ردوا علي قلبي...
الحاج معروف الوصابي
الحاج معروف الوصابي

كان حاضرا قلما يبتعد ليعود ، به حياته وماؤه ونوره ، إذا ذكر الله وجل واضطرب كأنما هو سعفة تحترق

وقد كان يفيض علي ومن حولي سكينة ورضا وكثير طمأنينة ..

غير انه ومنذ فترة ليست بالأمد ضاع مني أو أن من سرقه ، واستبدل في موضعه بقطعة لحم ملبدة ترتكض ، عليها الران طبقات وشيء من ريح يجيء منها ملأني قسوة وضجرا وغما وعبوسا لا ينقضي وهموما تفترسني بالجملة لا اعرف لها حدا أو سقف .

هذا الذي يتمطى ويتثاءب فيَضجر ليس أنا ...

أنا اشهد بذلك ، وصاحبتي في الدار تصيح في وجهي بذلك ..

وتلك البدايات وتسابيح المشتاق وأنفاس أصبحنا ورحمات أمسينا ..

وركضات قم ..وحسبنا الله غاية ..

وغيرها.... وغيرها

كلها تشهد ...أن هذا ليس أنا ..

يا لهذا الكون ..كيف هو الآخر علي عبس ..

فكل ما حولي خصام ..

وأنا الآخر علي خصام ..

يا ....الله ...أستغفرك... وسبحانك ...وأرجوك

 .

كم هي المسافة بين النقطتين ..

بيني ..وبيني ..

تلك العينين كم كانت ترق ..وترقرق..

كيف حالها الآن جرداء قاحلة ..

وذك القلب كم فطرته أحداث فلسطين وبقاع الأحزان الأخرى .

كيف صار قطعة لحم ترتكض لا تقوى على حمل نفسها

مهلا

ولعلك بنمطية تزجرني بقولك تعهد نفسك بمعين تلك الصحبة الذي لا ينقطع ، ولست أبخسك رأيا أو أحطك قدرا وحزما ...

إنما يا صاح ...يتراءى لي أن أحزاننا اليوم واحدة وان العنوان مشترك ، وان الحال نموذجا لحالة ..

فهذه عندهم لم تعد كما كانت ...تلك الأرواح التي كانت ترف وتحلق ...

ولا السيماء كتلك السيماء ...

وتلك الزهرة –أخوتنا – ما عادت بذاك العبق ..

كانت مشاعر أخي ..وأخوك لا تشبهها مشاعر ..

روح تنصهر في ثنائية جسد..

فلا يبقى الجميع إلا يا أنا ..

إذ.....لما وجدته يبكي شهقت قبله ....

حسبته المفجوع أنا ..
 

وكنت إذا لقيته بعد غياب أو شتات رزق ، استبق إليك يركض فيضمك إليه تسبقه دموعه ، وقلبه ينشج من الفرح .

لكننا اليوم وقد صرنا إلى حال مختلف ، كأننا فيما بيننا غرباء ، أو احد من الناس ..

تلقاه فتتهدج أنفاسك إن كنت في لحظة صفو أو ما زال فيك بقية ، فيشح عليك بالابتسامة ، فان فعلها ومد إليك يده مصافحا فبكف ضعيفة تجمدك برودتها.

إن قصدته اليوم في حاجة وقد كان عهدك به في الأمس يستحلفك بالله أن تنزل به حاجتك ، وتراه فعلا يدور ويدور لأجلها بأقصى حدوده إلى الذي يشتت شمله ليجمعك .

تجده اليوم إن رمته بصغير من الأمور يبدأك بفاتورة الأتعاب ، فان كانت به حياء جاء بها إليك على التواء وبابتسامة لزجة ما أغربها عليه ..

هو اليوم هذه الصورة ..وأنا أيضا وجهه في تلك الصورة ..

من...من ؟—

من جردنا إلى هذا الحال ..؟.

من شبح فينا الأرواح ؟

من لبدنا في وحل الأرض ؟

من جسمنا هذا المسخ ؟

من يا قومي..... من ؟

سبحانك ...يا الله ...يا رحمن يا رحيم ..

 (يا مسدل الأستار ، ويا واهب الأعمار ،ويا منشئ الإخبار ، ويا مولج الليل والنهار )

(يا حبيب القلوب ،يا من يطلع على الغيوب ،ويغفر الذنوب ، ويستر العيوب ..نحن على عهدك ووعدك ما استطعنا )

أحينا بمعرفتك ...على عهدك ووعدك .

وهبنا الطاقة والاستطاعة ..

وامتنا على الشهادة في سبيلك بعد طول عمر وحسن عمل ..

غلبة السياسي

غلبنا الشاغل السياسي ..ونسينا زاد وواجبات الروح .

وهجرنا الورد القرآني وملازمة أصبحنا وأمسينا ، ووثق اللهم رابطتها وأدم ودها ...حتى صرنا هذا الحال دون طعم ولون وذائقة ..

والأزمة الاقتصادية فعلت فعلها ، والفقر الزاحف ...

والاستبداد هو الأول والأكبر ..عدو الله والروح والنبل والذائقة ..

يا دعوة من أشعث اغبر صادق متجرد في الهزيع الأخير تمرغي وانشجي وتضرعي إلى الله أن يلمني بفضله ويعيدني إليه ...

لا اله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين .

يا رحيم يا رحمن ، يا قريب يا مجيب ، يا حنان يا منان ،يا ذا الجلال والإكرام ، يا حي يا قيوم لك الحمد وأنت المستعان ، وعليك التكلان .

 ( الهي إن كنا لا نقدر على التوبة فأنت تقدر على المغفرة ، قد أطعناك في اكبر الطاعات : الإيمان بك ، والافتقار إليك ، وتركنا اكبر السيئات : الشرك بك ، والافتراء عليك ،فاغفر لنا ما بينهما ولا تخجلنا بين يديك )

(مني ما يليق بلؤمي ، ومنك ما يليق بكرمك )

سبحانك سبحانك لا نحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك

Wesabi111@gawab.com

 


في السبت 26 إبريل-نيسان 2008 07:33:51 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m2.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m2.marebpress.net/articles.php?id=3651