لماذا نراهن على "عاصفة الحزم" ؟
صلاح المقبولي
صلاح المقبولي
في السادس والعشرين من شهر مارس 2015م قررت المملكة العربية السعودية ومعها مجموعة من الدول العربية والإسلامية قيادة تحالف عربي يهدف إلى ردع التمرد الحوثي المتحالف مع الرئيس الخلوع علي عبدالله صالح ، الذي تمرد على سلطة الرئيس المنتخب عبدربه منصور هادي .
قررت المملكة العربية السعودية إنشاء وقيادة هذا التحالف تحت مبرر إنقاذ الشرعية في اليمن ، ولكن من الواضح أن لها مصلحة أكبر وهي إزالة التهديد الوجودي الذي يهدد المملكة والمتمثل بهذه القوة المفرطة التي صارت بحوزة الحوثيين والذين يعلنون جهاراً نهاراً عدائهم للمملكة العربية السعودية حتى أنهم قاموا بمناورات عسكرية بالقرب من الحدود السعودية .
دافع إزالة التهديد الوجودي يشمل كل دول مجلس التعاون الخليجي التي لا يخفى عداؤها الواضح لإيران الحليفة الإستراتيجية للحوثيين .
أما دافع بقية الدول المشاركة في التحالف فهو أعتبارهم التهديد الحوثي مسألة أمن قومي يهدد المنطقة بأسرها والذي قد يطال دولاً بعيدة جغرافياً عن اليمن ، فالدولة الحوثية دولة غير مستقرة وستكون بؤرة للصراعات ومضخة للإرهاب وهذا ما يحدث في أي دولة تحكم فيها الأقلية بقوة السلاح .
أما مصر فلها دافع آخر بالإضافة إلى دافع الأمن القومي وهو الحفاظ على أمان المرر المائي المهم (باب المندب) المؤدي إلى (قناة السويس) التي تعتبر ركيزة أساسية لقيام الإقتصاد المصري .
لكن السؤال هل ستكتفي هذه الدول بالقضاء على الحوثي فقط دون السعي لاستقرار يمن ما بعد الحوثي ، أم أن مصالحها تقتضي يمنأ مستقراً حتى بعد القضاء على الحوثي ؟
إن التركيبة السياسية والإجتماعية لليمن تجعله مصدر تهديد لدول الجوار طالما أنه في حالة عدم استقرار ، فبغياب الدولة تتقوى جماعات كالحوثيين والقاعدة وربما تظهر جماعات أخرى بحكم التركيبة المتنوعة للمجتمع اليمني ، ولا يخفى على أحد كمية السلاح المهولة المنتشرة باليمن ، فإذا لم تسعى دول التحالف لهدم دولة الحوثي وبناء الدولة اليمنية المستقرة بناء على شرعية الرئيس هادي فلا أعتقد أنها قد حققت ما كانت تسعى إليه من خلال الحملة العسكرية \"عاصفة الحزم\" . لكن ما الذي يجعلنا نعتقد أن دول التحالف قادرة على زرع الاستقرار في اليمن بعدما فشلت قيادة هذا التحالف \"دول الخليج\" في زرع الاستقرار في سوريا والعراق مثلا ...
في اعتقادي أن زرع الاستقرار فشل في العراق وسوريا بسبب قدرة إيران على التدخل العسكري المباشر في هذه الدول وهو ما عملت عاصفة الحزم على إنهاءه منذ بداية الحملة ، فالحملة ضمنت منذ بدايتها عدم وصول أي دعم عسكري للحوثيين من خارج اليمن ، وبالتالي فالحوثيين يمرون في حرب استنزاف ستقضي عليهم في النهاية وهو ما لا يحدث لحلفاء إيران في العراق وسوريا .
فالتدخل الإيراني في العراق وسوريا جعل إيران منهكة وغير قادرة على دعم الحوثيين البعيدين عنها جغرافيا والمحاصرين من البر والبحر والجو ، والذي يحتاجون إلى الكثير بفعل الضربات الموجعة التي تلقونها من دول التحالف .
خلاصة القول أن المصالح الاستراتيجة لدول الجوار في اليمن وهذا التوقيت المثالي لتوجية الضربات للحوثيين في الوقت الذي تغرق فيه إيران بملفات متعدده يعطي فرصة أكبر لنجاح التحالف العربي لتحقيق يمن مستقر .


في الثلاثاء 31 مارس - آذار 2015 05:18:46 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m2.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m2.marebpress.net/articles.php?id=41308