وقفات مع الفكر الحوثي 3
د.عوض محمد يعيش
د.عوض محمد يعيش
عوامل كثيرة متداخلة كان لها حضورها القوي في تكوين عقلية عبد الملك الحوثي منها مجتمع القرية والبيئة الخاصه ببيت العائلة الحوثيه وما تعلمه من فقه والده ومن ثقافة ومحاضرات اخيه حسين إضافةً الى ماستلهمته عقليته من دروس (قم ) على سوف ما ساأعرض له بشيء من التفصيل في وقفة قادمة ان شاء الله !!
وكنت قد ذكرت في الوقفةالسابقة ان هذه العوامل وغيرها خلقت لدي عبد الملك الحوثي ولاءً حد التعصب لمجموعة من القيم السلبية كتقديس الجارودية الإمامية، والإنتماء السلالي والإنتفاع من القبيلة وبها!!
بفعل تأثير تلك القيم العصبوية والتمييز لم يكن حظ الوطن من الولاء عنده كما يجب !!
 ذلك ان ولاءه لتلك العُصبوية زاحمت حق الوطن في الولاء ولم يجد الوطن من الولاءمساحة تليق به في مشاعره!! ،
 ومن جانب آخر فمطلق المفردات التي تعتبر شخصية عبد الملك الحوثي نتاجاً لتفاعلها مع بعضها البعض عززت لديه تسيد الإنتماءالعنصري والمذهبي والإنتفاع من القبيلة وزاد عنده الولاء لهذه القيم على الولاء للوطن ! !!
جره تعصبه للتلك ا القيم التقليدية الصغيرةا وحرصة على تقليم قوى القبيلة والإنتفاع بها في نفس الوقت الي الانتصار لرغبته تلك في وثيقتين منفصلتين خطيرتين على سلامة النسيج الإجتماعي اليمني وعلى تطلع اليمنيين الى مستقبل زاهر فإنتصاره لرغبته في ترسيخ
للإنتماءالعنصري والطائفي والمذهبي افرغه فيما سمي (بالوثيقه الفكريه والثقافيه ) وانتصاره على القبيلة وانتفاعه بها وانتفاعه منهاافرغه فيما سمي ( بوثيقه الشرف القبليه )
وهكذاستخلق وثائق الحوثي تلك تجذير لنزعات عصبوية مدمرة للنسيج الإجتماعي اليمني تزيد من فاعليتها الآنية وتحمل الأجيال مرارة خُبثها لآماد طويلة !!
ليس ذلك فحسب بل انهماستبقيان الشعب اليمني حبيس هواجسه الضيقة وأسير انكساراته المذهبية النتنة لأن (الوثيقتين) ستقذفان باليمنيين الذين ارتضوا بها او بأي واحده منهما في غياهب الظلمة الكالحة السواد خارج معادلة التنوير!!
و عموماًفقد كتب الكثير من الكتاب عن خطورة هاتين الوثيقتين على سلامة وأمن المجتمع اليمني وصيانة نسيجه الإجتماعي!! وفيما كتب فيه الكفاية وما حديثي هنا إلا لمجرد التاكيد.!!
.
الحرمان المتعمد لذلك المجتمع المراني من ابسط المشاريع التنموية وخاصة المشاريع التعليمية وعجز الدولة من بسط نفوذها فضلاً عن انتشار الأسلحة بحوزة الناس شكل مناخاً لتسييد الجهل و الثقافة المناهضة للنظام الجمهوري بين اوساط مجتمع مران !!
شخصية عبد الملك الحوثي نشأت متأثرة بقيم مجتمعه الصغير فتسيدت في شخصيته الانانية بفعل هالة التقديس ، التي عايشها منذ طفولته المبكره و في ظل غياب الحضور اللائق للوطن من قائمة أولوياته فتبلور من كل ذلك مجرد شخصية لشاب محارب (أمير حرب ) حالت ظروف نشأته -التي هوا نفسه ضحيتها- من ان تتبلور فيه شخصية بحجم اليمن الكبير الموحد بكل ألوان اطيافه المذهبية والجغرافية والسياسية قادر على استيعاب متطلباته الآنية وتطلعاته المستقبلية!!
ومما سبق يتبين لنا مدى تأثير البيئة التي ترعرع فيها قائد الحوثيين في طبع الشخصية الطاووسية على شخصيته ؛ بإعتبار ان تلك البيئة تخلق اضطراب في شخصية المرء؛ وتؤثر على سلوكة وتسير صاحبها في مجاهيل مستقبل مظلم لا يستقر له قرار؛ !!
من علماء النفس من يذهب الى ان مثل هكذا شخصية تتميز عادةً بالحدة والذكاء وفي نفس الوقت بالغرور والمقامرة والعناد ؛!!
وفي هذا الصدد فقد سمعت من بعض من تسنى لهم مقابلة عبد الملك الحوثي والجلوس معه في مرات متباعده نوعاً ما - وان كان لفترات قصيره جداً من الزمن ولمره واحده لكل منهم - انه على درجة من الذكاءلا تنكر ،وانه من غير ما يتعلق بأ منه الشخصي لا يعبأ بالمظاهرولا يعيرها اي اهتمام ؛وانه بسيط في تعامله معهم ومعتزاً بنفسه في نفس الوقت!!
من علماء النفس من يذهب الى ان من سمات ا لشخصية ال طاووسية انها لا تعرف قدر نفسها في موازاة المقابل لها!
بمعنى انها ترى نفسها دوماً الأقوى والأعظم والأنجح ؛ ويزيدها غرورا وصلفااية نجاحات او انتصارات سبق وان حققتها في سالف الأيام ما يجعل من أي تراجع في اي موقف من المواقف وفق عُرفها(الطاووسي الاناني) ماس بالكرامة؛!!
ولعل في فعل الانقلاب ذاته وفي وقائع وحوادث ما بعده وسيطرة الانقلابيين على البلاد ما عزز تحقق شيءمن حدس بدر الدين الحوثي في ذكاء ولده القائد والزعيم الحالي للجماعه الحوثية وبتظافر ذلك القدر من الذكاء مع مالديه من عناد وغرور تكون الشخصية الطاووسيةقد تحققت في شخصه والى حد لا ينكر !!
غير ان مواصلة عبد الملك الحوثي السير على خطى انهاءالحرب(الداخلية والخارجية) في اليمن حتى النهاية سيشكل -ان فعل- حالة استثنائية في السلوك الطاووسي!!!
أسأل الله لليمن مخرج السلامة من الشخصية الطاووسية الفكر!!
ومن طاووسية العقيدة!!
ومن طاو وسية المنهج !!
ومن كيد الإنقلابيين!!
ومن كيد كل اعداء اليمن كافة !!
والله من وراء القصد!

في الخميس 21 إبريل-نيسان 2016 10:32:55 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m2.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m2.marebpress.net/articles.php?id=42259