إيجابيات الحوثيين وسلبياتهم .. اقرأ ثم قرر ؟
منير العرامي
منير العرامي

لكل جماعة تتأطر في حركة أو تنظيم ديني أو سياسي أو اجتماعي؛ فإنها توجد سلبيات وإيجابيات مهما كانت تلك الجماعة وفكرها. وتظهر السلبيات والإيجابيات وتتكشف أكثر عندما تتولى الجماعة مهاماً وأعمال حراكية وميدانية وقيادية على المستوى العام.. وعلى الرغم من أن السلب والإيجاب هو ضرورة حتمية لطابع النفس البشرية في حالتها الفردية أو الجمعية... لكنما يبدو ليس طبيعياً هو طغيان السلب على الإيجاب أو العكس. وهنا  فإن طغى الإيجاب على السلب فهذا يعني مؤشر على خير تأتي به الجماعة, وإن طغى السلب على الإيجاب فهو مؤشر لشر تتربص به الجماعة بمن تحيط بهم وتتولى أمرهم مستقبلاً.

وعلى كلياً فإننا نهتم بالسلبيات والإيجابيات لأية جماعة, عندما يسير سلبها وإيجابها امراً يهم المجتمع من حول تلك الجماعة؛ إلى جانب أن تحليل سلبيات وإيجابيات الجماعة في المرحلة التي أصبحت عندها الجماعة في مفترق طريقين إما يقبل بها المجتمع أو يثور ضدها.. أعني هل يجب أن ينتمي من خارج إطار الجماعة إليها ويقبل بفكرها وسياستها ويعاونها في ذلك, أم أن عليه أن يثور ضدها بكلمته على الأقل كونها تتجه إلى ما ليس فيه صالح العموم الاجتماعي..

السابق ينطبق على جماعة الحوثي , فهي الحركة المتصدرة ميدانياً, والتي تتجه لأن تكون الحاكم الفعلي للبلد, أكثر من غيرها من الجماعات الدينية أو السياسية .. ولهذا فإننا رأينا بهذا المقال التطرق الى موضوع سلبيات وإيجابيات الجماعة الحوثية, من واقع تحركاتها الميدانية وتحركها على خط الوصول إلى السلطة حتى أعلى مركز فيها؛ ذلك لنوفر للفرد في المجتمع اليمني حزمة من النقاط, التي بإمكانها أن تكون دليلاً مجدياً أمامه , يهتدي به في مسألة الوقوف إما مع الجماعة وإعانتها لاستكمال بسط نفوذها وانقضاضها على السلطة في اليمن, أو مواجهتها من خلال الانضمام إلى أية قوى مدنية تقف أمام وصول هذه الجماعة إلى السلطة..

فمن خلال القراءة في فكر الحركة , والتأمل والمتابعة لتحركها الميداني والاحتكاك ببعض من قادة الجماعة الميدانيين, فقد حاولت ومع ظهور الحركة ميدانياً؛ أن أدوّن سلبيات وإيجابيات هذه الجماعة؛ علّني أفيد من يبدو متحيّر أمام هذه الجماعة, وتائهاً في مسألة ( هل عليه أن يقف مع هذه الجماعة في طريقها لأن تحكمنا؟؟؟ أم أن عليه معارضتها ومواجهتها مدنياً وسلمياً حتى ما تستكمل نفوذها وتحكمنا ؟؟؟) ... وقد لخصت ما رصدته وتوصلت إليه , في نقاط كل نقطة تحتوي على مسألة أو أمر محدد , بحيث ترصد إيجابية الجماعة فيه, والسلب حوله, ثم ملاحظات... وفيما يلي قائمة تلخص ذلك وعلى النحو الآتي:

المسألة أو الموضوع

إيجابيات الجماعة عند هذه المسألة

سلبيات الجماعة عند هذه المسألة

ملاحظات

خمد مراكز النفوذ

1)أزالت الجماعة مراكز نفوذ لطالما كانت عصية أمام النظام الحاكم (أي نظام) وأمام الشعب حتى (آل الأحمر, وعلي محسن ومواليه, عبد المجيد الزنداني واتباعه من رموز السلطة الدينية).
2)أوقفت الجماعة نشاطات الشركات المشبوهة وجمدة أرصدة مراكز النفوذ وحساباتهم البنكية.

