المشترك نقاط القوة والضعف.. ..قراءة في الأوراق
كاتب/مهدي الهجر
كاتب/مهدي الهجر

" خاص - مأرب برس "

يبدو أنها ثمرة نضوج لخبرات ممتدة ولحراك جاد وفاعل ,ورؤية تجاوزت الشخصنة والانيات إلى حيث آمال وطموحات الشعب عبر تراكماته النضالية والإصلاحية ,منذ بذورها,فنبتها ,ونموها ,وحتى تستوي .

وهي أيضا رؤية عميقة ودقيقة لمعطيات الراهن اليوم ,وتعاطي رشيد وحكيم مع تحديات وفرص مفرداتش ودواعي ومخاطر العولمة في مجالاتها ,فضلا عن أنها امتداد مستقبلي بعد ارتسام خططه وبرامجه من وحي المعطى التحليلي للبيئة بوجهيها الداخلي والخارجي .

هي إذن رؤية متكاملة متوافقة ذات انسجام بين متغيرات طبيعتها الشحن والتوتر ,شذبت فهذ بت فانتهت إلى الدفع الايجابي ,وهي أيضا استغراق شامل للمتغير ألزماني بأبعاده الثلاثة .

المشترك كصيغة لمعطى جديد صهر في بوتقته الآمال والهموم والهوية ,نموذج متقدم للغاية يتجاوز بيئته الداخلية وربما الإقليمية ,وهو في واقع الحال محصلة أو ثمرة تفوق بأضعاف ما حسبناه مخطط أو مرغوب .. حينما ظهرت للوجود صيغة العمل هذه حسبها الكثيرون أنها لا تعدو إحدى فرقعات المشهد ,وتكتيك آني في إطار المناورة مع الحاكم ,وحتى هذا الأخير قراها في هذا السياق في مرور عابر مضمرا في نفسه التجنيح وإعادة الفرز والاصطفاف وبعثرة الأوراق وقتما شاء ,حيث يمتلك بمفرده رقعة أحجار الشطرنج والقدرة على التوجيه والاختراق ,خبرات متراكمة ورصيد سابق ..غير أن كل هذه الحسابات ذهبت في مذر الرياح ,فقد أثبتت الأحداث في مسارها المتلاحق أن الأداء يترسخ ,وان تصميم قيادة المشترك يزداد بفاعلية ومضاء ,وان هذه التباينات تضيق إلى حد التلاشي إلا ما كان في مسارها الخاص كأحزاب مستقلة ذات هوية وبرامج.

في تصريحاته وندواته المختلفة تجد قحطان رئيس الدائرة السياسية للإصلاح قد ذاب وأصبح مشترك ,وتحس انه ما بقي للإصلاح فيه شيء ,نفس الأمر تقراه عند الدكتور المتوكل (القوى الشعبية) أو صراري الاشتراكي,او صبري الناصري ,ذوبان واندماج في معطى جديد اسمه المشترك ,تستشف الأمر نفسه وأنت تشافه الكوادر الوسطى والد نيا ا لهذه الأحزاب ,مفهوم المشترك على ألسنتها حجب مسميات أحزابها ... الواقع أنها تجربه متميزة بمضامينها ,متفردة وتبعث على الفخر لا على مستوى مكونات المشترك وإنما على مستوى الشعب اليمني جملة الذي يختزل الزمن نحو تأسيس أداء سياسي راشد ومنطلق .. لكن مالذي على المشترك أن يعيه ثم يمضيه على ضوء ما افرزه المسرح السياسي في مشهده الأخير المتمثل بعودة الأخ الرئيس عن قراره ,وما يستتبع ذلك من تضخم لمجسم المؤتمر ومزيد من التغول والتغوير للمكنات المادية والبشرية واحتكار وتوجيه أدوات السلطة في حيزه ,ثم استقواءه بالمرتبك الإقليمي ومعطيات البيئة الدولية .. الصورة هنا تعاظم لإخطبوط الفساد وهاوية سقوط تقترب وتتبدى أكثر ,هذا يعني أن المشترك وهو رافعة النهوض ومشروع العافية والأمل ,ستزيد تبعاته أكثر وعليه أن يفطن وان يستعد لحملها .

سنقترب هنا من هذه الجدلية من خلال رصد ما نعتقده مواطن ضعف وقوة للمشترك في إطار المعطيات الراهنة ثم تداعيات ذلك على الشعبي العام..

