على ظهر الإصلاحي .. ولا تستحي !.
ابو الحسنين محسن معيض
ابو الحسنين محسن معيض
المليشيات الإصلاحية , الخلايا الإصلاحية , الخيانة الإصلاحية , المؤامرة الإصلاحية , الشيطنة الإصلاحية . 
هكذا يسابقون مجريات الأحداث . يلفقون التهم عمدا , ليستروا مجرما وجرما عظيما , وهم عن خراب وطنهم ليسوا بغافلين . وهذه الاسطوانة رائجة في البلاد ولها جمهور يدندن بها , اتخذها علاجا لتدهور حالته النفسية بسبب تدني الأوضاع وفساد الطباع . كرضيع وجد مصاصة ( كذابة ) يخدع نفسه بها , وهي لا تذهب جوعه ولا تنهي دموعه .
عشية عيد الوحدة 2016م , غرقت عدن في ظلام دامس , وحر قاتل , وجو خانق . فخرج مواطنون يطالبون بحل هذه المعضلة , مستخدمين وسيلة طالما نفذوها سابقا بمعية قيادات حراكية , من أجل استعادة الحقوق ضد المحتل الشمالي وتابعه الإصلاحي . كم سدوا طرقا وأحرقوا إطارات , فسقط منهم قتلى وجرحى من أجل نيل حقوقهم التي نهشتها أنياب مفترسة ومخالب متوحشة . خرج هؤلاء المخلصون ليسمع صوتهم من كان معهم بالأمس يرسم لهم حلم دولة الغد , ويزينها بألوان العدل والمساواة والتجرد والإخلاص . ولكن صدمتهم مفاجأة من نوع جديد . وكأني بأحدهم يشرح هول الصدمات : ـ تصدى لنا شركاء الساحات صدا ورصاصا . ولم يكن وحيد رشيد من أمرهم بذلك , ولم يكن بينهم جندي شمالي . ـ اتهمونا بالتبعية والتخريب . ولسنا إصلاحيين ولا من مليشياته , وما أخرجنا إلا سوء الحال وضيق الآمال . ـ جعلونا عملاء نريد إسقاط عيدروس وشلال . ونحن من أوصلهما هناك . ـ وجعلوا الجريح مندسا , والقتيل معتديا , والثائر مخربا . وما نعرفه أن قتل المناضل السلمي جريمة , أكان بيد أمن سلالي أو عسكر شلالي . وقمع الشعب المسالم عدوان , أكان بأوامر سلطة شرعية أو بقرار خلطة خارجية . ويردف الثائر بمرارة , كيف تغيرت الأهداف وتبدلت الرايات مابين ساحة الأمس وباحة اليوم ؟. كيف أصبحت مطالب الحرية عدوانا وتمردا ؟. هل كنا نناضل من أجل المواطن والوطن , أم للنيل من جهات محددة وأشخاص معينين فقط ؟. لماذا تغيرتم يا قادتنا ؟ كرسي السلطة فعل هذا ؟ أم زيف الشعار ؟ أم كنتم هكذا منذ البداية , ونحن قد خُدِعنا فيكم ؟. هل تحررنا من ( عفاش ) ليستعبدنا ( قرقاش ) ؟. هل أقصينا ( إصلاح ) الإخوان ليتولانا ( طلاح ) خلفان ؟. هل نجونا من مذهب ( حوثي ) ليقتلنا تطرف ( داعشي ) . مالكم يا قادتنا كيف تحكمون ؟. وهل حقا أنتم الذين تحكمون ؟ .
قلت : هون عليك أخي الثائر المخلص . اليوم عدنا للمبالغات والشعارات التي تشرع للمسئول الظلم والتسلط , وتيسر نهب حق المواطن وخير الوطن . اليوم قالوا : " لا تهمنا الكهرباء , مع عيدروس ولو بفانوس " . هذه هي مقامات زمان ( تخفيض الرواتب واجب ) . هذا تكرار لملحمة الغباء والحماقة دون عظة من فصول مآسيها وأبواب جراحها . 
يا دولة الحراك / أنتم اليوم سلطة تصدر قرارها , وتسن قانونها , وتفرض نظامها , دون مركزية صنعاء , ولا شرعية الرياض . فكونوا رجالا على قدر تطبيل الليل والنهار أنكم أهلها . وعلى مستوى دعواكم أنكم لها . كفاكم طفولة وطفيلية , وعبث وعشوائية , وتقليد وتبعية . احترموا عقول الناس , وارحموا عقولكم . فإن أكبر عقولكم وأطول ألسنتكم لعاجز عن إقناع نفسه بما يطرح وينشر . فكيف بمن يتبعه ويثق فيه من البشر ؟ .


في الثلاثاء 24 مايو 2016 11:41:49 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m2.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m2.marebpress.net/articles.php?id=42352