|
حتى نستطيع كشف اللغز والوقوف على الحقيقة من وراء إغتيال علماء عدن السلفيين ؟ دعونا نرجع إلى الوراء قليلا إلى عهد الحروب الستة بين الحوثيين والجيش اليمني وبالتحديد إلى سنة 2008م !
حين كانت الحرب على أشدها وشوكت الحوثيين أقوى من غيرها ! وقد بدت ملامح المعركة تتخذ طابعا أكثر وضوحا ورؤية لمستقبل الحوثيين في اليمن !
ولم تعد المسألة إلا مسألة وقت لبسط الحوثيين سيطرتهم على كافة التراب اليمني !
حينها جاء دور تقاسم الكعكة مع الشركاء المقربين والذين لا يخشى الحوثيون منهم منازعة لهم في المستقبل ! وهم مع ذلك محل رضا المشروع الغربي المتمثل فيما يسمى بالشرق الأوسط الجديد !
حيث ذكرت التقارير حينها أن إجتماعا عقد في بيروت برعاية إيران وحزب الله ضم ممثلين عن الحوثيين وصوفية اليمن خلاصة ماتم الإتفاق عليه في ذلك الإجتماع :
" أن يساعد الصوفية الحوثيين في تمددهم على كافة التراب اليمني مقابل أن يمنحهم الحوثيون الرئاسة الدينية في الجنوب " ؟
الأمر الذي ترجمته صوفية اليمن على أرض الواقع ، حيث نجد أنهم كانوا ولا زالوا عونا للحوثيين على تمددهم وبطرق شتى تارة بالدعاية الإعلانية لهم والترويج لمشروعهم وتحريم قتالهم وأخرى بالالتحاق بصفوفهم لا سيما الصوفية الهاشمية منهم !
وكان من أبرز الصوفيين الذين أعلنوا تأييدهم لجماعة الحوثي الصوفي سهيل بن عقيل باعلوي، وهو ذاته من تزعم حملات تأييد ومناصره للحوثيين حتى أوكلت جماعة الحوثي إليه إلقاء الخطب كل جمعة أثناء اعتصام الحوثيين على مدخل صنعاء قبل سقوطها بأيديهم.
وزار بن عقيل، الذي يصفه الحوثيون بمفتي مدينة تعز، محافظة صعدة معقل الحوثيين، وذهب إلى ضريح بدر الدين الحوثي والد مؤسس جماعة الحوثي حسيين بدر الدين الحوثي .
ومن بين القيادات التي عرفت بالتصوف في مدينة تعز عدنان الجنيد، الذي أسس ملتقى التصوف في المدينة مع سهل بن عقيل، ويعتبر الجنيد أبرز من أيد دخول الحوثيين إلى المدينة.
وعمل الجنيد مع شخصيات صوفيه أخرى مثل محمد يحيى الجنيد وأسرة بيت الرميمة، وهم من شكل الحلقة الدينية لشرعنة وجود الحوثيين وحربهم على أبناء مدينة تعز .
يؤكد ذلك أيضا ما تناقلته وسائل الإعلام اليمنية قبل فترة قصيرة من عثور الأجهزة الأمنية التابعة للشرعية في حضرموت على خلية حوثية تتخذ من دار المصطفى الصوفي بتريم مقرا لها وبتمويل وإشراف مباشر من قبل المسؤول المالي لتلك الدار !؟
ويزيد الأمر تأكيدا مؤتمر الشيشان الصوفي العالمي والذي كان بإشراف الصوفي اليمني علي الجفري والمقيم حاليا في دولة الإمارات !؟
حيث كان من مخرجات ذلك المؤتمر ما صدر في بيانه الختامي من إخراج السلفيين والإخوان المسلمين من دائرة أهل السنة والجماعة وحصر هذه التسمية على الصوفية دون غيرهم !
الجدير بالذكر أن دولة الإمارات والتي تسلمت ملف الجنوب اليمني وبالذات عدن تغذي المشروع الصوفي وتمده منذ زمن !
ولعل هذا الأمر يكشف السر من وراء تحرير عدن على يد الإمارات وفي عشية وضحاها بعد شهور من إستماتة قوات المخلوع والحوثي في الدفاع عنها ؟ فقد كان الأمر بمثابة تسليم المدينة من قبل الحوثيين إلى الإمارات ؟
وفي الفترة الماضية تناقلت وسائل الإعلام المحلية اليمنية إستقدام الإمارات للمئات من منتسبي الدور الدينية الصوفية في اليمن وتأهيلهم حسب مقررات وتوصيات مؤتمر الشيشان الصوفي .؟
الأمر الذي يستدعي إخلاء الساحة الجنوبية من علماء الدعوة السلفية المعارضين للوجود الصوفي وإحلال أولئك المؤهلين الصوفية محلهم !
قد يقول قائل : ليس كل السلفيين مستهدفين ؟ بدليل وجود هاني بن بريك على رأس الهرم السياسي في عدن ؟ والمرضي عنه إماراتيا ؟
فنقول : ليس الأمر كما يبدو ظاهرا ! في استثناء سلفيي الجامية من هذه التصفية الممنهجة ! بدليل إستهداف كبار رؤوس السلفية الجامية في عدن كالشيخ العلامة / عبدالرحمن بن مرعي العدني والشيخ / ياسين العدني . وسواهم ؟
وأما هاني بن بريك فلا يجوز نسبته إلى السلفية فلم يعدو سوى كونه رجلا صنعته الإستخبارات لتنفيذ أجنداتها ! وهذا هو ما يحصل منه بالظبط ومنذ زمن بعيد ؟
فالمشروع إذًا يستهدف كل السلفيين بكافة شرائحهم وانتماءاتهم ..
كما أنه يستهدف الوجود الإخواني في الجنوب لكن إستهدافه للسلفيين آكد من إستهدافه للإخوان كتصفية جسدية مستعجلة !
كون السلفيين جل إهتماهم بأمر العقيدة ومحاربة البدع والشركيات الأمر الذي لن يسمح للصوفية بالتمدد !
بخلاف الإخوان المسلمين فهم وإن إشتركوا مع السلفيين في العقيدة إلا أن إهتماهم بالجانب السياسي يجعلهم يغظون الطرف عن مخالفات الصوفية العقدية .
في الثلاثاء 31 أكتوبر-تشرين الأول 2017 02:40:37 م