ما يقوله الرئيس في الغرف المظلمة
علي الجرادي
علي الجرادي

سأذكر عدد من الوقائع السياسية من خلالها سيتعرف القارئ على منهجية التفكير لدى الرئيس وايضا سيتمكن من تفسير سلوك الفريق الحاكم وتراخيه تجاه استعادة الدولة لسيادتها فوق التراب الوطني .

* الاولى سلطان البركاني يخاطب رئيس الجمهورية في اجتماع اللجنة الرئاسية المكلفة بالتفاوض مع الحوثي يقول البركاني للرئيس اخبرنا عبدالملك الحوثي انك وعدتهم بضم محافظة حجه الى اقليم ازال وانك اخلفت وعدك فيلتزم الرئيس الصم ت.

* الثاني في اجتماع موسع للرئيس الجمهورية بالحكومة اثناء غياب باسندوه يقول الرئيس للحاضرين انه قام بزيارة عمران اثناء تشييع جنازة القشيبي ليطمئن سفراء واشنطن وبريطانيا اللذين كانوا ينوون مغادرة صنعاء ومزاولة اعمالهم من جيبوتي وفي نفس الاسبوع يلتقي السفراء بالقيادات السياسيه ويستغربون لما قاله الرئيس وان فكرة المغادرة الى جيبوتي غير وارده بالنسبه لهم ولم يتم طرحها.

* الثالثه اثناء حصار الحوثي للدماج كان مطلب الحوثي اخراج الطلاب الاجانب لكن اللجنه الرئاسيه التي بعثها الرئيس جاءت للتخوف الحجوري بان سيتم ضربهم بالطيران الامريكي اذا لم يخرجوا (اوردها المتحدث باسم ابناء دماج في ندوة للصحيفة الاهالي ).

* الرابعه عدد من الاجتماعية والسياسية المؤيدة للثورة تطالب الرئيس بإصدار قرارات لصالح التغيير في البلاد فيرد الرئيس بانه لا يستطيع عمل شئ وان الرئيس السابق يعرقل اي خطوات يمكن القيام بها وعلينا الضغط لاخراجه من رئاسة حزب المؤتمر واخراجه من البلاد .

* الخامسه قيادات من حزب المؤتمر في لقاءها بالرئيس تشتكي من اقصاء بعض قيادات المؤتمر فيقول لهم الرئيس انا حميتكم ووفرت لكم فرصة البقاء كحزب بينما المشترك يريد الغاءكم.

*السادسه يزور الرئيس ابناء القشيبي يعزيهم في مقتل والدهم ويقول لهم انا امرت الجيش بالتحرك لفك حصار عمران لكن علي عبدالله صالح اتصل بقيادات في الحمله العسكريه ومنعهم من التقدم .

* السابعة وزير الدفاع اثناء حصار مليشيات الحوثي لعمران يقول ان الجيش يقف على مسافه واحده من جميع الاطراف.

*الثامنة هناك سته عشر موقع الكتروني مولت اطلاقهم الرئاسة اليمنية خلاصه اخبارها وتقاريرها تقول الاتي : علي صالح وعبدالملك الحوثي وحميد الاحمر وعلي محسن الاحمر كلهم متفقين ومتآمرين على الرئيس لأنه جنوبي وصراعهم مجرد تمثيليه ( راجعوا تقرير منسوب لدبلوماسي خليجي بلهجه يمنيه ) .

الوقائع والشواهد كثيره التي تفسر وجود رغبه رئاسيه باستمرار الصراع المسلح والسياسي بين جميع القوى والجماعات السياسيه ليتسنى للرئيس وفريقه الحاكم الاستمرار في ادارة الدوله ومواردها بطريقه أسوء بكثير مما كانت عليه وغياب الادراك بان استمرار الصراع المسلح سيسقط الدوله ككيان جامع وان تعامل الرئيس وفريقه بطريقة اذكاء الصراعات ابتداء بتهجير ابناء دماج الى سقوط حاشد ثم عمران وحصار العاصمه لم يكن ليضعف طرف سياسي كحزب الاصلاح بقدر ما مثل عامل رئيس لاسقاط الدوله ولم يكن كذلك نصرا للحوثي بقدر ما كان اشبه بمن يلف الحبل حول عنقه وراينا ذلك من خلال الثورة الشعبيه ضد الحوثي في العاصمه ومحافظات الجمهوريه والاجماع الوطني ضد الحوثي الذي لم يسبق له مثيل ؛ .

واخيرا ادرك ان ماكتبته الان سيستفز البعض بحجة ان الاوضاع غير مناسبه واقول لهم ان مشكلة اليمن في هذه اللحظة ليست عنف الحوثي وعصريته بقدر ماهي طبيعة القرار السياسي الذي اسقط الدوله وسمح للمليشيات بالإحلال محلها.

وليست مشكلة اليمن في علي عبدالله صالح الذي يغذي الحروب والنزاعات لكن المشكله فيمن يساعده على ان يظل عامل خراب ليحكم بالتوازنات وليست مشكلة اليمن في الاخوان الذين يريدون الاستحواذ لكن المشكله في من يمدد الفترات الانتقاليه ولايريد اجراء اي انتخابات للخروج من حالة التيه وادعاء التمثيل الشعبي وليست مشكلة البلاد في مؤامرات خارجيه وان وجدت لكن المشكله فيمن يستخدم الفصل السابع لاستضعاف القوى الداخليه.

وكلمتي الأخيرة الى قيادة المشترك والمؤتمر والحوثي تفحصوا جيدا مايقول لكم الرئيس في الغرف المظلمه فقد قال لخصومكم عكسها .


في الثلاثاء 26 أغسطس-آب 2014 03:41:37 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m2.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m2.marebpress.net/articles.php?id=40260