تراجع خطاب الشيخ حميد الأحمر
كاتب/رداد السلامي
كاتب/رداد السلامي
مأرب برس – خاص لا يوجد لقبيلة حاشد كما تدل وقائع التاريخ ما يمكن ان يعتد به ،ذلك أنها لم تمارس ما يمكن اعتبار ه وطنيا بحتا اتى في إطار نضالي ذو نوايا تتعدى الذات والعصبية ،يكون الوطن فيها هما واسعا مستهدفا أولا في النهوض والحرية بقدر ما كانت محاولات لفرض وجود وسيطرة وانتقال سلطة من أسرة إلى اخرى ومن عصبية الى عصبية. فمنذ قيام الثورة عام 1962م وحتى اليوم استطاعت هذه القوى احتواء كل مشاريع التغيير والقضاء على هذه المشاريع واصحابها.. فقد التهمت الثورة والوحدة والوحدويين ويبدو أن كثيراً من القوى والشخصيات المحسوبة على الحركة الوطنية لم تستوعب الدرس بعد. ولأن التاريخ يكتبه المنتصرون فقد قد كتب التاريخ أحولا ، بحيث لايرى الا تلك العصبيات التي تصدرت موجة الثورة وركبتها بعد ان عبئت أفرادها بأفكارها الاستحواذية القائمة على احقية ان تكون هذه القبيلة هي الحاكمة والموجدوة في قلب الفعل وتحولات الجديد الذي انتجته الثورة الحقيقية والثورا الذين كانت نواياهم كبيرة بحجم الوطن وامتداده ولم ينحصروا في ذواتهم او يأسسوا لوجودهم مكانا ينتصب فوق الجميع ويلغي من عداهم ليبقى دون مستوى الوجود الفاعل كيمني له حقوق وعليه واجبات وجاءت الثورة من اجله وبناءه وانتشاله من كل تبعية او دعوى تعيق فاعليته وطموحة البناء . حاضر الوطن اليوم هو نتاج هذه القوى التي اندست في مفاصل الوطن وتغلغلت في جزيئاته حد الاختفاء والتستر الذي مكنها من السيطرة وتعويق كل ما يقود البلاد نحو آفاق واسعة وإجهاض إرادة المخلصين والشرفاء الذين وجدوا ذواتهم ضحية فعل خفي يلتف على كل توجه رشيد وطني ويغتال كل سلوك إيجابي كان يمكن ان يحقق تقدما واصلاحا وطنيا شاملا منشودا. الابناء يحملون نفس التفكير والنفس القديم المغاير لأنفاس الناس التائقة الى الحرية والتقدم، وانتفاء ما ينفي وجودهم كفاعلين ،لا كرعية تعامل باستخفاف واستعلاء ،والمتتبع لحوراتهم وتصريحاتهم سيجد تقاسما ذكيا للحفاظ على الماضي يتخذ هذا الحفاظ نمطا حداثويا ذو خطاب ثوري وآخر متمرد وثالث موغل في القدم يستلهم من الماضي ما يمكنه من استفزاز كوامن باقية لذهنية قبلية عتيقة حين يتم تخويفها بذبول قيمها وتلاشى إرثها الذي مكنها من السيطرة والتحكم حتى اليوم. ظهر الشيخ حميد عبر أطار حزبي حديث لحزب قديم أو جماعة اسلامية ماضوية مسكونة بجنين تقدمي مقصي من ساحة الفعل والتاثير ،فقبيل الانتخابات الرئاسية أظهرت صحيفة الناس التابعة لهذا الحزب ؛ الشيخ حميد الاحمر رجل الاعمال الثري ذو الخطاب شبه التقدمي الذي نط فوق ما يمكن اعتباره قديما كتكتيك ذكي فوت فرص الاخر الذي يريد أن يجعله في دائرة تهم الطموح القبلي ،مبشرا بثورة شعبية أظهره أمام الشعب كبطل ووطني وجب احترامه ،واستمر بعدها حميد الاحمر يقذف رأس الحكم بلهب الخطابات والتصريحات النارية ليتخذ في العقل الوطني العام صورة أسطورية لامنافس لها ، لكن حميد كان في الاساس يرتب لقبيلته مستقبلا آخر في ظل وطن مشحون بتحولات واضطربات بدات تربك النظام والقوى التقليدية