تفجير مدرسة البنات والمنطقة الخضراء في صنعاء
طارق عثمان
طارق عثمان


مأرب برس - خاص

الضالعون في التفجيرات ألتي كان أخرها تفجير مدرسة البنات في صنعاء ،لا يحملون مشروعا غير الموت والخراب ،

كمالا يمكنهم تبرير جريمتهم بوجود المدرسة قرب السفارة ألأمريكية بل لا يمكن تبرير جريمتهم حتى لو كانت في قلب السفارة نفسها.

فمع كل روح يزهقونها في أرض اليمن يعجلون في احتضار الوطن فهم يزيدون معاناته ، وعزلته ، وإضطراب أحواله ، وإعاقة نموه وتطوره ..

ورغم بشاعة الجريمة وقسوة من يخطط لها ولمثلها ، وافتقادهم لأي مشروع غير مشروع الدم المسال وتفجير أنابيب الدم .. فأن ذلك كله لا يعفينا جميعا من مسؤلية ما يحدث بشكل أو بأخر ..

قد يقول قائل ليس هذا الوقت المناسب للتلاوم وتبادل التهم وتحميل المسؤليات ..لكن أرى أن الشجاعة تقتضي أن نقف مع أنفسنا وقفة جادة وصادقة قبل أن نفقد الفرصة للوقوف للمحاسبة وربما للوقوف أصلا ..

وما نقوله هنا ليس إغراق في التشاؤم بل هو إحساس حقيقي بأننا نتدحرج نحو مستقبل سحيق ومرعب ليست التفجيرات إلا مظهرا من مظاهره وليست تفجيرات صنعاء وأبين ومحاولات التفجير الاخيرة في مارب وقضية السياح البلجيك في حضرموت والأسبان في مارب سوى مقدمه إستهلالية لمرحلة خطيرة ..

وحينما تاتي هذه التفجيرات في سياق حالة من عدم الأستقرار ، والتوتر العام ، واحتقان الحياة السياسيةألتي تزداد سوأً يوما بعد يوم في حين ينحسر دور السلطة يوما بعد يوم فمن حقنا أن نخاف لأن معنى ذلك أننا مقدمون على إضطرابات عامة قد نجد أنفسنا معها مرغمين على الحديث عن ضرورة إنشاء منطقة خضراء في صنعاء ليستقر دور السلطة بعدها عند رقعة من الارض لا تتجاوز مساحتها مساحة المنطقة الخضراء في بغداد والتي لا تزيد عن 10 كم مربع وتضم قصور رئاسية ومقرات للحكومة وسفارات الدولة الغربية الرئيسية ومنها سفارة أمريكا التي اغلقت بالكامل في صنعاء .

وسواء كانت هذه المنطقة خضراء أو حمراء بسبب الخصوصية اليمنية في أن الحاكمين من بيت الأحمر فأنه من غير المبالغة القول أننا مقدمون على هذه الحالة بسرعة كبيرة ..

أن المسؤلية التي نتحملها جميعا هي أننا تركنا الفرصة لبروز أصحاب المشاريع المفخخة بسبب غياب المشروع والرؤية الوطنية الواضحة القادرة على إخراج البلاد من حالة حافة الهاوية وهو ما نستحق عليه اللوم جميعا وخاصة الحكومة.

فالأحداث والتداعيات الخطيره التي تمر بها البلد ومنها سلسلة التفجيرات ليست بمعزل عن حالة

عدم التوازن الذي يعيشه البلد والذي تتحمل الحكومة المسؤلية العظمى فيه بسبب السياسات الخاطئة

التي تدفع باتجاه التأزيم المستمر والتصاعدي وخلق حاله من التوتر والاحتقان الشديدين والذين ينذران باضطراب قريب كما أسلفنا .

فغياب الحوار بين الحكومة والمعارضة والتوجه الحكومي الغير مدروس في تحميل المشترك مسؤلية كل مايحدث والتنصل من أي مسؤلية والتعامل بحس حزبي وليس وطني عند التعامل مع المشترك وجعل تهميشه وسحب جماهيريته والتضييق عليه أولوية تفوق بكثير أولوية الامن والاستقرار والتخلص من الملفات التي تستقر على طاولة الحكومة دون حل والتي أبرزها " ملف الحوثي "" وملف المحافظات الجنوبية "

هذا النفس الحزبي في التعامل مع قضايا الوطن الكبرى قاد الى التضييق على النضال السلمي في كل فعالياته والذي ظهر جليا في مهرجان الضالع والذي وقفت فيه السلطة سندا للمتشددين والمتعصبين والدهماء لافشال مهرجان المشترك بغض النظر عن العواقب التي تصب في مصلحة المتشددين والارهابيين وليكون ذلك المشهد حلقة جديده من حلقات اللعب بالنار التي تمارسها الحكومة والتي ستحرقنا وإياها ...

يجب ان تعرف الحكومة أن من يضييق على عقلاء الوطن عليه ان يتعامل مع المجانين .. وان غياب المشروع الوطني هو البيئة الإستثمارية المثلى لأصحاب المشاريع المشبوهة وأن رفض الحوار ، ورفض المبادرات الوطنية ، والتضييق على الحريات ، وتازيم الحياة السياسية وعدم الاصغاء لم يريدون خير البلد وتجريمهم وإقصاءهم ، يفتح المجال امام من لا يعرفون سوى لغة الرصاص والتفجيرات ممن اعمى الحقد على البلد أعينهم

يجب ان يعي الجميع أن ملفاتنا اكبر من مجرد كم شخص سيحضر مهرجان المعارضة او مهرجان السلطة

فالماء والنفط ينضبان والجنوب يغلي .

والاطراف في صعده تضغط على الزناد والمشايخ يعربدون في مناطقهم والفقر يواصل زحفه ليلتهم الطبقة الوسطى ..والحالة الأقتصادية من تردي الى آخر .

الخطر محدق بالجميع حكومة ومعارضة ولابد أن يتحرك كل الخييرين وعلى المعارضة البحث عن آليات جديدة لتلافي ألأنهيار الكبير وعلى الحكومة أن تعرف أن السفينة توشك على الغرق وليس مهما ألان أن نتأكد من البطاقات الحزبية للركاب فاليم سيبتلع الجميع

يجب أن تقدم الحكومة على نزع الفتيل أو فالتشرع ببناء المنطقة الخضراء أو الحمراء من الآن ...

المجد للشهداء والموت للقتلة ..


في الخميس 20 مارس - آذار 2008 02:33:12 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m2.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m2.marebpress.net/articles.php?id=3502