المشترك اليوم
عامر الدميني
عامر الدميني


من يشمتون باحزاب اللقاء المشترك و ويشتمونها على موقفها من #الحوثي مؤخراً عليهم، أن يعيدوا إستكشاف عدوهم الحقيقي، وحرياً بهم ان يوجهوا نقدهم نحو الطرف الذي أوصل #الحوثيين الى #صنعاء ، وكان سبباً في إدخال البلاد الى هذا النفق الذي لم يعد مظلماً فحسب بل مسدوداً، فاحزاب المشترك تتعامل مع الاحداث سياسيا وتكمن قدرتها في الحشد الجماهيري كوسيلة ضغط على #الحوثي فلا تضاعفوا مستوى الخذلان في طريقها، اما عوامل القوة لدى #الحوثي ويعلمها الجميع، فهي وسائل العنف، وادوات الترهيب، ولغة الرصاص، و الدولة التي اختطفها، وهناك فارق كبير بين الطرفين.
مشكلة احزاب المشترك انها لا تًطلع قواعدها وجمهورها على نتائج عملها، وخفايا المواقف والأحداث التي تعيشها، والدوافع التي تدفعها للتفاوض، والمبررات التي تمتلكها، ولذلك تتعرض لصنوف واشكال من اللوم، والعتاب، والتأنيب من قبل قواعدها وأنصارها، الذين استشعروا خطورة الوضع، فأندفعوا بحماس لحثها على تحمل مسؤولياتها، لكنهم تجاوزوا حدود اللياقة والإحترام والنقد والنصيحة.
الشيء الذي يتفق عليه الجميع و ينبغي أن تعترف به احزاب المشترك هو موقف الضعف الذي تعيشه، وتجردها من ادوات القوة التي تمكنها من فرض شروطها لتكون نداً ل #الحوثي ، مثلما كان وضعها في عهد صالح تماما، الامر الذي جعلها امام خيارات صعبة، وانسحابها من المفاوضات مع الحوثي لن يحل الأزمة القائمة، وبالتالي فإن نقدها وشتمها والإنتقاص من دورها يخدم صالح و توجه حزبه و يعزز نقاط القوة لديهم، كما يخدم جماعة الحوثي التي ينبغي أن تتحمل مسؤوليتها في النتيجة التي اوصلت البلد إليها، ويتشاطر معها المسؤولية من ساندوها منذ دماج حتى سقوط صنعاء.
لذلك اذا كان من لوم يوجه لاحزاب المشترك فهو الامر الذي غاب عن ذهنها والمتمثل في عدم إدراكها منذ خروج الامور عن سياقها الطبيعي بأن ضعف اداء الرئيس هادي سينعكس عليها، وستتحمل هي مسؤولية ذلك الضعف، فلا هي مثلت شريكا فاعلاً في السلطة وحافظت على نفسها ووجود الدولة من السقوط، ولاهي تحولت منذ وقت مبكر وانسحبت الى موضعها السابق كمعارضة، على الأقل لإحداث توازن وملئ الفراغ الذي قفزت إليه جماعة الحوثي، ولذلك كان سقوط هادي سقوطاً لها ايضا.
حزب المؤتمر هو الذي يملك الأغلبية في البرلمان والسلطة المحلية، ويدين لرئيسه بالولاء قيادات عسكرية كبيرة، فلماذا لا ينفذ الحل الدستوري عبر البرلمان بعد إستقالة هادي ما دام مؤمناً ومقتنعاً أنه الحل المناسب للوضع الراهن، وما الذي يجعله مكبلاً ولا يجرؤ على الذهاب نحو مجلس النواب لتمرير تلك الحلول، وأنخرط كغيره من الاطراف السياسية في سلسلة الحوارات التي يجريها جمال بنعمر مع محتلف الأطراف.
بالنسبة للمجتمع الدولي والدول العشر فقد تخلوا عن دورهم تجاه الوضع في اليمن، ويلتزمون الصمت حتى اللحظة – بإستثناء تصريح الامين العام لمجلس التعاون الخليجي لصحيفة الحياة- ما يعكس بأنهم مع فرض الطرف الاقوى لشروطه وخياراته في الداخل و ذلك الطرف هو جماعة الحوثي، اما موقف جمال بنعمر في المفاوضات التي يقودها حالياً، فيبدو ضعيفا ولا يمتلك ذلك التأثير الذي تميز به من قبل في لجم الخلافات والتوفيق بين الأطراف، خصوصا في القرارات التي ازاحت عائلة صالح من الجيش وغيرها
لكل الزملاء والصحفيين والناشطين توالي الاحداث وتتابعها يمضي سريعاً في اليمن فلا تتعاملوا مع كل حدث بشكل جزئي فذلك ما تسعى إليه وتمارسه بعض الأطراف، من خلال تفجير أزمة معينة وتضعنا في دوامة مغلقة لنستهلك أنفسنا داخلها، ثم تقفز هي لتفجر وتفتعل أزمة جديدة، وتجرنا خلفها من أزمة لأخرى.
وليكن امامنا جميعا قضية واحدة فقط غير قابلة للتجزئة، وهي اختطاف الدولة، والوجود المليشاوي، والإنقلاب على الشرعية التوافقية، والعنف الدموي الذي يتعرض له اليمنيون، فوضع البلد الآن واللحظات التي تمر بها اليمن حالياً تقتضي من الجميع إدراك خطورتها وإتخاذ موقفا واحدا لإنقاذها بعيدا عن الإنفعال و بغض النظر عن الإنتماءات الحزبية والهويات المناطقية والخلفيات المذهبية، و أي تفريط او تواطئ او تصلب من أي طرف سيقود الجميع الى الهاوية.


في السبت 31 يناير-كانون الثاني 2015 03:05:10 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m2.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m2.marebpress.net/articles.php?id=41052