من الإنتفاشة الى الإنتكاسة للتحالف الحوثي العفاشي
علي بن ياسين البيضاني
علي بن ياسين البيضاني
بعيدًا عن السياسية والتحليل ، نقول :
بغض النظر عن مدى أحقية الحوثيين في حكم اليمن أو عدم أحقيتهم ، كان بإمكانهم حكم اليمن دون أي اعتراض من أحد طالما أنهم استطاعوا السيطرة على الأمور فى اليمن بحكم الأمر الواقع ، كان بإمكانهم تحقيق الحد الأدنى من العدل ومحاربة الفساد ، والإبتعاد كلية عن الإنتقام من الأفراد أو القيادات أو عن تفجير المساجد ومراكز تحفيظ القرآن ، وعدم الإرتباط بالدولة المجوسية الفارسية ( إيران ) لتخريب اليمن وإدخال شعبها في صراع طائفي لم تعرفه اليمن على مدار السنين ، ثم الأهم كان من المفترض عليهم الإبتعاد عن رأس الأفعى علي عفاش ، الذي أوردهم - وهو عدوهم الأول - المهالك وأوقعهم في صراع مرير مع أشد أعدائه ، فكان حالهم كمن يأكل الثوم بأفواههم ..
لكنهم للأسف ، كما قال أحد دهاة الإصلاح الأستاذ / محمد قحطان عن أفعالهم حال سيطرتهم على صنعاء أنها انتفاشة وستنتهي ، ولم يكن أحد يمكنه التصديق بتلك المقولة في ظل الإنهيار العجيب الغريب لكل ألوية ومعسكرات الدولة ، وبالصورة المروِّعة التي رأيناها ، لكنني عندما سمعتها تفكرت في قصده منها وأمعنت التفكير في حال الطغاة ، وبطشهم وجبروتهم من الأمم السابقة عاد وثمود وفرعون وهامان وقارون والنمرود وغيرهم كثير وكثير ، فرأيت أن سبب إهلاك الله لهم هو بغيهم وتجبرهم على عباد الله المؤمنين .. قال تعالى : " فأما عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق وقالوا من أشد منا قوة أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة وكانوا بآياتنا يجحدون ( 15 ) فصلت ، وقال أيضًا : " فَمَا آمَنَ لِمُوسَىٰ إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلَىٰ خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ ۚ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ ) يونس 83 .
لم يكن أحد من العقلاء يرغب في وصول حال البلاد إلى الحرب والدمار ، وتخريب العتاد العسكري والمشترى من أقوات الفقراء ، لكن نقولها صراحة لا مراء فيها أن تدمير اليمن كان بسبب تحالف الحوثيين والعفاشيين ، وليست من قوة التحالف العربي ، والتي جاءت من باب " آخر العلاج الكي " ، وتحت قاعــــــدة " درء المفاسد مقدم على جلب المصالح " ، وأكثر مفسدة يراها اليمنيون ( الحوثيين والعفاشيين ) الذين لو استمروا سيصلوا بالبلاد والعباد إلى الهاوية .
عوامل الهزيمة لهؤلاء الطغاة المتجبرين كانت من دواخلهم ، وقد تمثلت في عوامل كثيرة منها (من أشد منا قوة ) وقد سمعناها أقوالاً وعانينا منها أفعالاً ، وقيامهم بتدمير المساجد ، ومراكز تحفيظ القرآن ، ثم تشريد آلاف المواطنين من صعدة وحجة وعمران وغيرها ، والآن يدمرون المحافظات الجنوبية ويقتلون أهلها ، وكذلك أعمال القتل التي تمت لكثير من الأبرياء ، وهذا فيض من غيض ، والله عز وجل يمهل للظالم ثم يأخذه أخذ عزيز مقتدر ، والله أشد منا غيرة على عباده وبيوته ..
وإني أرى إنتفاشتهم الطائشة ، وعلوهم فى الأرض وبالسرعة الهائلة التي توسعوا بها ورافقه طغيان شديد ما هو الا استدراج الهي لهم فآلت تلكم الإنتفاشة ونتيجة لأعمالهم السيئة القذرة إلى انتكاسة في كل الجبهات الشعبية والسياسية والعسكرية ، والقادم بإذن الله سيكون أجمل ، ونحن لا نشمت في أحد ، لكننا نحب زوال الظلم والظالمين ، وهذا حق مشروع لنا قال تعالى:" ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ".
وهناك معلومة يجب أن يعلمها كل الناس أن إعادة أمجاد الإمبراطورية الفارسية ضرب من الأوهام ، ودليل ذلك ما قاله الصادق الذي لا ينطق عن الهوى رسولنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم " إذا هلك كِسْرَى فلا كِسْرَى بعدَه ، وإذا هلك قيصرُ فلا قيصرَ بعدَه ، والذي نفسُ محمدٍ بيدِه ، لتُنْفَقَنَّ كنوزُهما في سبيلِ اللهِ " رواه البخاري وغيره. 
ثم أن فرحتنا بزوال الظلم نابع من حاجتنا كيمنيين إلى أن نحيا حياةً سعيدةً ، ليس فيها مكدِّرات ، ولا منغِّصات ولا حروب ولا صراعات ، ولن نصبح في يوم من الأيام عبيدًا لمراهق مران ، أو أحمق سنحان ، ولو أُزهقت أرواحنا جميعًا ، وبإذن الله تبارك وتعالى سينبلج نور الحق المبين بدحر فلول المتجبرين ومراهقي السلطة المأفونين ، وإن غدًا لناظره قريب .. (واللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُـــونَ) 21 يوسف ..


في الأربعاء 08 إبريل-نيسان 2015 11:16:03 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m2.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m2.marebpress.net/articles.php?id=41346