الخفية التي تمثل فيها "حاشد" رأس الحربة في إدارة البلاد بهذه الطريقة المربوكة والفوضوية التي أسبغت وجودها على المستوى العام والمستوى الخاص لأداء السلطة العاقر المفتقر الى التوازن والعقل في شؤون البلاد وسياستها كما يجب وفقا للدستور والقانون . وإذا كان الزميل أحمد عائض الذي حاول إيجاد تفسير عاقر لحوار الشيخ الاخير في قناة دبي الفضائية وفي صحيفة الاهالي المستقلة مؤخرا و التي يتردد في الوسط الصحفي انها تتلقى دعما من قبله :حين اعتبر عائض أن حميد الاحمر يتحدث عن فلسفة جديدة للقبيلة بعد أن طالب بترتيب أوضاعها حين قال " نحن لا نبحث أن نقوي القبائل في مواجهة الدولة إنما نقوي المجتمع اليمني في مواجهة التحديات التي تحيق به من كل الأماكن حتى نبني بلدا مزدهرا ومستقرا يسعنا جميعا أن نعيش فيه بأمان." وهي فلسفة لاتاتي كإيمان راسخ وهدف استراتيجي ،بقدر ما تعبر عن فلسفة سياسية تكتيكة تهدف الى أيجاد حد أقصى من التخدير المؤقت للنخب السياسية والثقافية والطليعية كي تصدق وهما ان حميد الاحمر شيخ من الجيل الجديد الذي لم يعد يؤمن بأفكار الماضي وثقافة العصبية التي مازلت تثير الكثير من الازمات والمشاكل في البلاد، وتتلفع برداء الدين لتسبغ وجودها المهيمن شرعية مقبولة لدى شعب محافظ ومعروف بالتزامة وعاطفته الدينية القويين. يأتي هذا العزف الذي يبدو كما لو أنه سيمفونية متقدمة لا تثير اي مخاوف نحو الارتداد والهيمنة القبلية في ظل ظروف بدات تفرض شروط جديدة ومتغيرات أخرى بدات تتشكل خارج إطار القبيلة ،وتتموضع بفاعلية كبيرة متجهة نحو مسارات تفكيكية للبنى التقليدية وقوى الإعاقة القديمة التي كبلت السلطة ذاتها وجعلتها مجرد وجود شكلي لا تستطيع ان تصنع شيئا عبر ما يفترض انها مؤسسات تابعة لها تعمل وفق الدستور والقانون وأطر حديثة تدار بها الدولة وتؤدي الى تحقيق الصالح العام كما تلبي احتياجات الناس ومطالبهم. ولأن النظام ورأسه بدأ يحس بانفراج إثر رحيل- الشيخ الاحمر الذي قال في مذكراته ان صالح فرض فرضا عليه من قبل السعودية – وبدا يتحرك نحو تفكيك وجود تلك القوى التي رضخ لهيمنتها ردحا من الزمن ،فإن شعور حميد الاحمر بتلك الحركة التفكيكية لنفوذ قبيلته المؤثر "حاشد" جعله بعد رحيل والده يخفف من نبرته الحادة تجاه النظام حين قال في حوار على قناة دبي انه سيتخدم مع والده الرئيس صالح!! النصح ،وهو ما يدل على وجود خوف على مصالحه مبطنا بعاطفة بنوة مفتعلة وغير معهودة من قبل حين نعت الرئيس بـ"الوالد "ليضرب بخطاباته تلك الثورية عرض الحائط ليكرر تلك العبارة الاستعطافية مرة اخرى حين اكد في حوار اجرته معه صحيفة الاهالي أن الرئيس صالح هو الانسب لقيادة البلاد بعد أن كان وصفه بالفشل وانه يقودها نحو الهاوية ونحو النفق المظلم حد تعبير والده لشيخ عبد الله الاحمر ذات خطاب أوجد استيئا لدى النظام وجعل صحافته تقذفه بأقذع الشتائم. 
في الإثنين 16 يونيو-حزيران 2008 06:29:13 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m2.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m2.marebpress.net/articles.php?id=3850