تسع سنوات على رحيل الحكيم الاحمر
عباس الضالعي
عباس الضالعي

الفراغ الذي تركه رحيل الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر رحمه الله على الساحة اليمنية كبير ، وظهرت نتائج هذا الفراغ سواء على المستوى السياسي او القبلي او شؤن السلطة وحتى العلاقات الخارجية خاصة مع الشقيقة الكبرى ودول الخليج ..

مع الذكرى التاسعة لرحيل الشيخ عبدالله الأحمر حدثت متغيرات كثيرة وانقسامات خطيرة تطورت الى الانقلاب والاحتراب ، هذه المتغيرات احد اهم أسبابها هو غياب مرجعية حكيمة وكان الشيخ عبدالله هو ركن أساسي للحكمة والمرجعية العامة سياسية واجتماعية وقبلية لما يتمتع من مكانة ويحظى بإحترام كل الأطراف والمكونات واجماع كامل على حكمته وقدرته على اصلاح ذات البين سواء بين اقطاب السلطة وقياداتها او على المستوى القبلي ، وكان يوظف هذه المكانة والاحترام لصالح اليمن ..

لا يختلف اثنان على دور الشيخ عبدالله في تثبيت دعائم الاستقرار السياسي والاجتماعي والأمني وان رحيله كان خسارة كبيرة لليمن ، لم يكون الشيخ الأحمر مجرد شيخ قبيلة او رئيس حزب ولم يتعامل هو بهذه الصفة مع قضايا المجتمع ، كان يتعامل مع الناس والقضايا بعقلية المسؤل ورجل الدولة والقبيلة وكان مرجعا للكل ..

غياب الشيخ عبدالله الأحمر يمثل غياب للحكمة والعقل والقاسم المشترك الذي يلتقي عنده الخصوم ، مكانته وعلاقاته والمامه بتفاصيل وخصوصيات المجتمع اليمني بشكل عام والتفاصيل الخاصة بكل منطقة من حيث العادات والتقاليد والروابط والمؤثرات والمزاج العام وكلها تشكل اطار عام معرفي لفهم المشكلة واختيار الحلول المناسبة لها ..

كان الشيخ الأحمر عبارة عن ضابط سيطرة وتحكم بالمعنى الحديث ، يعرف اختيار العلاج المناسب لكل قضية مهما كان حجمها سواء كانت قضية تخص قيادة الدولة ومؤسساتها او قضية اجتماعية بين القبائل او قضية سياسية بين أحزاب وهذا معروف لدى كل من عرف وتعامل مع الراحل الذي كان منزله قبلة لليمنيين للبحث عن حلول لمشاكلهم وخلافاتهم ..

هذا ليس غريب على شخصية سياسية واجتماعية وثورية ونضالية كبيرة بحجم الشيخ عبدالله الأحمر ، كان لا يرضى لظلم احد ، كان شوكة ميزان وركن أساسي للدولة والمجتمع والقبيلة ..

مع دخول اليمن في هذا المنعطف الخطير الذي أدى الى انقسامات كبيرة على مستوى مؤسسات الدولة التنفيذية والتشريعية والقضائية ومؤسسات الجيش والامن والمؤسسات المدنية (الأحزاب) والقبيلة بكل افخاذها وامتداداتها فقدت رمز الحكمة وفقدت المرجعية الذي كان يقوم بتوفير عامل التوازن الذي أدى لدخول اليمن المنعطف الخطير الذي تمر به وغياب مؤشرات جدية للحل ..

غياب الشيخ عبدالله الأحمر كان عاملا مهما بالنسبة للقبائل اليمنية الذي كان هو كبيرها ومرجعها ولأهمية دور ومكانة القبيلة أصبحت عنصر أساسي في الاحداث التي تشهدها اليمن وادت الى انقسام كبير انعكس على المتغيرات والاحداث ، لو كان حكيم اليمن موجود فأنا اجزم يقينا ان دور القبيلة لم يكون بهذا الشكل الذي وصلت اليه لان الشيخ الأحمر كان يعرف تفاصيل خريطة المجتمع اليمني ويعرف الحلول ، ويعرف كيف يسد الثغرات ..

رحيل الشيخ عبدالله لم يكون خسارة على عائلة الأحمر وقبيلة حاشد بل كان خسارة على اليمن كلها بقبائلها وتقسيماتها الإدارية والجغرافية ومكوناتها المدنية ..

 
في الإثنين 19 ديسمبر-كانون الأول 2016 05:32:28 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m2.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m2.marebpress.net/articles.php?id=42805