حوار رئيس الهيئة التنفيذية للقاء المشترك بالجوف
عامر الدميني
عامر الدميني

رئيس الهيئة التنفيذية للمشترك بالجوف: هناك سياسة مقصودة لتهميش المحافظة والدولة في إجازة

حاوره- عامر الدميني

يدافع عبدالحميد عامر رئيس الهيئة التنفيذية لأحزاب اللقاء المشترك بمحافظة الجوف عن ابناء محافظته الذين يوصفون بالبدو وقطاع الطرق معتبرا ان السلطة وحدها هي المسؤولة عن ترسيخ هذه النظرة من خلال إهمالها المتعمد للتنمية في المحافظة.

عامر الذي يعد ايضا رئيسا للمكتب التنفيذي للتجمع اليمني للإصلاح بالجوف ورئيسا لجمعية السلم والتنمية يرى ان القبيلة وحدة تضامنية وان كثيرا من الأعراف القبلية السائدة اصبحت تشكل حلولا ومخارج لكثير من القضايا لتحل مكان قوانين وتشريعات الدولة التي دخلت في اجازة دائمة حسب تعبيره.

"الناس" التقت عبدالحميد عامر الأسبوع الماضي بمحافظة الجوف وناقشت معه مجموعة من القضايا المستجدة خصوصا قضية قبيلة الجدعان-دهم الذي كان هو احد من قدموا الدعم اللوجستي للجنة الوساطة المكلفة بالحل.

*تتحدث مصادر قبلية عن خلاف بين قبائل الجوف وقبيلة الجدعان ما الذي حصل بالضبط من قبيلة الجدعان؟

- سبق لقبائل الجدعان بمحافظة مأرب بان اثأروا عدة مشاكل خلال العام الحالي والماضي لكن القضية الحالية مستحدثة فقد قامت مجموعة من افراد القبيلة بسرقة سيارة احد الضباط وهذا أمر طبيعي يقومون به غير ان احد الأشخاص فر بالسيارة وكأن بقية الأشخاص لم يحصلوا على نصيبهم من المال الذي بيعت به السيارة كما كانوا يريدون فقاموا وابلغوا الجهات الأمنية باسم السارق فقامت أجهزة الأمن وألقت القبض عليهم بصفتهم مبلغين وتم حجزهم حتى يأتي رفيقهم الذي استأثر بقيمة السيارة والذي كان مختفيا وظهر بعد ذلك بمحافظة الجوف لدى إحدى القبائل، فانتهزتها الجدعان فرصة للضغط على الجوف فقاموا بأعمال تقطع على الطريق العام لكل مواطني الجوف فتدخل العقلاء وتم حل المسألة لكنها عادت بتعنت أكثر وأنكي فقاموا بقطع الإمدادات خصوصا المحروقات عن المحافظة وذلك عند احدى النقاط التي استحدثوها وأوقفوا جميع القاطرات والسيارات المحملة بالبضائع والمحروقات من الدخول للمحافظة ولمدة أسبوع كامل مما جعل المحافظة تغرق في الظلام وتكبد المواطنون والتجار خسائر فادحة جراء انقطاع الكهرباء ووصل الناس إلى وضع حرج جدا.

* لماذا تفعل الجدعان هذا؟

- قبيلة الجدعان تصر على إحضار الشخص الفار(صاحبهم) وتضغط من اجل تسليمه على اعتبار انه متواجد في الجوف وهذا الكلام غير معقول.. والقضية أساسا في مأرب ولأن خط الجوف يمر من منطقتهم فقد قاموا بقطع الطريق.

* وأين الدولة؟

- ماذا تفعل الدولة وهي ليست موجودة.

* لكن الخط العام من صنعاء إلى الجوف مليء بعشرات النقاط الأمنية المختلفة؟

- كل هؤلاء الجنود الموجودين عبارة عن موظفين يؤدون الخدمة مقابل بعض الامتيازات وليسوا مستعدين للتضحية بأنفسهم والتدخل في أمور قبلية معقدة وهؤلاء الجنود هم أنفسهم عاشوا في الظلام مثلما عاش المواطنون.

* هل تم إبلاغ الأجهزة الأمنية؟

- نعم تم إبلاغها عبر المشائخ والوجهاء وكثير من الناس .. لكن دورهم لا يكاد يذكر فهم مغيبين تماما.

* ما حقيقة الدور الذي قام به الإصلاح في هذه القضية؟

- طبعا الإصلاح يهمه مثل هذه القضايا ويسعى دائما لحلها فبعد اشتداد وتأزم الوضع وكثرة شكاوى المواطنين تم تدارس القضية وشكلت لجنة من المشائخ وقيادة الإصلاح وتم التواصل مع الطرف المعني قبائل الجدعان وتفاهموا معهم على كيفية الوصول لحلول عرفية لحل المشكلة وتم الاتفاق على تقديم ست سيارات عدال من كافة الاطراف الداخلة في القضية وسلمت للشيخ احمد الرؤساء الذي اختير كمحكم.

* هل تم هذا بالتنسيق مع الدولة او أي طرف فيها؟

- ليس للدولة اية علاقة بذلك، وإذا كانت الدولة ممثلة بالمحافظة وقيادتها والأجهزة الأمنية والعسكرية والاستخبارات وهي التي لها الاعتمادات والأموال لم تستطع أن تحمي نفسها ولم تستطع حماية وتأمين 56 كم.. فماذا تتصور أن يبيت المسؤولون هنا على الشمع طوال أسبوع مثل بقية المواطنين فإدارة الدولة ضعيفة عاجزة عن توفير الحماية لنفسها.. وهي تحضر عندما تتأثر مصالحها وتتعرض للضرر، أما حين يكون الصراع بين القبائل فهي تقف موقف المتفرج العاجز عن تقديم أي شيء مع أنها تملك قوات عسكرية ضارية لكن لا يهمها أمن المواطن.

