العمراني: بالتأكيد الحوثية ظالمة! وتحصد الحياة!!
د.عبدالحي علي قاسم
د.عبدالحي علي قاسم

طرح الأستاذ على العمراني مشكورا سؤالا: هل الحوثية ظالمة أم مظلومة؟

 

  وأجاب بروح العقل البناء، والمسدد والمقارب، وأستعطف، وأفرط في التفاؤل، وأبدى وجهة نظره التي رجح فيها ظلم المشروع الحوثي القائم على السيف، سوى أن له وجهة نظر مخالفة للآخرين في طريقة إدارة المعركة التفاوضية والقتالية معه، لكني مع احترامي للأستاذ العمراني الذي أثمن حكمته التي هي في غير موضعها وزمانها لا أرى حاجة لهذا القول والخطاب في معمعة الجحيم التي يكابدها، ويحترق فيها كل موضع للحوثي أثر فيه. الحوثي المشروع ليس له بضاعة ليسوقها لليمنيين سوى بضاعة الموت، الذي يشرب من كأسها أصحابه قبل الآخرين، فعن أي مظلومية يمكن تفهمها من هذه الحوزة التي لا تحترف غير القتل؟ مشروع منذ أن أطل برأس فتنته على تراب الوطن، وهو يتنفس الموت، ويخلف الخراب في كل موضع تنتهي إليه جموع الوحوش التي قطرنها. وهنا أضع بعض الأسئلة بين يدي الأستاذ العمراني:

  هل ينفع مع الحوثي أي مقاربة لحوار فكري وسطي؟ هل يلتزم الحوثي بمعاهدة؟ هل يفي بعهد؟ هل يرتدع عن ممارسة أي جريمة؟ هل يحكمه أي ثابت وطني؟ هل تحكمه محددات الجوار عرفية كانت أم قانونية؟ إذا، فما هي قواعد وأسس الحوار معه؟ وما سقفها وخطوطها العامة التي يمكن أن نلتقي معها في منازلته العبثية؟

   وهنا أترك العمراني وحده ليجيب عليها! معظم السياسيين يرون أن الحوثي يقفل كل يوم الطريق على نفسه وأصحابه، الذين استجابوا لنزواته الجهنمية، أعيا الحوثي أكثر المتفائلين بالسلام معه ولو هشا، أعجز في مناوراته كل من استجدى الصلح معه ساعة من نهار، حد أن من راهنوا على ذرة من عقل للحوثي في معارك الهدنة "في عمران و همدان وبني مطر والجوف" معه أن غسلوا أيديهم بخيبة أمل لا تستطيع أن تعي أبعاد التهور الحوثي أو تفسره بشيء من العقل، وأكثر أن من أبقوا على شعرة من تقارب وتواصل مع الحوثي، أصبحت تحوم الشكوك الشعبية حول وطنيتهم وولائهم للدولة والجمهورية.

  بإمكان الأستاذ العمراني أن يهاتف اللجنة الرئاسية، وزارة الدفاع، أو سيادة رئيس الجمهورية ليتثبت واقع العبث التفاوضي مع الحوزة ووكلائه الميدانيين المولعين بـ"الذبح" و"التفجير" و"التفخيخ" و"نقض الاتفاقيات والعهود". لتخرج بنتيجة مؤداها أن الحوثي عبدالملك مشروع خراب لا نهاية له، ولن تجدي معه حنكة التفاوض ومهارة ومرونة المتفاوضين، ولا تغني نهم توسعاته أي تنازلات يقدمها خصومه، غايته التي يقربن أتباعه في الوصول إليها هي صنعاء مركز السلطة ولن يقبل بأقل منها. وما سوى ذلك يمكن التفاوض حوله، وأن يأخذ ويرد في ذلك.

   حذاري أستاذي العمراني أن تقرأ وسامة وقسامة الشاب عبدالملك بشيء من التواضع أو العقل أو ما يمكن أن يسهم به في واقع المعادلة السلمية والأمنية في الوطن، الذي تتشضاه أيادي القوى الانتهازية الممولة من الخارج. عبدالملك ليس أكثر من دمة ضعيفة هي الأكثر تلاعبا وأقل هامشا في قراراتها، التي تصنعها مرجعية الأطماع الإيرانية، وحسابات فاتورة الشراكة مع الفلول ومن يدعمهم.

  عبدالملك شاب وجد نفسه في مكان أكبر من حجمه ومهمته! خدمته لغة السلالة كثيرا، وتفاصيل محتواه لا تتوازى وحجم التحديات المحيطة بواقع معقدا حساباته، ومتداخلا في أجندته، ليجد نفسه غير مصدق ومستوعب لتفاصيل المشهد السياسي والطائفي سوى من تبرك وتمسح من حوله ليظفروا بجثة تجتمع فيها مصالحهم، ويستأثر هو بهلامية لا يصدقها هو نفسه، مهما أبدى وبالغ في مراسيم تيقنه مما هو فيه، إذ هو في غرر من أمره، ويزج بالآخرين في مهلكة أطماعه وأصحابه الظلامية.

   ببساطة، أقولها للتأريخ بدون نعومة الألفاظ، وتلاعب العبارات، ودغدغة الكلمات حمالة الأوجه، وأنصاف المقاربات السياسية من واقع المرحلة الخطيرة التي تمر بها بلادنا أن عبدالملك الحوزة يحصد الحياة من حوله، يقتل أصحابه بدون رحمة أو ذرة من إنسانية، ويقتل الآخرين بوحشية لا نظير لها، وسوف ينتهي به الحال أن يعدم نفسه بعد أن تتبخر أحلامه التي لم يستوعبها بعد.

    بوضوح، الحوثية منذ بواكير نشأتها، وظهور منهجها، ومبشريها ملوثة ومشوهة الفكرة، ووحشية السلوك، غريبة على ثقافتنا، التي تعشق الحرية، وتكره أن تشم روائح العبودية لا أن تعيشها واقعا كما تجرعها الآباء، وتأففوا من طلاسمها وهرطقاتها.

   أحسن الأستاذ العمراني فقط في أن تاريخ الحركات التي قامت على السيف انتهت بالسيف ذاته، وأضيف أن التاريخ عامرا بأن ليس فقط الحركات التي قامت في توسعها على العنف هي من أتت على شأفتها، بل حتى الدول التي توسعت بالعنف والنار شربت من الكأس ذاته، ويكفي أن نلقي نظرة لتاريخ ألمانيا النازية وغيرها من الدول التي شرعت في مشاريعها التوسعية بأدوات الحديد والنار. أين انتهت وكم قدمت من تضحيات في سبيل ذلك.. 


في الأحد 06 يوليو-تموز 2014 06:57:48 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m2.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m2.marebpress.net/articles.php?id=40079