قصة المملكة والإخوان
إبراهيم عبدالرحمن العلفي
إبراهيم عبدالرحمن العلفي

قصة المملكة والإخوان لم تبدأ اليوم بل لها فصول موغلة في القدم ذات أحداث تراجيدية عميقة الدلالات والأبعاد

تبدأ القصة بالتحديد من اول يوم وضعت فيه البذرة الأولى للدولة السعودية الأولى الوليدة والتي كانت عبارة عن اتفاقية بين مؤسستين الأولى دينية والثانية سياسية التزمت الأولى للثانية بترسيخ مبدأ السمع والطاعة وعدم المنازعة في الأمر والتزمت الثانية للأولى بإقامة دعوة التوحيد ومحاربة الشرك والوثنية مثل الطرف الأول في الاتفاقية الامام محمد بن عبدالوهاب ومثل الطرف الثاني في الاتفاقية الامام محمد بن سعود وتم التوقيع عليها في منطقة الدرعية في نجد وكان ذلك بالتحديد سنة 1157هـ

كانت الأيدلوجيا التي يرتكز عليها فكر المؤسسة الدينية وتمثل بالتالي العقيدة القتالية للمؤسسة السياسية وذراعها المسلح العسكري تنطلق من فكرة حدوث الردة في الأمة وعودتها الى الوثنية وبالتالي اعلان الجهاد لاعادة التوحيد وقيام دولته واستطاعت قوات بن سعود في وقت وجيز في تحقيق انتصارات ساحقة في نجد والحجاز ووصلت الى اليمن وقطر والكويت وسوريا والعراق الا ان السقوط المدوي كان اسرع بكثير من الإنجاز القياسي زمنا وكان ذلك على يد القوات المصرية بقيادة إبراهيم باشا

بين نشأتي الدولة السعودية الأولى ونشأة الدولة السعودية الثالثة كانت الدولة السعودية الثانية لفترة سريعة عابرة عى يد الأمير تركي بن عبدالرحمن كنها سرعان ما سقطت على يد آلرشيد ونفي الأمير الى الكويت في سنة 1891م

وعلى يد الأمير عبدالعزيز آل سعود في بداية القرن العشرين كانت بداية الدولة السعودية الثالثة في نشأة شبيهة الى حد كبير بنشأة الدولة السعودية الأولى من حيث تشكلها من جناحين ديني وسياسي وبأيدلوجيا وباتفاقية مطابقة للأولى حيث ( كان زواج الأمير عبدالعزيز من حفيدة الامام محمد بن عبدالوهاب ) وعقيدة قتالية نسخة طبق الأصل من أيدلوجيا الموسسة الدينية في الدولة السعودية الأولى بل وبشكل أكثر صرامة وعمقا

قام الأمير عبدالعزيز بانشاء جيش من المقاتلين البدو وانشأ لهم ما يعرف ب ( الهجر ) استوطنوها وهجروا حياة البداوة وكانت إقامة أول هجرة عام 1911م ووصل عدد الهجر الى اكثر من مائتي هجرة وتم تربية هؤلاء البدو تربية دينية عسكرية صارمة وشكلوا الجيش الأساسي للأمير عبدالعزيز الذي استطاع به القضاء على النفوذ العثماني وحكم الشريف حسن في الحجاز وآل الرشيد في حائل والسيطرة على مكة والمدينة وتوحيد سائر انحاء المملكة

كان الاسم الرسمي الذي يطلق على هؤلاء البدو المقاتلين إخوان من طاع الله واختصارا ( الإخوان )

بعد تحقيق الأمير عبدالعزيز لانتصارات ساحقة في فترة قياسية بفضل هؤلاء المقاتلين الأشداء الذين قذفوا الرعب في قلوب كل من يناؤىء آل سعود في الجزيرة والشام والعراق يبدو أن الأمير عبدالعزيز اقتنع بكفاية سيطرته على نجد والحجاز ولم يرغب في استمرار الفتوحات والتوسع أكثر وأن الأولى توطيد أركان المملكة الموحدة الناشئة وبدأت المفاوضات بين الأمير عبد العزيز وبريطانيا وانتهت الى تفاهمات تشبه ما يمكن أن يسمى ترسيما للحدود والتزام الأمير عبدالعزيز بعدم تجاوز المناطق التي سيطر عليها مقابل اعتراف بريطانيا بمملكته الوليدة

وهنا بدأ الصراع بين جيش ( الإخوان ) و آل سعود يساندهم كبار العلماء من آل الشيخ وعلماء الدعوة النجدية وكان قادة ( الإخوان ) هم : سلطان بن بجاد العتيبي وفيصل الدويش وضيدان بن حثلان حيث رفض الاخوان التوقف عن الجهاد والفتوحات والالتزام بالحدود المرسمة وقاموا بالهجوم مرات عديدة على الكويت والعراق وغيرها و اتهم الاخوان الملك عبدالعزيز بالمروق من الدين وترك الجهاد واتهموا العلماء الذين وقفوا الى جانبه بأنهم علماء السلاطين وطرح ( الإخوان ) سؤالهم الذي لا زال بدون إجابة الى اليوم وهو : ( ما الذي حدث لماذا يمنعونا من الغزو والجهاد ؟ هل كفرنا أم أسلم هؤلاء ؟؟ ) يقصدون القبائل العربية في الجزيرة والعراق والشام

وفي المقابل أصدر علماء الدعوة النجدية فتاوى بتكفير ( الإخوان ) وأصبح التكفير متبادلا بين الطرفين وبدأت ملامح حتمية الصراع المسلح بين الطرفين تلوح في الأفق وأصبح من المؤكد أن المعركة المسلحة باتت أمرا مؤكدا وبدأ الطرفان في الاستعداد لها بالجمع والتحشيد غير أن الأمير عبد العزيز حاول الحيلولة دون قيام المواجهة المسلحة ودعا الى مؤتمر عام واحتكام الطرفين الى الشريعة وهو ما حصل في بالفعل

التقى الطرفان في مؤتمر حاشد ......

ما الذي جرى في هذا المؤتمر وماذا كانت مقرراته؟

هل حال هذا المؤتمر بين الطرفين والمواجهة المسلحة ؟

الجواب من الآن : لا بل حدثت المواجهة

في الحلقة القادمة باذن الله سنعرف :

- كيف انتهى جيش ( الاخوان ) على يد الأمير/ عبدالعزيز ؟

- تفاصيل المعركة المسلحة بين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود وجيش ( الإخوان ) الثاني

الى اللقاء ،،،


في الإثنين 02 فبراير-شباط 2015 10:53:36 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m2.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m2.marebpress.net/articles.php?id=41062