1)أبقت الجماعة على مراكز نفوذ مماثلة (آل الشايف وغيرها كثير من القبل اليمنية النافذة, عفاش ومواليه في الجيش..)
2)صنعت جماعة الحوثي مراكز نفوذ أخرى جديدة , وزادت عليها صبغة الطائفية والمذهبية والاصطفائية والسلالية.
3) شغلت الشركات المشبوهة بطرق غير شرعية, وتصرفت في الحسابات المشبوهة بطرق غير شرعية ولصالح الجماعة

1)كشفت وثائق حديثة أن الشيخ الشائف يتهرب عن سداد أكثر من 100 مليون ريال للكهرباء.
2)كشفت تقارير أخرى أن عفاش أحد معرقلي تطبيق مخرجات الحوار والتي هي أحد أهداف ثورة الحوثيين المزعومة.
3)أثبتت صحيفة الشارع المستقلة النقطة (3) في سلبيات هذه المسألة.

محاربة الفساد المالي والإداري

شكلت جماعة الحوثي لجان ثورية لمحاربة الفساد المالي والإداري في مؤسسات الدولة . ونزلت لمباشرة أعمالها ميدانياً. 

1)ضايقت الجماعة مسؤولي المؤسسات وعمالها في أعمالهم .

2)نصبت أشخاص بطرق غير شرعية ممن يتبعون الجماعة وبعيداً عن المعايير؛ ليكونوا مسؤولين على المؤسسات التي ترك مسؤوليها مناصبهم فيها , نتيجة تصرفات الجماعة .

1)مستشفى ذمار العام , على سبيل المثال. حيث أتت جماعة الحوثي بمدير من صعدة من أسرة (الشامي) وفقاً لمصدر طبي في المستشفى.

محاربة الإرهاب

نشطت الجماعة ميدانياً وحققت نجاحات ضد من دعتهم بالإرهابيين والدواعش, وسيطرت على مناطق كانوا يتمركزوا فيها..

1)النجاحات جغرافية فقط.
2) حاربت الجماعة كلمن رفض تواجدها , باعتباره إرهابياً, الأمر الذي

أين الحوثيين من مراكز الإرهاب في أبين وغيرها كما يزعمون..؟؟!!

استعادة السيادة الوطنية

استعادة الجماعة جزء من سيادة الوطن وأوجدت ارادة شعبية, كأن تم رفض تعيين بن مبارك رئيس للحكومة على اعتبار أنه خيار غربي.

ماذا لو قال خامنئي بضرورة تعيين " علي سالم البيض مثلاً" رئيساً للحكومة ... ؟؟؟!!!

 

حل الخلافات الاجتماعية بين الناس  

سارعت الجماعة في حل خلافات اجتماعية وفصلت فيها, بعد أن كان المواطنين أصحاب القضايا قد يأسوا من أن تُحل قضايا كانت عالقة.

1)تنحاز الجماعة الى الطرف الذي لجأ إليها للتدخل في حل قضيته مع طرف آخر.
2)عقدت الجماعة الوصول الى قيادتها وانشغلت في أمور تخص الجماعة والانتقام من خصومها.

تكلم بالسلبية رقم (1) محمد عايش أحد أبرز الموالين المتنورين للجماعة.

توفير الأمن والأمان

سعت الجماعة ميدانياً لفرض نقاط أمنية ونشرت دوريات مسلحة تابعة لها في المدن

في الواقع أنه ومع وجود الحوثيين يصبح المواطنين أكثر خوفاً ورعب , فماذا حدث في إب بعد دخول الحوثيين ؟؟ وماذا في غيرها من المحافظات والمدن

يرتعب المواطن من وجوده في أماكن تجمعات الحوثيين نظراً لعدم قدرتهم على صد واكتشاف المفخخات قبل انفجاراتها , كونها لا تصيب الحوثيين فقط.

معالجة كشوف موظفي التربية

مسحت جماعة الحوثي سجلات موظفي التربية والتعليم وحددت المنقطعين والمتهربين عن وظائفهم لغرض إحلال موظفين بدلاء

1)تأتي الجماعة بكشوفات لأسماء جاهزة تريد إحلالهم بدلاً عن المنقطعين والمتغيبين, مع العلم أن الاسماء ليست إلا من أتباعهم ومواليهم, أي تريد أن توظف بدلاء بعيداً عن سجل المقيدين في الخدمة المدنية.
2)لم تكون نزيهة وشفافة في عملية تحديد المنقطعين والمتغيبين

1)أخبرني أكثر من شخص بأنهم وعدوه بوظيفة لو يلحق معهم ويواليهم.

2)أخبرني أحد الموظفين بأنه طُلب منه مبلغ مالي مقابل عدم رفع اسمه بين المنقطعين...