إن ما يمكن تسميتها بنقاط ضعف للمشترك وهي نقاط قوة للاتجاه الأخر ,هي تقليدية بطبيعتها قد قتلت نقدا وتكرار ,لا تعدو عن .مقومات السلطة عموما (المال العام ,الوظيفة العامة,المؤسسة الأمنية والعسكرية ,الإعلام ,...وأخرى على هذا النحو ) نحسب أن التعويل عليها والوقوف عندها غير مستساغ في ظل بيئة مواتية داخليا وخارجيا ,تجد فيها من الثغرات والأسباب ما تكفي لمواجهة هذا الخلل ,وتهبك معطياتها القدرة على التكيف والنفاذ وقوة الدفع ما لاتهبه اويحسنه غيرك ..

فإذا كان الإعلام الرسمي اليوم قد تنكب لمسيرته وأساء لواجبه وأصبح أثره سلبيا على العام والخاص ,فقد تكفلت به تماما العولمة الإعلامية بما اتاحته من نوافذ وممكنات إذا أحسن التعاطي معها بايجابية ورشد .

إن لقاء مع قناة فضائية لها حضورها يأتي تماما على تغطية شهر بأكمله للفضائية التعيسة ,كما أن الصحف الحزبية والأهلية والمواقع الالكترونية في القدرة على كبح جماح التهريج والتدجيل الرسمي ,ولعل شريط للمبدعين القرني أو الاضرعي يأتي على اوبريتات الشعبي الشعبوية نفس الأمر يمكن أن ينسحب على أخرى في هذا الشأن ,الواقع أن الثغرات كثيرة ,والمتاحات تحتاج إلى رؤية وتفحص وتنقيب ,فإذا ما تبدت فإنها تلد بعضها في متوالية هندسية ,هي نظرية المباراة هنا في إطار التعاطي السياسي لعلها اقرب إلى حلبة المصارعة بين طرفين ,تجد احدهم قد استقوى بعضلاته ونجوميته وشهرته وخبرته وجمهور ه فأوقع خصمه مرات ومرات ,حتى تشفق على هذا الأخير وترجو له أن ينسحب حفاظا على ما تبقى له منه ,وتحس به لاحراك وان الجولة محسومة لصالح هذا الثور الهائج الذي زادته نقاطه نزقا وطيشا وغطرسة أوصلته الى ما يشبه حالة الصرع وهو يطوح ويصيح ,وفي لحظه لا تحسبها وفي ثغرة لم تحصن أو تدرك تأتي حركة فنية غاية في المهارة وبفاعلية قصوى والتفات عجيب من هذا الذي حسبته انتهى حتى يسقط الهائج المتغطرس المهدار إلى قعر الهزيمة ويعلن الحكم النتيجة.. هناك دروس وعبر للنفاذ والبحث عن المخارج والالتفات السريع يمكن الحصول عليها حتى من حيوانات البشر في حلبة المصارعة .

ولعل الايجابية في القول والنظر تأتي إلى البحث عن نقاط القوة للمشترك لأجل الاستفادة منها وتعظيمها وهي كثيرة ومتعاضدة وفي مجالات عدة أهمها :

--الخبرات السياسية والتنظيمية والإدارية التي توافرت لمكونات المشترك ,من خلال مسيرة ممتدة مليئة بالدروس والعبر

--الرسالة الإستراتيجية السامية والواضحة التي يحملها المشترك,أكانت في صيغتها النهائية للمشترك ,أو مجزاة لمكوناته ,فمشروع الإصلاح حيوي وناهض وله جاذبيته ,والمشروع السياسي المعدل للاشتراكي به حيويته ونهوضه هو الآخر ,نفس الأمر يسحب على المكونات الأخرى ..وتزداد الجاذبية والتألق حينما تتبلور كلها إلى صيغة واحدة نحو مشروع وطني مؤتلف وناهض

