قراءة عاجلة في العلاقات الأمريكية- الخليجية !!...
راكان الجبيحي
راكان الجبيحي
قراءة عاجلة في العلاقات الأمريكية- الخليجية !!
ليس من السهل قراءة العلاقات الامريكية- الخليجية في مرحلة حرجة كهذه على حساب المشهد اليمني الغامض الذي طال حدة توتره واشتد تقزمه مما خرج عن إطار السيطرة الكاملة.. وأصبحت المشكلة معقدة للغاية. مما تحولت من أزمة يمنية- خليجية الى أزمة خليجية- دولية. وكان مخطط لإنهائها بفترة وجيزة غير هذه المرحلة التي دخلت حيز التعقيد والتباين المزدوج والتشاحن الذي وُلد بين امريكا ودول الخليج والسعودية على وجه الخصوص .
ان قراءة علاقة كأمريكا ودول الخليج في وقت كهذا امر من الصعب تباينه دون النظر الى طبيعة العلاقات العميقة والاستراتيجية البعيدة المدى بين تلك القوى. والذي يصعب عليًّ إيجازها في بضعة سطور .. رغم اجتهادي الكبير في التعمق المزمن بمجريات العلاقة وربطها بحبال الأوضاع المتوترة التي عصفت بالمنطقة .
ضلت علاقة امريكا بالخليج والسعودية خصوصا طيلة العقود السابقة ولا تزال علاقة وطيدة ومتماسكة ومتلاحمة دون تخلخل او تأجيج وتأثير يذكر. مع وجود فجوات وملسنات في بعض المراحل التاريخية والتي هي شبيهة للمرحلة الحالية بطبيعة المصالح المتعارضة والمتنافية والتي لها أبعاد ذات طابع أمني وقومي .
لا نجزم على ان الازمة الواقعة بين دول الخليج وامريكا ستؤول الى مالات صعبة وستتجه الى مفترق طرق.. بل ان ذلك سيؤدي في نهاية المطاف الى تضميد العلاقة. وسد الثغرات مهما اشتدت جذور الازمة وامتدت الى أروقة المصالح المتعارضة في اكثر من محطة وهذا ما لاحظناه من خلال تجاوز الجانبين كافة الازمات العصيبة التي وقفت في منتصف طريق العلاقة الوطيدة والاستراتيجية بين واشنطن والخليج بلا استثناء .
لقد رسمت الرياض نقاط واضحة لخط سير العملية العسكرية في اليمن منذ انطلاق عاصفة الحزم قبل اشهر قليلة لإنهاء حدة التوتر وكسر قوام التعنت المهدور لدى جماعة الحوثي لولا دخول واشنطن على الخط في التحول نحو عتبة التقارب الملحوظ لتقوية شوكة تحالف صالح والحوثي وإطالة المرحلة. لإرضاخ الخليج وسحب البساط من طاولة السيطرة السعودية على زمام الاحداث الدائرة في البلاد. ومؤتمر جنيف الذي عُقد لإيجاد حل سياسي وسلمي لليمن قبل أيام دون الخروج لأي حل توافقي دليل على ذلك.
علينا ان ندرك في الاول والاخير ان تدخل السعودية عسكريا ليس من اجل اليمن مع ان ذلك احد الاهداف الاساسية لمضلة التدخل بتفتيت احد اجندة ايران في المنطقة . بل لبروز قوة المملكة وبعث رسالة خليجية الى ايران مفادها التواجد الخليجي الصارم والقوي في المنطقة .
تحاول السعودية بكل السبل الإسراع بإنهاء وتيرة العنف وبؤرة الاقتتال الدائر في اليمن بأية طريقة وبأي ثمن.. مع الالتزام الكامل بضمانات حقيقية تعطي الرياض جو الانتصار في معركتها. بينما امريكا تريد اطالتها لغرض مصلحتها في اغراق الرياض بخنادق جسيمة في سرعة اتخاذ قرار التدخل دون الرجوع الى واشنطن واستشارتها .
يعلم الجميع ان العلاقات السعودية الامريكية في مهب الريح وتمر بأسوأ مراحلها.. نتيجة التقارب الامريكي مع ايران بشان برنامجها النووي. مما وُلد غضب وتلاسن لدى دول الخليج وهو الامر الذي استدعى الرياض بتشكيل تحالف خليجي عربي واستباق التدخل الفوري والحاسم في الازمة اليمنية في وقت كانت امريكا راضية عن اداء الحوثي وتحركاته في اليمن او هكذا يبدو .
مما لا شك ان الرياض غير متيقنة تماماً من مؤتمر جنيف.. حتى ضلت محتفظة ببعض الأوراق. بيد ان المؤتمر لن يثمر عنه أي حلول يلبي تطلعات الخليج بشكل خاص واليمنيين بشكل خاص. كون المؤتمر تحت مظلة الامم المتحدة.
ليس أمام دول الخليج في الوقت الراهن سوى إخراج آخر الأوراق في قلب الطاولة ودعم المقاومة على الأرض لإحداث تباين وتوازن ملحوظ.. للتمكين من حل الازمة عسكريا في نهاية المطاف وبأيام معدودة ان صحَّ عزم الخليج على انهاء حدة التوتر. مع شكوكنا بخلق حلول سياسية وهمية. ورفع الكفة عن الرياض.. وتحويل المسألة اليمنية الى الامم المتحدة بحيث تتحفظ واشنطن ببعض المفارقات في إحداث توازن بين مختلف القوى. وهذا ما نخشاه من العالم أجمع ،، والخليج بوجهاً خاص .!!

في الأحد 05 يوليو-تموز 2015 01:16:56 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m2.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m2.marebpress.net/articles.php?id=41590