مناصرة الإسلام وتمجيده

تتبنى الجماعة خطاب مناصر للدول الإسلامية المحتلة كفلسطين وتجمع التبرعات لصالحهم كما تدعي .. أعادة الاعتبار ليوم المولد النبوي كونه حدث ديني جامع للأمة العربية والإسلامية

غالت في إحياء الفعاليات الدينية على حساب الشعب, وعلى أسس مذهبية تمجد في الدين ما يتعلق بتأريخ آل بيت رسول الله فقط مهملة غيرهم بالإضافة الى أنها تعيد فرز الشعب على أسس مذهبية " سنة وشيعة" كلما توجهت نحو الدين.

على سبيل المثال " هناك تزييف وتحريف في تراث التاريخ الإسلامي غيب حقائق المخالفين من الصحابة بعد موت الرسول ويجب كشفه وإظهاره للناس" هذه عبارة لأحد قيادة الحوثي الدينية قالها لي نصاً.

مواجهة الأعداء من اليهود

ترفع الجماعة شعار التحرر الإسلامي ومواجهة اليهود باعتبارهم أعداء الأمة العربية والإسلامية حد زعم الجماعة

ظهرت الجماعة وهي تقاتل مع الأمريكيين في صف واحد داخل أرض الوطن وضد فئة من أبناء اليمن بغض النظر عن فكرهم وأعمالهم.

ما الموقف الذي تبنته الجماعة عندما وجدت أنها أصبحت في صف واحد هي وبدون طيار الأمريكية ضد من أسمتهم بالدواعش في قيفة رداع؟

تطوير البلد والنهوض بها اقتصادياً

تبنت الجماعة أهدافاً وطنية لما اسمتها بثورة (21 سبتمر 2014م) . كأسقاط حكومة الفساد, وإسقاط الجرعة, وتطبيق مخرجات الحوار الوطني.

1)اسقطت الجماعة حكومة الفساد, ولكنها لم تدع الحكومة البديلة تمارس مهامها وأعمالها وفق رؤاها وبرامجها على الرغم من أنها حكومة كفاءات وشراكة وطنية.
2) اسقطت الجرعة ولم تأت إلى الآن ببديل يواجه الأزمة الاقتصادية التي ستواجه البلد في الأشهر القادمة, غير أن جعلتها يضل متسولاً في الخليج ودول الغرب, أو أن عليها إعادة قرار رفع الدعم عن المشتقات النفطية... أو الانهيار الاقتصادي ..
3) تتهرب أعظم من غيرها من القوى السياسية عن تطبيق مخرجات الحوار الوطني, واتفاق السلم والشراكة.

تضمنت مخرجات الحوار الوطني نزع الأسلحة من الجماعات وتسليمها للدولة, ولكن لا زالت الجماعت تقدم على نهب أسلحة الجيش الذي تقدر عليه... تضمن اتفاق السلم والشراكة سحب الحوثيين مليشياتهم من المحافظات التي اسقطوها ولكنهم للأسف كثقفوا انتشارها ولا زالوا يحاولوا ادخالها محافظات لم يصلوها..

تأملوا خطاب الحوثي الأخير كيف أعلن رفضه لخيار الأقاليم وكيف امتنعوا عن التوقيع على مسودة الدستور ؟؟؟!!!!

 

وأخيراً وبعد سردنا للسلبيات والإيجابيات للجماعة الحوثية, والمتعلقة ببعض مسائل البلد العامة, وليس جميعها, أريد منك عزيزي القارئ أن تتأمل في نفسك وبكامل حريتك, عما يجب علينا هل نناصر جماعة الحوثي حتى تستكمل بسط نفوذها على السلطة؟؟؟ أم أن علينا الوقوف السلمي بطرق شرعية ضد توسعها وتمددها؟؟ كون المؤشرات تقول بأن لا خير للوطن والشعب مع تولي جماعة الحوثي الحكم ..

محبتي للجميع , وبالنسبة لرأيي وقراري فأنا ضد أي جماعة تريد بسط نفوذها بقوة السلاح, وتظهر بأنها تتهرب عن الوصول إلى السلطة عبر الديموقراطية والنهج السلمي... بل أنني ضد معالجة الفساد ومحاربة الفسدة والنافذين, خارج إطار القانون والشرعية الدستورية أياً كانت الجماعة أو الحركة وأياً كان الفساد أو المفسد والنافذ... 


في الجمعة 09 يناير-كانون الثاني 2015 07:46:07 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m2.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m2.marebpress.net/articles.php?id=40941