وقفات مع ا لفكر الحوثي 2
د.عوض محمد يعيش
د.عوض محمد يعيش
عبد الملك الحوثي عاش في مجتمع ريفي تقليدي بسيط أجواءه كانت مظللة من جهه بغمام طيبةالقبيلة المسحوقة التي تجبر رجالها يؤثرون عائلته على انفسهم بنعم الأ نْعَام ( الكباش والأعجال ) والعسل ،!
و من جهة اخرى (كانت مظللة) بعتمة التقديس الذي اعتنقته طيبة القبايل وفقاً لرغبة عائلته وترجمته بطقوس عملية (تقبيل الركب) وفق قاعدة هذا ماوجدنا عليه آباءنا !!
بدر الدين الحوثي كان يحرص على تشوية القيم القبلية بما يعزز من مكانته في اوساط الناس كمرجعية زيديه يحتكم الناس الى ما يمليه هو عليهم ، و كان يطلق عليها بالجاهلية رغم انه كان يستنجد بها متى عن له ذلك وكان متشدداً في فرض عادة تقبيل الركب!!
حسين بدر الدين كان يعارض طقوس تقبيل الركب وكان على خلاف مع والده بخصوص هذه المسألة بينما عبد الملك لم يسمع احد انه رفضها او انه اعترض عليها مثل اخيه حسين !!
عبد الملك كان ريحانة والده ،و والده وكان يؤثره على بقية أشقائه الكبار حيث كان مفرطاً في حبه له ، وكان يُطلق عليه (الولد الطارقة) بمعنى الولد مفرط الذكاء!!
دفع به والده في سن مبكره جداً الى منبر الخطابه ومكنه من الحلول محله في خطب الجمعه وفي خطبتي العيدين !!
ومن جهة ثالثة فالوضع التنموي في المجتمع الذي نشأ فيه عبد الملك الحوثي متدني جداً ومستوى الوعي المجتمعي فيه كان متواضعا جداً جداً وهذه عوامل اسهمت في خلق وضع لا حضور فيه للوطن ولا حضور فيه للجمهورية !!
الحرمان المتعمد للمنطقة من المشروعات الصحية والتعليميه والتنموية عموماً ،وعجز الدولةعلى بسط نفوذها، وتوفر الأسلحة النارية مع السكان كل هذا خلق اجواء مناسبة لتسيّد الجهل و الثقافةالمناهضة للنظام الجمهوري ومكن العائلة الحوثية من ترسيخ ثقافة الإمامة والعنصرية والمذهبية وسهّل في التفاف المزارعين البسطاء حولهم !!
وكان الابن المدلل محروما من اللعب الكافي مع الأطفال وبالتالي افتقد للقسط الأكبر من براءة الطفولة فلم يستمتع بالمرحلة التي تسمى سلطان العمر؛ حيث وجد نفسه في طفولته مرغماً على استيعاب دروساً كان والده يقررها لمن بلغ الأربعين لذلك وجد نفسه اكثر عزلةً او تواجداً بين الكبار والمسنين وفي حلقات دروس والده التي في جلها تتناول قضايا فقهية لا يفقه الطفل معناها فاستعاض عن ذلك باستظهار تلك الدروس فيرددها ترديد الببغاء لكلام الادميين؛ ما عكس ذلك على سلوكه وشخصيته التي لا تعرف المرح والاريحية فهكذا حرمان من حياة البراءة والمرح بين الأطفال تؤدي حسب علماء النفس الاجتماعي إلى اضطراب في سلوك الفرد وتشكل شخصية منتفخة على ذاتها وتسمى الشخصية الطاووسية ؛ ولعل خطاباته التي يلقيها بالساعات وهوا مقطب حاجبيه ودون أن يتخلللها ابتسامة أو إشراقة وجه بل يظل يتكلم بصورة يائسة حزينة غاضبة مكتئبة متوعدة بالويل والثبور؛ على من يخرج من طاعتها؛ !!
سفر عبد الملك الى ايران مع والده كما هومعروف للجميع كان قد وقع بعد حرب 1994 م !!
وهناك مكث للدراسة في( قم )لمدة تقارب العامين وبكل تأكيد فهذا قد غرس في عقليته وفكره العديد من ثقافة وفكر "قم "اوعلى الأقل عمَّق في ذهنه المفاهيم السلبية لمفهوم المقدس الجارودي الإمامي الذي يحرم سماع الطرب والغناء والرقص والفنون عامةً( فيما عدى فن الزامل )، وقد عزى علماء النفس الاجتماعي ان لذلك دور في خلق التطرف وهذا ما يجعل الابتسامةةمفارقة لمحياه ؛!!
أضف الى ذلك ا ن مجتمع القرية عزز لديه (الإنتفاع )من الإنتماء الى القبيلة ومجتمع البيت أصّل لديه( الانتفاع ) من الإنتماء السلالي !!
بمعنى ان في شخصية عبد الملك الحوثي مس من تعددية الانتماء (الإستغلالي النفعي ) الذي احدث لديه حاله من التمزق الوجداني الداخلي الذي تتخطفه مشاعر تلك الا نتماءات الصغيرة لمادون الوطن !! 

في الأربعاء 20 إبريل-نيسان 2016 11:57:41 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m2.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m2.marebpress.net/articles.php?id=42256