--السمعة الطيبة والعطر الفواح لقيادات المشترك لدى الشارع العام ,ما إن يذكر اسم الشهيد جار الله عمر في مقهى أو في سوق عام فضلا عن منتديات نخبه إلا وتسمع التأوه والحسرة والأنين ,رغم كل ما لقيه الاشتراكي والقوى الشعبية والناصري من هضم وقضم وتفريخ وتطفيش إلا انك تستغرب هذه الحفاوة والتقدير الكبيراذا ذكرت قامات مثل الدكتور يسن سعيد نعمان ,أو المتوكل ,او العتواني ,يستحيل أن تسمع غمزا أو تفوه حيال احدهما في أي مجلس عام أو نخبوي الا ما كان مزمار اخرم ,اوناعق أجوف يسترزق بأعراض الآخرين ,.أما وان جئت على ذكر الإصلاح قيادات ومسيرة منذ أن نبت الزبيري وحتى آتت أكلها الحياة خيرا وعافية ,وثمارا يانعة, وتبرا مسبوك,واستواء للعقل والروح,وتآزر قيم ,واستواء قمم,ونهوض طاقات ,وتكامل إرادات وهمم ,...ثم ميلاد المشترك وهذا الأهم ,فان العطر فواح ,والري عذب ,لا ينكره ا لا من في طعمه سقم .هذا المقوم في قوام المشترك هو الأهم ,يستبين أكثر بجلاء وسطوع إذا واجهته بنقيض أكرش ,انتن, ابشم ,ازكم الأنوف ,وأتعس النفوس ,وجعل كل شيء في ظله متعوس ,ولوث كل رقراق عذب ,أهدر الطاقات ,وبخس الإرادات والهمم ,وسوى بالسهل الاكم ,وعلى كل الموارد والخيرات هبر وقضم ,حتى هوى الشعب أرضا وارتطم. .. هنا بيت القصيد الفرق شاسع بين فواح عطر زكي ينعش النفوس ويبعثها صبابة وبين فواح بشم يضنك ويشقي ويزكم ويحيلها عبوس .

ومن مقومات المشترك بنيته المؤسسية ومرجعيته الثقافية والقيمية في حراكه الداخلي ومع نفسه ,إذ تتبدى هذه في انتفاء الأحادية والقول المطلق للرمز والفلتة ,والكراسي المجسمات ,والحق ما أقول لكم (وما أريكم إلا ما أرى )إلى الرأي الجماعي والجماعي المتسلسل عبر السير في قنواته ,والجهات الاستشارية بنت الخبرة والتخصص ,والرأي والحق للأغلبية وليس إلى ما أريكم.

الأمر هنا نضوج ورشد وتحول باهتمام إلى القضية بيت القصيد ,وسبب الغصة والقصة لامتنا ولنا قبلها جماعات وحتى عائلات واسر .. الاستبداد أساس كل بلية ونكسة ومصيبة ,هو من جرها علينا ,هو الغول والغلو والنكسة والنكبة,والقضم والهبر ,والفقر والمرض والجهل وصولا إلى العدمية في ميزان الآخرين ومن هنا يتميز ويقوى المشترك ,حينما عاشها قيم في منظومته الفكرية ثم بعثها سلوك في سياجه أولا وحيث هو كذلك فانه أهلا لان يبعثها عامة حكيمة رشيدة .

ومن روافد قوة المشترك كوادره الثقافية والعلميةوالاعلامية والتخصصية ,كذلك حضوره الإقليمي والدولي بامتياز بعد ريبة وشك لم تلبث أن توارت ,بعد ان تناما إلى السمع والمشاهدة يقينا أن الشعبي العام_ بشهادات تقارير دولية ولمراكز بحثية _ يمثل نموذج الفوضى والارتجال وعدم المصداقية وتجيير الأزمات والأحداث كمسكن يخدم حاله الآني ,في حين تتجه الأوضاع دراماتيكيا إلى هاوية السقوط ,الأمر الذي يقلب معه الأوضاع الأمنية والسياسية والاجتماعية حتى تتداعى معه مصالح الأطراف الأخرى في هذا المربع الجغرافي الحرج والى إن تتسع في ظل منظومة كونية مدتها ما تسمى بالعولمة اليوم بشبكة من الكابيلات والخيوط والخطوط الحيوية والأسلاك والروابط الدقيقة والحساسة ,أي أن شرط في أي كابل او رابط قد يستفز ويؤثر على المنظومة الشبكية برمتها ... ازعم بثقة وعلى ذمة الأحداث والمعطيات ,وانأ اقرأ خارطة الثوابت والمتغيرات ,وتتابع الأحداث ,والدفع والدفع المقابل ,والسنن الإلهية في التدافع والتغيير ,والأسباب ,والمسار التاريخي في محطاته المختلفة نشأة واستواء فأفول ..ثم دواليك ,أن الشعبي العام قد استوفى كل مقوماته وأسبابه المادية ,وتمت معه كل الممكنات ,وانه يتجه إلى النقصان في إيقاعات متلاحقة وصاخبة,وان هناك مواطن قوة للمشترك ,وفرص محتملة يستطيع إذا دأب وجد وثابر أن يستوي بها وان يتخطى بها حواجز عده .

ما على المشترك إلا أن يزيد من قوة ا لدفع قليلا ,ثم ليستعد ليملا الفراغ


في السبت 08 يوليو-تموز 2006 11:23:05 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m2.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m2.marebpress.net/articles.php?id=329