مملكة الزوكا
مسعد بقلان
مسعد بقلان

مأرب برس – خاص

 عند ما أرسل محافظ مارب أبواقه ومخابراته ومناصريه إلي المدائن حاشرين خريجي الثانوية في اختبار يصلح به مسار التوظيف رحبنا بهذه الإجراءات كل أهل مارب مع القانون مع النظام لكن من يطبق القانون ومن يقيم النظام , لكني لم اصدق صاحبي وهو مدير عام مديرية مثقف بالفطرة وفاهم للوضع وأفكاره ظلت متحررة أخبرته عن خطة المحافظ والمعايير ..ضحك صاحبي وقال هذا لا يمكن أن يحدث في عهد الصالح !! لكن المحافظ قطع الوعود والخطابات والتصريحات بأن تجري عملية التوظيف وفق المعايير ثم تمخض الجبل ليخرج فأرا فالعملية بكلاكلها ما هي إلا تمثيلية كبري يتأكد المحافظ بها من قدرته علي حشد الجماهير ... تلاشت الخطابات وسقطت المعايير وانحنى قوس المحافظ فعملية التوظيف والحشد ما هما إلا عمليتان صغيرتان تندرجان في خطة كبيرة يشابك المحافظ كيبلاتها ويدير محركاتها واليكم القصة

 بالتأكيد أن الشاب الطموح عارف الزوكا قرأ في مقدمة ابن خلدون عن نشوء الحضارة "الدولة"وانهيارها عندما يسيطر الفساد علي كل نواحي الحياة فقرر أن يكون بديلا لسلطة واقعة فيما وصفه ابن خلدون ثم فتح القاموس السياسي ليجد في حياة معاوية ابن أبي سفيان النموذج الأفضل فقد كان واليا للخلفاء الراشدين لكنه يؤسس لدولته التي ورثت الخلافة بالمكر السياسي والمال والقوة وعلي نفس الخطوات يسير الأستاذ عارف ينام بأحدي مقلتيه مع الدولة والاخري مفتوحة علي صحراء هي بحيرة من النفط والغاز والماء ليصبح المحافظ فيها مثل محمد راشد المكتوم خلال سنتين بل سيأتيه المكتوم لزيارة قرناو وبراقش وعرش بلقيس وحريب وتمنع في مملكة سيزورها في اليوم مليون سائح وليري المكتوم جبال ووديان ورمال وسواحل يفتقر إليها هذا الشاعر .

صحيح أن الأستاذ عارف هو احد ثلاثة رجال هم أفضل ما في كنانة الرئيس وهم : ياسر العواضي والدكتور صالح سميع وعارف الزوكا لذلك ظلت صنعاء تدعم صديقها وقفزته بسرعة الخيل إلي مركز القرار وهو جدير لكن صنعاء لا تدري بأنه أول من يقصم ظهرها والصحيح انه أفضل محافظ نزل مارب فهو أول من أذاب السلطات في سلطة واحدة ويمتلك مهارات عالية وقدرات غير عادية فأنا من اكبر المتعصبين معه لكني اطمع في وحدة من المحيط إلي الخليج فكيف اقبل هذا المشروع الصغير .

نعم نحن نذوق مرارة الفساد وفقدان العدل وكثير الغبن وتركيز الثروة وانعدام الأمن وذاتية التوظيف وجحيم الثارات ونهب المال العام والحكم بالمزاج نعم نحن مع الإصلاحات الحقيقية مع النضال السلمي أما هذه فلا لا لا لا لا لا.

والآن سأعطيك المؤشرات التي تؤذن بميلاد مملكة للزوكا في مارب وشبوة والجوف إذا أنت تراها كافية والأمر لك :

1- تركيزه علي القيادات الوسطية التي هي دائما المحور الأهم لقيادات التغيير أو الثورات فقام بتقسيم الدرجات الوظيفية وحالات الضمان الاجتماعي عليهم ليربطهم به ليوم النحس وأيضا يثير غضب المواطنين علي الدولة لسوء التوزيع وبذلك كسب مكسبين .

2- بني جهازا مخابراتيا خاصا به مستفيدا من الإمكانات المتاحة له يعرف من خلاله كل مايدور ويطلع به علي أنشطة المجتمع وتوجهاته ومعارضيه ومؤيديه ومد راءه وأماكن التجمعات والتأثير تدركه من أول جلسة من خلال دقة المعلومات فهو كأي مؤسس يكون تركيزه كبير علي هذا الجانب .

3- قام بدراسات مسحية حول السكان والمشاريع والقبائل والشخصيات الاجتماعية والعاملين في كل القطاعات والإدارة وكون لنفسه بنك معلومات يستفيد منه في كل شي فهو رجل غير عادي يستخدم الأساليب العلمية الحديثة في التخطيط والتنفيذ والتقييم والمتابعة وتذهل من هذا الرجل أين تلقي تعليمه !.

4- جاء الأستاذ عارف الزوكا مغايرا لمنهج العنجهية التي هي سلوك لكل مسئول يمني فهو متواضع يصغي إلي الصغير ويهتم بالكبير ويخاطب الناس بشكل متساو ويستطيع أن يكسب ثقة الأخر من أول لحظة وهو النشيط الإداري والإعلامي الأول وأنا احد المعجبين به لكن الثوابت تظل ثوابت .

5- لا تنسي بأنه من أسرة مهمة في فرع مهم من قبيلة العوالق التي هي احدي أربع قبائل كبيرة في اليمن وهذا شرط أساس لإقامة الدويلات العروبية بالاضافه إلي أن خاله العميد ناصر النوبة وهو ما يضيف له قوة إلي قوته فتصبح لديه مؤهلات تجعله يتمرد علي الكل ويفوز بالكعكة .

6- المحافظ يعرف بأن الحكم في اليمن هو عبارة عن إئتلاف مصالح والمناصب فيه تقسم كمنح يستغلها المسؤول بكل الوجوه يعرف انه ليس مطلوبا منه إصلاحات إنما مطلوب منه ترسيخ الفساد لذا فلا بد انه كون ثروة ورصيد يرتفع يوميا وهذه الثروة ستجعله يفكر انه أولي بثروة تشفط من تحت أقدامه فالإنسان دائما طموح فكان الزوكا نذير شؤم للحكم المحلي .

7- أننا نعاني من النهب والحروب والفساد والتهميش طويلا فلماذا لم تحشد الملتقيات القبلية إلا في عهده ثم تنحني هذه الملتقيات لتكون ملتقي واحد فهل ننتظر الأستاذ عارف يرفع قميص عثمان ليؤسس سلطنة هي صورة طبق الأصل من نظام الفساد الحاكم لأننا نعرف أن الفساد هو المؤهل للحكم علي كل الوجوه سواء دويلات أو أقاليم أو حكم محلي أو مركزية ففي ثلاثين سنة تم تأهيل الفساد ليحكم خمس مئة سنة مقبلة كأيدلوجية جديدة يتم تجريبها علينا بدعم البنك الدولي وصندوق النقد والولايات المتحدة وكل المانحين ........ وطني يا أيها الأرمد ترعاك السماء أصبح الوالي هو الكحال فابشر بالعمى .

   almokiki@yahoo.com  

 

  
في الخميس 07 فبراير-شباط 2008 09:38:47 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m2.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m2.marebpress.net/articles.php?id=3303