أعجموا الحروف المبهمة
د. محمد جميح
د. محمد جميح
يقول علي عبدالله صالح، وعبدالملك الحوثي إنهما اليوم يقاتلان دفاعاً عن الوطن ضد العدوان السعودي. ولا ينكر أحد أنهما يقاتلان، ولكن دفاعاً عن مصالحهما السياسية، لا عن السيادة الوطنية.
ولو قبلنا أن حربهما اليوم هي للدفاع عن الوطن، فماذا نسمي حربهما التي استمرت من ٢٠٠٤ إلى ٢٠١٠، والتي يحاولان التنصل من تبعاتها اليوم، على الرغم من أن صالح كان حينها القائد الأعلى للقوات المسلحة، وعبدالملك كان، ولا يزال زعيم جماعته؟
الأمر واضح: لو كان صالح والحوثي يقاتلان دفاعاً عن اليمن في ٢٠١٥، لما تقاتلا في الفترة ما بين ٢٠٠٤ و ٢٠١٠.
ثم ألم يقاتل بدرالدين الحوثي، والد عبدالملك، مدعوماً بالسعودية في ستينيات القرن الماضي؟
ألم يقاتل على عبدالله صالح مدعوماً بالسعودية في مطلع الألفية الثالثة؟
أم أن المؤرخين كانوا يكذبون!؟
أليس هذا دليلاً على أن صالح وعبدالملك يقاتلان في سبيل السلطة وليس في سبيل الوطن، كما يشيع صالح، ولا في سبيل الله كما يذيع الحوثي؟
قال الحوثي مرة إن صالح باع الوطن للسعودية، وقال إنه رأس الفساد، وإنه ديكتاتور ظالم، وقال صالح عن الحوثي إنه باع اليمن لإيران، وإن لديه أجندة خارجية، وإنه من بقايا عصر الإمامة.
لماذا -إذن - يغضب أنصارهما إن نحن فقط رددنا، ما قالاه لنا؟
هل يقبل الأنصار أن نقول إن الرجلين كانا يكذبان؟
وهناك نقطة لم أفهمها. كيف يطالب وفد صالح والحوثي في سويسرا بوقف دائم لإطلاق النار، ثم يقول الحوثي إنه سيقاتل "إلى يوم القيامة"، ويقول صالح: "الحرب لم تبدأ بعد"؟
من يتحمل -إذن -مسؤولية استمرار الحرب؟
كيف يوافق الرجلان على الذهاب إلى محادثات في ١٤ يناير القادم، ثم يقول صالح لن نذهب إلا بعد وقف الحرب التي "لم تبدأ بعد"، ولن نذهب إلا بشرط أن يكون الحوار مع السعودية، وليس مع المرتزقة؟
كيف سيكون موقف صالح إذا رأينا الأخ عارف الزوكا قريباً يتحاور مع عبدالملك المخلافي، وليس مع محمد بن سلمان؟
المسألة واضحة. قرار وقف الحرب ليس في الرياض ولا في عدن، القرار بكل بساطة في صنعاء وصعدة.
استمرار الحرب الداخلية، والحرب الخارجية أو وقف الحرب يرجع للرجلين الذين نكرر أنهما تحاربا فدمرا صعدة، وتحالفا فدمرا اليمن.
حان الوقت لنزع العباءة الوطنية والدينية عن المتلبسين بها.
لا يجوز أن ندمر بلدنا لأجل أن يرتفع اسم صالح والحوثي من لائحة العقوبات الدولية، كما يلح وفدهما المفاوض.
حان الوقت لوضع النقاط على الحروف.
طالما بقيت هذه الحروف مبهمة ستستمر الحرب.
نريد السلام.
نريد وضع النقاط على الحروف.
أعجموا الحروف المبهمة أثابكم الله.


في الأربعاء 27 يناير-كانون الثاني 2016 10:07:48 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m2.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m2.marebpress.net/articles.php?id=42034