* أليس هناك أي تخوف من إجهاض هذا الاتفاق من قبل أي طرف آخر باعتبار ان الإصلاح كان سباقا له؟

- هناك أطراف داخل المحافظة غير راضية عن هذا الإجراء وتسعى لإفشاله وإعاقة أي جهود مصالحة وهذا ما يفسر انه كلما وصلنا إلى اتفاق نتفاجأ بوجود عثرات تؤكد وجود طرف ثالث يتدخل وهي اطراف تخاف من نجاح الآخر على حسابها.

* ماذا لو لم تلتزم الجدعان بالحكم؟

- هذا أمر وارد.. حينها سيكون هناك حل آخر.

* هناك نظرة عن أبناء الجوف بأنهم مجموعة من المتقطعين والبدو الذين لا يجيدون سوى أعمال التقطع والنهب والخطف.؟

- أبناء الجوف يتمتعون بالشهامة والكرم والرجولة.. لكن الذي يحصل أن هناك تهميش متعمد للمحافظة وأبنائها.. تصور ان هناك 53% من طلاب المحافظة ليسوا ملتحقين بالدراسة و47% من الطلاب المسجلين فعليا لا يوجد لهم مدارس وإذا وجد المدرس فهو أعمى لا يجيد أسلوب التدريس أو التربية وإذا وجد المدرس لا يوجد الكتاب وإذا وجد الاثنان ينجح الطالب في آخر السنة وهو لم يحضر المدرسة ولم يحصل على حقه الكامل من التعليم الذي يؤهله للنجاح الكامل.. تخيل بعد عشر سنوات ما الذي ستستفيده المحافظة وماذا سنحكم عليها.. سوف نحصد جيلا جاهلا غير ناضج بكل المقاييس وهذا وضع كارثي.

اما في الجانب الصحي فهناك تسعون وحدة صحية مقفلة وخمسة عشر مركزا صحيا مغلقا ومستشفيين بالمحافظة مغلقين أيضا.. والكهرباء لا تغطي سوى 10% من السكان فقط.

* لماذا أنتم صامتون تجاه وضع كهذا.. لماذا لا تطالبون الدولة بتوفير تلك الخدمات؟

- نحن نطالب باستمرار عبر الأحزاب والمجلس المحلي واللجان والجمعيات العاملة جمعيات الشباب والعاطلين عن العمل والمزارعين والنقابات وكل يوم مطالبات.. لكن لا فائدة.

* لكن هناك من يقول إن الخلل في المواطنين أنفسهم فكلما جاءت الدولة لعمل مشروع معين قامت مجموعة من المواطنين واعترضت على المشروع أو نهبت معداته وبالتالي أصبح مصيره الفشل؟

- أنا سأقول لك شيء.. من يسرق وينهب يكون تابع لمسئول لم يحصل على فائدة من المشروع سواء نسبته أو أي امتيازات فبالتالي يقوم باستئجار شخص او اشخاص يكونوا في الاساس غير صالحين ويعمل على نهب واعاقة تنفيذ المشروع وتخريبه.. أما المواطن العادي فلا يمارس مثل هذه الأمور بل يرحب بأي مشروع لصالح المحافظة والصالح العام وربما يساهم ويتحمل بعض التكاليف.

* لماذا تنتشر ظاهرة حمل السلاح بشكل واضح داخل المحافظة ؟

- إذا كنت تلومنا فلماذا لا تلوم علي عبدالله صالح الذي يتحرك بعشرات الأطقم والأسلحة.

* لأنه رئيس جمهورية، بينما أنتم تحملون السلاح طوال الوقت خلافا للمواطنين في المحافظات الأخرى؟

- لا توجد مشكلة من حمل السلاح ويعتبر هذا الأمر جزء من ثقافة تعود عليها الناس هنا والقبيلة وحدة تضامنية لكن نتيجة الثأر المنتشر هنا أحيانا تلقى شخص يتبع قبيلة معينة ولديه ثأر مع قبيلة أخرى يقوم بالاعتداء وقتل أي شخص يقابله في تلك القبيلة حتى لو لم يكن له أي علاقة وبالتالي فمن حق أي شخص حماية نفسه خصوصا وأن الدولة غير موجودة فلا عدالة ولا قضاء ولا أمن.. يعني الدولة بكل قطاعاتها في إجازة مفتوحة هنا في الجوف.

* أنتم من يرسخ حوادث الثأر من خلال إيوائكم لكثير من القتلة الذين يقتلون الأبرياء وحملكم الدائم للسلاح؟

- أنا معك هذا موجود وهذا عرف متعارف عليه.. حيث لا يتم تسليم أي إنسان لجأ إلى بيوتنا وهذا عرفنا.. لكن في المنظور الشرعي هذا غير صحيح ولعن لله من آوى قاتلا.. لكن هذا لم يعد معمول به إلا في بعض المناطق نتيجة الأعراف السائدة ونحن نسعى حاليا للتخفيف من هذه العادة.

* الناس


في الأربعاء 24 سبتمبر-أيلول 2008 07:09:32 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m2.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m2.marebpress.net/articles.php?id=4210