالصدق والإخلاص ونصرة الله ورسوله والتضحية بالأوطان والاموال والأنفس في سبيل ذلك ومنها وصفه للمهاجرين بقوله: ( الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون)

2- القول بالولاية يستلزم الطعن في الله سبحانه وتعالى كرة أخرى لكونه أيّد رسوله بأناس خونة ومتآمرين وعصاة خانوا رسول الله وعصوه وهو لم يدفن بعد، وهذه حقيقة عقيدة الرافضة في الصحابة والتي يقشعر من تخيلها جسد كل من في قلبه ذرة من إيمان.

3- القول بهذه الفرية يستلزم الطعن في الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأنه زكاهم وأثنى عليهم، كما ثبت عنه قوله: ( لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه)، ويقتضي الطعن فيه مرة أخرى؛ لأنه معلمهم ومربيهم الوحيد لأكثر من عشرين سنة، فقولهم يقتضي أنه صلى الله عليه وسلم - وحاشاه- فشل في تربيتهم وفشل في رسالته كلها؛ لأن الله بعثه ليعلم ويزكي قال تعالى: ( هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل في ضلال مبين ) والرافضة يقولون انهم استمروا في ضلال مبين ولم تؤثر فيهم تزكية رسول الله ولا تعليمه!! وصدق الله ورسوله وكذب الأفاكون.

4- القول بالولاية يستلزم الطعن في علي لكونه عصى وخالف وجبن عن أخذ حقه وسلم الأمر للمتآمرين ...

فإن قيل: تركها زهدا أو خشية الفتنة. قلنا: هذا كذب واضح؛ لأنه قاتل عليها عندما استحقها ببيعة بعض الصحابة، فكان قتاله على نص من النبي أولى وأحرى، ولأنه لا عذر له في عصيان الله ورسوله في مهمة من أعظم المهمات وهي الخلافة.

5- عادة العرب في تقديم أقرباء زعيمهم المحبوب اذا مات وتسليمهم القيادة له تقديرا ووفاء، فيستحيل من عادتهم لو كان الأمر مجرد دنيا وليس دينا أن يقدموا ابابكر رضي الله عنه ويطيعوه وهو من أضعف بطون قريش ويتركون بني هاشم وبني عبدمناف.

6- اجتماع السقيفة كان بمبادرة من بعض الأنصار، فلما بين لهم ابو بكر الحجة سلموا رغم حصول المنازعة أول الأمر، ولو لم يقتنعوا أو كان هدفهم الدنيا والتآمر والحيلة لكان من البديهي أن يرد عليهم الأنصار بعد ما حصل ويقولوا لهم: إذاً لا نبايعك يا أبا بكر بل نبايع عليا الذي أوصى له الرسول في غدير خم ونحن وانتم نسمع ونشهد.

7- القول بالولاية يستلزم أن دين الإسلام باطل؛ لأن من نقله إلينا وجاهد في سبيل نشره هم مجموعة من الفساق والعصاة الذين تآمروا وانتزعوا الحق من صاحبه.

هذه الحجج وغيرها، وواحدة منها تكفي لإبطال كذبة الولاية وعليها قام دين شيعة ابن سبأ ولها تأسس وعليها يقتات.

هذا ولم تجد مثل هذه الدعاوى واضحة البطلان رواجاً وقبولا إلا عند فئام ينعدم لديها الوعي الصحيح والفهم لحقائق الدين ممن ينخدعون بالشعارات والمظاهر، فيقعون فرائس سهلة لدعوات هدامة ترمي بهم حطباً لنار حروبها في سبيل الوصول للسلطة والمال باسم الولاية المفتراة، ويا لغبن صفقة يخسرون فيها دينهم ودنياهم من أجل دنيا غيرهم ما لم تتداركهم رحمة الله بتوبة صادقة، ولله في خلقه شؤون.


في الأربعاء 29 أغسطس-آب 2018 07:51:29 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m2.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m2.marebpress.net/articles.php?id=43857