للإصلاح .. حتى لا يلدغ نفسه *
منصور السروري

مأرب برس – خاص

• ليس من مصلحة حزب كالإصلاح أن تفتح بعض عناصره نافذة تمر عبرها إجراءات لممارسات قد تسيء إلى سمعته وتؤثر على مكانته في الشارع السياسي الذي تتعاطف كثيرا أغلبية شرائحه الاجتماعية سواء مع صحيفة "المستقلة" أو مع صاحبها النائب البرلماني الحقوقي "حاشد".

• الحملة الاخيرة التي شنت قبل ايام عدة وما زالت مفتوحة تداعيات تطوراتها على أكثر من إحتمال تؤكد ان هناك خفايا نوايا تكاد تعلن عن الموقع الحقيقي لانتمائها السياسي .. ومن الطبيعي هنا الشك في أنها لا تمثل حزب الإصلاح التنويري – حتى وإن كانت تنتمي اليه -- بالقدر الذي تمثل وتجسد فيه على أرض الواقع الدور الطبيعي للقوى العبثية الرافضة أن يحدث أدنى تحول أو تطور أو تغيير في مجرى الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في هذا الوطن .

• قطعاً الإصلاح كتيار يشكل حضوراً واسعا في اللعبة السياسية إن لم ينتبه لمثل هذه الاختراقات سيتأثر كثيراً في وعلى المستقبل المنظور .. ذلك أن أية مبادرات لا تعد صحيحة ما لم تستوعب مصفوفة القضايا المناط من الإصلاح السياسي ..الإصلاح الحزب .. أن يناضل ويشتغل عليها .

• قضايا وطنية ..مصيرية.. يتوقف على إنجازها الحال الذي ينشده قرابة (عشرة ملايين) نسمة يقبعون تحت خط الفقر , وأكثر من مليون طفل وطفلة بين سن (7 إلى 14 ) سنة يجوبون شوارع وأحياء المدن وربوع البوادي يبحثون عما يقيم صلبهم ، وقرابة (700 ألف ) قضية في أروقة المحاكم الابتدائية والاستئنافية وما في مستوياتها .

• على الإصلاح أن يلتفت إلى قضايا تنمية الموارد البشرية من محو الأمية وتصحيح أوضاع التعليم والصحة وإعداد الفرد القادر على صناعة وجه الحياة العابس .

• وإن تعد قضايا الوطن فلن تحصى.. هي المعترك وهي المحك الحقيقي للعمل الذي يريده الله تعالى ,والدين ,والإنسان الباحث عن إنسانيته .. وليس في امتطاء قضايا ثانوية لا تشبع الناس من جوع ولا تغنيهم من خوف . فمثل قضايا النشر لا يفترض النظر إليها إلا من زوايا عديدة ..من زاويا التوعية ومن زاويا القراءة لها قراءة موضوعية وأمينة ومن زاويا الأهداف المبتغاة من وراء نشر ماد ة (في عصر الفضاء والإنترنت )عبر صحيفة المستقلة .

• وواهم من يظن أن الهدف من وراء نشر مواد مثيرة في المستقلة يأت من باب السعي وراء تحقيق الربحية أو لإثارة وإشاعة الخطيئة .. من يتوهم ذلك فهو مخطئ.. لأننا أولا وقبل كل شيء ندرك بوعي أننا ننتمي إلى هذا المجتمع الذي يجب أن يحافظ على عاداته وأخلاقه وتقاليده ، ونحن أول من يحترمها .

• و في المقابل يجب أن يعي كل من يضع وينصب نفسه وصيا على الدين أن المستقلة تؤمن بأن الله ربنا ,وبأن الاسلام ديننا ,وبأن محمدا نبينا ..ونعلم انه ليس من العقيدة أو الشريعة في شيء... التقوقع داخل قوالب منغلقة على ذاتها .. جامدة .. ولا تتحرك لترى أن السكوت عن المحضور الغير محرم بنص لفظي قطعي الدلالة هو ما يساعد على إشاعته وانتشاره .

• و حين نقف ننظر بصمت إلى ما يجري خلف الجدران ، وحين يغيب عن أداهننا أن العلم بالأشياء يقي موارد التهلكة والنتائج غير المتوقعة .. وحين يغيب عن وعينا أن التحصن ضد اختراق أخلاقنا وأمننا وسكوننا هو في الصمت .. حين غاب كل ذلك .. شاعت الأمية ,والجهل ,والتخلف ,وكثرت الأوهام والأخطاء لأننا عنها منشغلين في مناقشات أمور جانبية لا تمت بأية صلة لمآسي الناس ..

• من هنا كان لزاما علينا في المستقلة ..أن نحفر وأن نكشف عن كل مستور تعمدنا نسيانه أو تغاضينا عنه ، ليس للإشاعة ..ولا للإثارة ..وإنما لنحذر أطراف وكثير جهات :

أولاً : المعرضين (بفتح العين والراء) من تلك الفئات عن الوقوع فيها ذكوراً أوإناثاً.

ثانياً : المستهدفين بالضياع . وثالثاً : المجتمع بكل مكوناته من( الأسرة إلى القرية / الحارة – المدرسة – البيئة) ومختلف مؤسساته .

• فالإعلام ليس رسالة خبرية وحسب .. بل صار المرآة العاكسة للواقع بكل أتراحه وأفراحه .. ونحن في المستقلة اخترنا الأتراح والانتماء للحقيقة دائما .. وعرضها للجميع بكل مرارتها وأوجاعها.. ومادامت في سبيل الحقيقة فنحن مستعدون لتحمل كل نتائج تبعاتها مهما كانت.

• أما الذين يمتطون تكييف وتأويل ما لم نقله أو نعتقده فإنما يركبون الموجة في الاتجاه الآخر .. اتجاه الخوف من الحقيقة ..وهم بذلك إنما يفصحون عن أنفسهم .. عمن يكونون هم ؟ وعن الذي يعملون معه وله ؟ .

• أجل ..إنما يكشفون القناع عن حقيقة مواقعهم , وبالتالي يضرون من ينتسبون إليه .. لأنهم في الأصل ليس منه , ولأن متطلبات تداول الأدوار ، احتاجتهم ليؤدوا مثل هكذا مهمة فقد أنبروا لها .

• و على عقلاء الإصلاح الانتباه لذلك والكف عن شن هجمة غير مقدرة أبعاد نتائجها على مستقبلهم السياسي . والكف عن معارضة أنفسهم .. فالمستقلة وصاحبها ، وكل طاقمها ، كانوا ولا يزالون بجانب المطحونين بكلف العيش ، بجانب الغلابى الذي يفترض أن حزب الإصلاح يناضل مع كل من يناضل من أجلهم .. وللإصلاح أن يتذكر أبعاد الحديث الشريف "المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين" .

Mensourori93@hotmail.com

 


في الخميس 07 فبراير-شباط 2008 09:38:02 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m2.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m2.marebpress.net/articles.php?id=3302