اليمن في عيده الوطني: ورقة صالح الأخيرة فك الارتباط
فيصل المجيدي
فيصل المجيدي
اتذكر ساعة إعلان توحيد اليمن في مثل هذا اليوم، كان تلفزيون صنعاء يبث اغتية لمن كل هذي القناديل تضوي لمن..اليوم تضيء سماء اليمن بقذائف المدفعية والدبابات في الوقت الذي تغرق مدنها بظلام دامس الا من قصور أمراء الحرب ومساعديهم.
الحزن يعم اليمن اليوم..لم يكن أحدا يتخيل أننا سنصل الى هذا الوضع المأساوي بسبب ثعابين الكهوف والراقص الأكبر على كل جراح ومعاناة الشعب.
في حرب 1994م خطب صالح صبيحة العيد وطالب علي سالم البيض ان يسلم نفسه الى أقرب قسم شرطة، قد يتكرر الطلب هذه المرة ولكن لصالح الذي لن يجد حتى مركز شرطة يقبل منه ان يتواجد فيه.. لقد أصبح صالح أشبه بشريحة ترشد الطائرات الى القصف لذا لا يقبل أحد ان يتواجد معه في ذات المكان..اصبح اسم صالح يعني خطرا ممنوع الإقتراب..أمامك حقل ألغام.
لايجد صالح اليوم مكانا آمنا ليدعو محبية ورجال الصحافة والإعلام للاحتفال بالعيد الذي يفاخر بأنه صانعه.
 كأوراق خريف تساقطت كل أوراق صالح،الحزب القاعدة والارهاب باب المندب القرصنة النفط الحرس وغيرها من الاوراق، ورقة واحدة يحتفظ بها صالح ليخلط الأوراق ويحول الجنوب الى غابة تحترق بدون ان يحتاج فيها الى قواته العسكرية التي تحاول اقتحامها منذ أشهر.
يفكر صالح أكثر من أي وقت مضى الى استخدام ورقة فك الارتباط بالجنوب..يعلم صالح ان هذه الورقة بالغة الخطورة جدا وستقضي عليه الى الأبد، لكنه لم يعد يأبه بشي أصبح همه تدمير كل شي.. أنا ومن بعدي الطوفان.
في جلسة خص بها عدد من كبار مؤيديه الاسبوع الفائت اعلن صالح عن مفاجأة سيعلنها هذا اليوم.
تسائل الحاضرون ما المفاجئة يا فندم؟ ضحك بخبث ثم قال سنحقق حلم الجنوبيين بدون النقاط العشرين والثمان..سنعظيهم ما يريدون وعلى عبدربه والسعودية اقناعهم بأن يتوحدو مع الشمال من جديد.
اكمل عبارته ثم ضحك كساحرة شريرة وسط ذهول مؤيدية الذين تمتموا بصمت لقد جن الزعيم.
ما الذي يتوقعه صالح من خطوة كهذه الخطوة الغبية.
هل يظن أن توفيعه على اتفاق الوحده يخوله الغاؤه..هل نسي صالح أنه لم يوقع بشخصه بل بصففته رئسا للجمهورية آنذاك.
قد يتمكن صالح من خلط الاوراق الا ان النار المشتعلة هذة المرة لن تحرق اصابعه فقط وانما ستحرقه الى الأبد.
 أما شعبنا فسوف يحتفل بعيد وحدته العام القادم وقد اصبح صالح وحلفاؤة شيئا من الماضي البغيض.
على قيادات المؤتمر الشعبي الموالية لصالح وعلى مستشارية ان بقي له مستشارين أن يثنوه عن هذه الخطوة التي لن يدفع ثمنها الا هو وأنتم فقط.
واخيرا اعتقد أن عملتي عاصفة الحزم وإعادة الأمل كان لهما الدور الابرز في الحد من عبث إيران التي تحلم بإعادة إمبراطورية فارس إلى المنطقة عبر اليمن وهي رسالة قوية للغرب بعدم قبول أي توجه منها لإحلال إيران كشرطي جديد في المنطقة بالتناغم مع إسرائيل وهو دور يجعلنا نوجه شكرنا للملك سلمان لقيادته الحكيمة في هذه المرحلة المهمة في تاريخ المنطقة . ..صالح انتهى سياسيا وفي طريقه للاندحار عسكريا..


في الأحد 24 مايو 2015 04:55:29 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m2.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m2.marebpress.net/articles.php?id=41499